ارتبط الاسلام الشيعي منذ بدايته ارتباطا وثيقا بالعراق لأن العديد من الأحداث المكوّنه للتاريخ الشيعي وقعت هناك . ففي العام 661م , اغتيل علي بن ابي طالب , الخليفه الرابع والامام الشيعي الاول , في أحد مساجد الكوفه , وقتل الحسين بن علي , الذي طالب بالخلافه , مع صحبه في معركه وقعت في كربلاء عام 680 م . وأمضى العديد من الأئمه الشيعه الاثني عشر , شطرا , على الاقل , من حياتهم في العراق . وفي العراق توجد مدن العتبات الشيعيه الأربع , الأكثر قدسيه , وهي النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء , ومنذ المراحل المبكره للتاريخ الأسلامي , كان الكثير من النشاط الأكاديمي الشيعي يمارس في مراكز العراق مثل الكوفه والحله وبغداد والنجف وكربلاء . وأخيرا كان العراق فيما مضى ارضا حكمتها سلالات شيعيه , أبرزها البويهيون ( 945 – 1055 ) .
ولكن هل يمكن لهذا أن يفسر طبيعة وموقع الاسلام الشيعي في العراق كما نعرفه في بداية القرن العشرين ؟
احتسب الاحصاء البريطاني التقريبي الذي اجرى في 1919 , عددهم مليون ونصف نسمه من مجموع مليونين وثمانمائه وخمسون الفا عراقي , أي حوالي 53% من السكان . وعدّلت هذه الارقام في عام 1932 لتصبح زهاء 56% . والقسم الاعظم من شيعة العراق هم عرب . وكان الفرس يشكلون حوالي 5% والهنود أقل من واحد في المئه . وأنخفضت أعدادهم منذ ذلك الحين . ومع بعض الاستثناءات القليله فان شيعة العراق يعتنقون المذهب الشيعي الامامي , وهذا القسم من السكان الشيعه هو الذي تعنى به هذه الدراسه .