الحمد لله وصلى الله على محمد وآله
كان الأمام علي بن الحسين السجاد يقول ( لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب)
(البحار 64/65) .....
بأختصار وددت الكتابه عن هذا السيد الجد لا من باب الفخر ولا من باب التباهي والتفاخر في النسب ولكن من باب حفظ تراثه وترجمة جزء يسير من مراحل حياته بعد ما طوته أقلام النسيان ،، أولاً ....
وثانياً : من باب صلة الرحم فصلة الرحم باب كبير من أبواب الضمان الاجتماعي، الضمان الاجتماعي في الإسلام له أركان؛ أهمها وأولها الركن النسبي _____________________
#مولده و منشأه:
ولد السيد نجم الدين بحدود عام 1046 هج في قرية «الصباغية _ شط المدكَ» من أرض الجزائر قرب «البصرة» و لا زالت القرية تعرف بهذا الاسم الى اليوم، نسبة الى نهر صغير فيها و هى من قرى الجبايش، و ظل اسم «الجزائر» يطلق على هذه المنطقة و ما جاورها من ناحية المدينة و من ثم أطراف المدن: العمارة، و القرنة، و سوق الشيوخ، اذ هي عبارة عن جزائر صغيرة تغمرها المياه طيلة أيام السنة، نتيجة لفيضان الرافدين المستمر.
اشتغل بدراسة المقدمات في الجزائر سنتين، و في الحويزة سنتين، ثم هاجر مع أخيه السيد نعمة الله و ابن عمه السيد عزيز اللّه الى «شيراز» و ورد في «المدرسة المنصورية» و لا زالت هذه المدرسة موجودة هناك، و فيها حجرة السيد الجزائري نعمة الله واخوه نجم الدين الى الآن معروفة، زرتها قبل سنين. كما يروي ذلك السيد طيب الجزائري . بقيا فيها تسع سنين. و في خلال هذه المدة كان أبواهما يكلفانهما بالرجوع و يكاتبانهما يوما بعد يوم و يظهران شوقهما الى رؤيتهما و أخيه، فلم يريا بدّا غير الرجوع الى وطنهم. فلما وصلا، فرح جميع سكان الجزائر من تحصيلاتهم، ثم زوجوهم رجاء بقائهم عندهم.
كان السيد نجم الدين سيدا جليلا، و عالما نبيلا، ممتازا بين أقرانه، متورعا مشهورا في زمانه، صديقا و شريكا في الدرس مع أخيه (السيد نعمة اللّه) و كان أكبر منه، قال المحقق الأفندي:
«قال الشيخ المعاصر في «أمل الآمل»: هو فاضل، عالم، محقق، ورع، زاهد، ثقة و أيّ ثقة، له تعليقات على تهذيب الحديث، و له حواش على كتب النحو» انتهى (رياض العلماء ج 5/ 239) و في حاشيته: «كذا في خطّ المؤلّف، و لم نجد هذه الترجمة في أمل الآمل».
قال السيد السند السيد محمد الجزائري: «انّ هذه الترجمة قد سقطت عن طباعة «أمل الآمل» و الا انها كانت موجودة في الأصل، و الشاهد على ذلك، أنّ الجدّ الأعلى الذي ترجمته بعد ترجمة أخيه في هذا الكتاب قال في حاشيته على ذلك الكتاب: «ان الذي ذكره في «أمل الآمل» قبل اسمنا، كان أخا حقيقيا لنا، و كنّا شريكين في الدرس، و كان أكبر سنّا منّا، (طيّب اللّه رمسه) و كنا نقرء في مكان واحد في وطننا الجزائرى، و الحويزة، و البصرة، و شيراز، و اصفهان فجعل اللّه عاقبته خيرا، و قد كتبنا هذه الكلمات بعد ثلاثين سنة من وفاته، عام ألف و مائة و أحد عشر»
ما عاناه السيد الجزائري من شدة الألم من وفاة هذا الأخ العزيز، فقال:
«.. و ما مضت ليلة الا و رأيته في المنام على أحسن هيئة، و أمّا في النهار فكتبه قدّامي، أطالع بها و أنظرها، و كلّما رأيت كتابا منها، تجدّدت مصائبى فانا للّه و انا اليه راجعون».
قال السيد محمد المذكور: .. و من بقاياه العلمية نسخة من مطوّل التفتازاني موجودة عندي، كتبها في (1068) في المدرسة المنصورية (شيراز).
و في هذا التاريخ قرأ كتاب «الأربعين» للشيخ البهائي (عليه الرحمة) على الشيخ صالح البحراني و كتب عليه أستاذه هذه الاجازة:
«.. أنهاه سلمه اللّه تعالى و وفقه لرضائه. سماعا بقراءة غيره علىّ، من أوله الى هنا، السيد السند الكامل نجم الدنيا و الدين سلمه اللّه تعالى، سماع تدبّر و تأمل، و كان الفراغ من ذلك حادى عشر شوّال (1068) و كتب أقل خلق اللّه تعالى صالح بن عبد الكريم البحراني عفي عنهما، مجيزا له روايته بطريقي الى مؤلفه (رضي اللّه تعالى عنه) مشرطا عليه الاحتياط، و سائلا منه الدعاء أوقات الخلوات سيّما عقيب الصلوات، و الحمد للّه وحده، و صلّى اللّه على محمد و آله الطاهرين» و أيضا من بقاياه «أصول الكافي» و مجلدان من «التهذيب» كتب المجلد الاول في (1075) و قابله مع نسخة المجلسي الأول.
و كتب المجلد الثاني في (1073) و كتب على هامشه حواشي منه و من غيره و كتب أيضا على شرح الكافية للسيد الرضي، حواشي، و يمكن أن يكون مقصود صاحب «أمل الآمل» من قوله: «.. و له حواش على كتب النحو» هذه الحواشي، و هي أيضا عندي موجودة.
و كان له خاتمان، نقش أحدهما: (نجم الدين الحسينى) و ثانيهما:
(وَ عَلٰامٰاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)
وفاته : يصف السيد نعمة الله الجزائري وفاة أخيه الأكبر السيد نجم الدين هكذا :-
و لمّا شافاني اللّه من ذلك الألم عرض لأخي المرحوم ألم الحمّى، فبقي حتّى انجرّ الى الاسهال، فمضى الى رحمة اللّه تعالى ليلة الجمعة أول شهر شعبان غريبا، فبقي ألمه في قلبي الى هذا اليوم و الى الموت، و اللّه ما أسلوه حتّى أنطوي تحت التراب و يحتويني الجندل، و قد توفّى (تغمده اللّه برحمته) سنة التاسعة و السبعين بعد الألف، و هذه السنة عام التاسع و الثمانين بعد الألف، و ما مضت ليلة الّا و رأيته في المنام على أحسن هيئة، و أمّا في النهار، فكتبه قدّامي، أطالع بها و أنظرها و كلّما رأيت كتابا منها، تجدّدت مصائبي عليه، فانّا للّه و انّا اليه راجعون. وكمان وفاته في مدرسة ( تقي دولة أبادي ) في أصفهان. فبقيت بعده في اصفهان، حيران تائها في بحار الهموم، فتفكّرت و قلت:
ليس لمثل هذه المصائب دواء الّا الوصول لزيارة مولاى الرّضا (عليه السلام) فسافرت.
ومن ذرارية المتواجدين اليوم هم السادة النواجي والسادة بيت العلوية .
بقلم : الراجي شفاعة أجدادة الطاهرين يوم الورود على رباً ودود الآقل ~ أحمد بن خلف العلوي الموسوي ~ كتبت يوم السبت الموافق 28 محرم الحرام 1444 هج / 27 أب 2022 م .
_________________________
المصادر:-
1. كشف الأسرار في شرح الأستبصار.
2. نابغة فقه.
3. تدوينات في النسب للنسابة النحرير وعلامة الفن وأستاذه الخطيب السيد مهدي الوردي النسابة الكاظمي.
4. ديباجة نسبية للنسابة المهذب وارث مجد كتابة علم النسب السيد اللبيب الأستاذ علي حسين علي رضا الغريفي البحراني.