بيلة العمامرة منتشرة في البلاد العربيّة مشرقاً ومغرباً فهي في العراق وسوريا والبحرين وقطر والإمارات وفي اليمن والحجاز ونجد والأردن وفلسطين وليبيا والجزائر والمغرب، ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى وجود هذه القبيلة في غير ما ذكرنا. وإذا سلّمنا بأن قبائل العمامرة في البلاد العربيّة كلها ذات أصل واحد فإن سبب انتشارها الواسع هذا قد يعود إلى أنها من القبائل كثيرة الهجرة كما يرى البعض ووراء ذلك أسبابه التي قد تكون اقتصادية بحثاً عن المراعي والكلأ أو اجتماعية لنزاعات بين القبائل. وإذا كان المرجح قدوم العمامرة إلى الشمال الأفريقي وإلى العراق والشام ضمن الهجرات العربيّة القديمة أو الحديثة بحثاً عن المراعي والكلأ وبالتالي الاستقرار فيها، فإن وجود هذه القبيلة في أطراف الجزيرة العربيّة الأخرى كقطر والبحرين والإمارات يرجّح أن يكون دافعه صراعات بين القبائل خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار إن قدوم القبائل الرئيسة إلى هذه المناطق والدول فيما بعد كان لصراعات على النفوذ بين قبائل الجزيرة العربيّة. من المرجّح حتّى الآن أن أكبر موجة هجرة لقبيلة العمامرة كانت إلى شمال أفريقيا، ذلك أن مضارب القبيلة موجودة في كل المنطقة وهو ما يرجّح فرضية أن وجود قبائل العمامرة في الحجاز ونجد والأردن وفلسطين ضمن قبائل أخرى هو بسبب انضمامها إلى التحالفات القبليّة التي نشأت لسبب من الأسباب بعد أن وجدت نفسها بهجرة القبيلة الأم أقليّة لا تقوى بمفردها على مواجهة علاقات الحياة في مجتمعات البادية.
في الجزيرة العربية
ينتمي العمامرة وواحدهم ألعمّاري في نجد إلى قبائل الأزد القحطانية المنحدرة من اليمن والتي استقرت في صحراء نجد، وهم يشكلون في الكويت وقطر والبحرين قبائل مستقلّة ولهم وضع مميّز في هذه الأخيرة حيث أنّهم حتى أوائل القرن العشرين متحالفون مع شيوخ البحرين وفقاً للوثائق البريطانيّة، بل إن الباحث البريطاني ج. ج. لوريمر ذكر في كتابه الضخم دليل الخليج أن العمامرة وبعض القبائل الأخرى شاركوا آل خليفة في فتح البحرين عام 1783م. ونجد العمامرة في الحجاز ضمن قبائل عتيبة وموطنها الضواحي الشمالية من الطائف في مركز عشيرة. كما نجد العمامرة أيضاً في مسروح وهي إحدى بطون قبيلة حرب. وفي اليمن ينحدر العمامرة من عمَّار وهم يسكنون المناطق الوسطى من عزلة عمَّار منطقة دمت محافظة إب.
في العراق
يتركز العمامرة في العراق في جنوبه وتحديداً في البصرة، وهو ما يعزّز فرضية أن لهم صلة ما بالعمامرة في ليبيا والجزائر إذ أن لبني سليم وبني هلال وجود في العراق حيث يذكر المؤرخون بأن جماعة كبيرة منهم اتخذت لها مقاماً بوادي الكوفة منذ القرن الأول الهجري وكان لهم مسجداً يعرف بمسجد بني هلال. كما للعمامرة وجود أيضاً جنوب مدينة بغداد.
في بلاد الشّام
ينتمي العمامرة في الأردن إلى بدو الشمال ونجدهم أيضاً ضمن عشائر الحويطات فيها وفي فلسطين حيث ينحدرون من بني جازي.و قبيلة الحويطات من القبائل الكبيرة وتقع منازل الحويطات بين تيماء جنوباً والكرك شمالاً ووادي السرحان والنفوذ الكبير شرقاً وساحل خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء غرباً، وقد نزح عدد كبير منها إلى الأردن وصعيد مصر، والخليج العربي، بسبب عدم قبولها بسيطرة السعوديين وهي تنقسم إلى ثلاثة بطون هي التهمة، والعلويون أو العلاوين، وبني جازي الذين تنتمي إليهم عشيرة العمامرة. كما نجد العمامرة ضمن العشائر المسيحيّة الأردنيّة ويعود أصلهم إلى آل الخازن مشايخ كسروان في لبنان، وآل الخازن من العائلات العريقة التي ترجع بنسبها إلى عرب الغساسنة. يذكر العمامرة قصة مجيئهم إلى بلاد الأردن ويقولون أنه بعد الاضطرابات التي مر بها جبل لبنان هاجر أربعة إخوة هم : (فرح، وصالح، وخليل، ونمير) إلى منطقة الكرك معقل كثير من المسيحيين آنذاك، وسكنوا قرية (مدّين) التي نزحوا منها بعد فترة إلى قرية أخرى هي (أدر) وكلا القريتين قريب من الكرك.كانت الكرك في تلك الفترة تفتقد الأمن وتتعرض لغزوات البدو المتكررة لذا قرر الأخوة البحث عن أرض أخرى ليستقروا بها باستثناء أخ واحد هو صالح الذي قرر البقاء في الكرك الذي تحدرت منه عشيرة المدانات. اتجه الأشقاء الثلاثة إلى (دبين) في الشمال التي لم يطل بقاؤهم فيها، فقد عبر نمير وفرح نهر الأردن متجهَين إلى فلسطين، ليستقرا في طيبة بني سالم وبيرزيت وعين عريك والزبابدة وجفنة كما أن العمامرة من العوائل الفلسطينية المشهورة في مدينة الخليل. أما خليل فبقي في دبين حتى ضاقت بذريته، فاتجه قسم منهم إلى السلط، وعرفوا بها ب (الدبابنة), واتجه القسم الثاني من ذرية خليل إلى الحصن بجوار إربد وهم العمامرة، والجد الذي انحدروا منه هو عزام الذي خلَّف سالم وبشارة وموسى. وموسى خلَّف (سليمان أبو همواس) وخليل وناصر وجراد. ويقولون أن آل عمّاري في مدينة حمص في سوريا من أقاربهم، وليس هناك من أشار إلى صلتهم بِـفخذ العمامرة من عشيرة الحيدريين المسيحيّة في سوريا.
في مصر
تستقر قبيلة العمامرة في نجع الدير، قرب مدينة جرجا في محافظة سوهاج. وأيضاً توجد أكبر تجمع لعائلة العمامره في الأقصر، فمنهم في نجع الخطباء ونجع الترعه عند نقطة مرور الأقصر وداخل المدينة والكرنك والقرنه، واعلم جيداً انها منتشره في جنوب مصر وفى مدينة قفط وحجازه وتوجد العمامرة أيضا في محافظة قنا وهم من الاشراف.كما تنتشر في قرية نجع عمار التابعة لمركز دار السلام
في ليبيا
لقبيلة العمامرة في ليبيا انتشار واسع وهي طرف في تحالفات ليبيا القبليّة قديماً وحديثاً. حيث تتمركز هذه القبيلة في المنطقة المعروفة باسمها منطقة العمامرة وهي تقع جنوب مدينة الخمس الساحليّة بـ 26 كيلو مترا وهناك عمامرة في سرت وبنغازي وسبها والمرج وزليطن والهيشة وكل هؤلاء ينتمون إلى قبيلة العمامرة. يربو عدد أفراد قبيلة العمامرة في مركزهم في العمامرة عن خمسة وثلاثون ألف نسمة يمتهنون الزراعة وتربية الماشية بشكل رئيس، وبعضهم يعتمد على الوظائف وخاصة في الشركات النفطية مثل البريقة وراس لانوف، كما يتجاوز عدد نفوسها في سرت الألفين يقطن أغلبهم وادي العامرة الذي يبعد شرق مدينة سرت بِـ 70 سبعين كيلومترا ويمتهنون تربية الماشية والإبل كحال أغلب القبائل في المنطقة، ويشكّل العمامرة في بنغازي التجمع الثاني للقبيلة في ليبيا من حيث الحجم إذ يبلغ في حدود خمسة آلاف نسمة ويندمج أغلب العمامرة في بنغازي في الأعمال التجاريّة أو الوظيفة العامة كحال أغلب سكّان مدينة بنغازي. يوسم العمامرة إبلهم بالعقال وشكله (T) على الفخذ الأيمن، وهم على هذا يتفقون في الوسم مع قبيلة العرفة التي يستقر أغلبها في مدينة المرج الليبية. تنقسم قبيلة العمامرة الليبية إلى خمسة بيوت أو أفخاذ - حسب تقسيمات العرب - وهي على الترتيب بحسب حجم كل بيت:- الجموع ،الجبارنة، الرحومات، أولاد أمحمد، الطيّاش. كحال كل القبائل الليبية لم يبخل العمامرة على وطنهم بالجهاد ضد الطليان فلقد كانوا ضمن الحلف المقاوم لهم والمعروف بالصف الفوقي أو صف البر بقيادة عائلة سيف النصر وشارك أبناؤها في المعارك التي دارت ضد الطليان وعلى الأخص في معركة المرقب ومعركة القرضابية الشهيرة ومعركة قارة عافية ومعركة تاقرفت، وإليها ينتمي الشهيد مسعود بن حامد الذي ينسب له شرف إسقاط طائرة إيطالية لتكون أول طائرة تسقط في حرب إيطاليا ضد ليبيا، في واقعة تستحق أن تروى حيث كان ذلك تحديداً في منطقة أم الأرانب جنوب ليبيا سنة 1929 وفي إطار حملة الإيطاليين لملاحقة نجوع المجاهدين في حلّها وترحالها وبينما كان الشهيد مع إبله في منطقة أم الأرانب بجنوب ليبيا يهيئها لِـ"ظمي" الماء الأخير قبل العبور بها ضمن قوافل الليبيين الذين قرروا النزوح إلى المناطق الجنوبيّة والهجرة منها إلى مصر والى ما صار يعرف فيما يعد بالسودان وتشاد بعد انفراط عقد الجهاد إثر نجاح الإيطاليين في القضاء على جل قيادات المجاهدين، قامت الطائرات الإيطالية باستهدافها بقذائفها فما كان من الشهيد إلاّ أن واجهها ببندقيته فسقطت إحداها وعلى الفور قام الإيطاليون الفاشيست بمحاصرته وإعدامه في نفس المكان وبحضور بعض أقاربه ورفاقه الذين كانوا شهوداً على الواقعة. كما ينتمي إليها المجاهد أبوبكر الهليب الذي كان قائداً لإحدى المجموعات التي استهدفت الإيطاليين في حرب العصابات التي اندلعت ضدهم في قلب الصحراء الليبيّة بعد احتلالهم فزّان ومن مآثر هذا المجاهد إنه كان يقود المجموعة التي تكونت من ثمانين رجلاً من المقارحة وأولاد سليمان والمغاربة وورفله واستهدفت قافلة إمداد للإيطاليين حيث اشتبكت معهم في موقعة الفاتية وهي بئر في وادي بي وتم إبادة جميع من في القافلة وغنم ما فيها. و كذلك ينتمي إليها المجاهد طالب أبورقيّة وغيره الذين كانوا ضمن قوافل المتطوعين للجهاد في فلسطين وقد شاركوا فعلاً في ذلك. يسود اعتقاد لدى بعض أفراد القبيلة أن هناك صلة ما تربط القبيلة بقبيلة الطوابين التي تقطن الجبل الغربي في ليبيا، وكذلك بقبيلة ألجوازي المتمركزة في مصر الآن والتي امتد انتشارها قديماً حتى مدينة سرت.
في تونس
يوجد أثر هذه القبيلة في الزاوية المعروفة بزاوية العمامرة في مدينة المهدية التاريخية ثاني عواصم الخلافة بأفريقية وقد شيدت هذه الزاوية في القرن التاسع عشر الميلادي وهي تحتوي على بيت للصلاة وعدد من الغرف المخصصة لسكنى طلبة العلم.
في الجزائر
في الجزائر توجد القبيلة بهذا الاسم في بجاية وغليزان والأغواط ومستغانم وهم في غليزان يتفقون على انتسابهم إلى سيدي محمّد بن سيدي راشد بن الولي الصالح سيدي علي بن يحي بن راشد بن حساين بن سليمان بن أبى بكر بن مؤمن بن موسى بن محمد بن عبد القوى بن عبد الرحمن بن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بما يعيد نسب هذه القبيلة إلى السادة الأشراف. ويذكر بن خلدون قبائل العمامرة، بجبل أوراس، وفي مدينة الأغواط الجزائرية تكون قبيلة العمامرة واحدة من قبائل الأرباع التي استقرت حوالي سنة 1698 بالمنطقة وقبيلة الأرباع ذات أصول قحطانية وهي قبيلة يمنية من لخم وجذام ؛ ويقال أن أصل الأرباع يعود إلى الهلاليين الذين استقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة، وحين واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل سنة 1635 هاجروا إلى جبل بوكحيل بمسعد بولاية الجلفة واستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط واستقروا بها وكانوا عبارة عن أربع قبائل أو عروش بدوية هي : العمامرة، الحجاج، أولاد صالح وأولاد زيد. و اليوم يشكل الأرباع 10 قبائل هي : الحجاج، العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد زيان، أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء). كما يوجد العمامرة في غليزان ببلدتهم المعروفة بدوّار العمامرة وكذلك الحال في بجاية ومستغانم، وفي المغرب الأقصى توجد بلدة العمامرة شمال فاس.
المصادر
معجم قبائل الحجاز للشيخ عاتق بن غيث ألبلادي.
قبائل الطائف.
قبائل قطر.
الدرر المفاخر في أخبار العرب للشيخ محمد البسام التميمي.
كنز الأنساب للشيخ حمد الحقيل.
هجرات الهلاليين من جزيرة العرب د. إبراهيم إسحاق.
كتاب النسب الكبير لابن الكلبي.
تاريخ الطبري.
كتاب الكامل لابن المبرد.
مقدمة ابن خلدون.
شرح ديوان الحماسة للخطيب التبريزي.
إمارة قطر العربية الكاتب محمد الشيباني العتيبي
دليل الخليج للباحث البريطاني ج. ج. لوريمر.
معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر للكاتب سعود الزيتون ألخالدي.
الموسوعة الذهبية في أنساب قبائل وأُسر شبه الجزيرة العربية للكاتب إبراهيم بن دخنه ألشريفي.
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب للشيخ العالم الطاهر الزاوي.
قاموس العشائر في الأردن وفلسطين للباحث حنَّا عمَّاري.
في الجزيرة العربية
ينتمي العمامرة وواحدهم ألعمّاري في نجد إلى قبائل الأزد القحطانية المنحدرة من اليمن والتي استقرت في صحراء نجد، وهم يشكلون في الكويت وقطر والبحرين قبائل مستقلّة ولهم وضع مميّز في هذه الأخيرة حيث أنّهم حتى أوائل القرن العشرين متحالفون مع شيوخ البحرين وفقاً للوثائق البريطانيّة، بل إن الباحث البريطاني ج. ج. لوريمر ذكر في كتابه الضخم دليل الخليج أن العمامرة وبعض القبائل الأخرى شاركوا آل خليفة في فتح البحرين عام 1783م. ونجد العمامرة في الحجاز ضمن قبائل عتيبة وموطنها الضواحي الشمالية من الطائف في مركز عشيرة. كما نجد العمامرة أيضاً في مسروح وهي إحدى بطون قبيلة حرب. وفي اليمن ينحدر العمامرة من عمَّار وهم يسكنون المناطق الوسطى من عزلة عمَّار منطقة دمت محافظة إب.
في العراق
يتركز العمامرة في العراق في جنوبه وتحديداً في البصرة، وهو ما يعزّز فرضية أن لهم صلة ما بالعمامرة في ليبيا والجزائر إذ أن لبني سليم وبني هلال وجود في العراق حيث يذكر المؤرخون بأن جماعة كبيرة منهم اتخذت لها مقاماً بوادي الكوفة منذ القرن الأول الهجري وكان لهم مسجداً يعرف بمسجد بني هلال. كما للعمامرة وجود أيضاً جنوب مدينة بغداد.
في بلاد الشّام
ينتمي العمامرة في الأردن إلى بدو الشمال ونجدهم أيضاً ضمن عشائر الحويطات فيها وفي فلسطين حيث ينحدرون من بني جازي.و قبيلة الحويطات من القبائل الكبيرة وتقع منازل الحويطات بين تيماء جنوباً والكرك شمالاً ووادي السرحان والنفوذ الكبير شرقاً وساحل خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء غرباً، وقد نزح عدد كبير منها إلى الأردن وصعيد مصر، والخليج العربي، بسبب عدم قبولها بسيطرة السعوديين وهي تنقسم إلى ثلاثة بطون هي التهمة، والعلويون أو العلاوين، وبني جازي الذين تنتمي إليهم عشيرة العمامرة. كما نجد العمامرة ضمن العشائر المسيحيّة الأردنيّة ويعود أصلهم إلى آل الخازن مشايخ كسروان في لبنان، وآل الخازن من العائلات العريقة التي ترجع بنسبها إلى عرب الغساسنة. يذكر العمامرة قصة مجيئهم إلى بلاد الأردن ويقولون أنه بعد الاضطرابات التي مر بها جبل لبنان هاجر أربعة إخوة هم : (فرح، وصالح، وخليل، ونمير) إلى منطقة الكرك معقل كثير من المسيحيين آنذاك، وسكنوا قرية (مدّين) التي نزحوا منها بعد فترة إلى قرية أخرى هي (أدر) وكلا القريتين قريب من الكرك.كانت الكرك في تلك الفترة تفتقد الأمن وتتعرض لغزوات البدو المتكررة لذا قرر الأخوة البحث عن أرض أخرى ليستقروا بها باستثناء أخ واحد هو صالح الذي قرر البقاء في الكرك الذي تحدرت منه عشيرة المدانات. اتجه الأشقاء الثلاثة إلى (دبين) في الشمال التي لم يطل بقاؤهم فيها، فقد عبر نمير وفرح نهر الأردن متجهَين إلى فلسطين، ليستقرا في طيبة بني سالم وبيرزيت وعين عريك والزبابدة وجفنة كما أن العمامرة من العوائل الفلسطينية المشهورة في مدينة الخليل. أما خليل فبقي في دبين حتى ضاقت بذريته، فاتجه قسم منهم إلى السلط، وعرفوا بها ب (الدبابنة), واتجه القسم الثاني من ذرية خليل إلى الحصن بجوار إربد وهم العمامرة، والجد الذي انحدروا منه هو عزام الذي خلَّف سالم وبشارة وموسى. وموسى خلَّف (سليمان أبو همواس) وخليل وناصر وجراد. ويقولون أن آل عمّاري في مدينة حمص في سوريا من أقاربهم، وليس هناك من أشار إلى صلتهم بِـفخذ العمامرة من عشيرة الحيدريين المسيحيّة في سوريا.
في مصر
تستقر قبيلة العمامرة في نجع الدير، قرب مدينة جرجا في محافظة سوهاج. وأيضاً توجد أكبر تجمع لعائلة العمامره في الأقصر، فمنهم في نجع الخطباء ونجع الترعه عند نقطة مرور الأقصر وداخل المدينة والكرنك والقرنه، واعلم جيداً انها منتشره في جنوب مصر وفى مدينة قفط وحجازه وتوجد العمامرة أيضا في محافظة قنا وهم من الاشراف.كما تنتشر في قرية نجع عمار التابعة لمركز دار السلام
في ليبيا
لقبيلة العمامرة في ليبيا انتشار واسع وهي طرف في تحالفات ليبيا القبليّة قديماً وحديثاً. حيث تتمركز هذه القبيلة في المنطقة المعروفة باسمها منطقة العمامرة وهي تقع جنوب مدينة الخمس الساحليّة بـ 26 كيلو مترا وهناك عمامرة في سرت وبنغازي وسبها والمرج وزليطن والهيشة وكل هؤلاء ينتمون إلى قبيلة العمامرة. يربو عدد أفراد قبيلة العمامرة في مركزهم في العمامرة عن خمسة وثلاثون ألف نسمة يمتهنون الزراعة وتربية الماشية بشكل رئيس، وبعضهم يعتمد على الوظائف وخاصة في الشركات النفطية مثل البريقة وراس لانوف، كما يتجاوز عدد نفوسها في سرت الألفين يقطن أغلبهم وادي العامرة الذي يبعد شرق مدينة سرت بِـ 70 سبعين كيلومترا ويمتهنون تربية الماشية والإبل كحال أغلب القبائل في المنطقة، ويشكّل العمامرة في بنغازي التجمع الثاني للقبيلة في ليبيا من حيث الحجم إذ يبلغ في حدود خمسة آلاف نسمة ويندمج أغلب العمامرة في بنغازي في الأعمال التجاريّة أو الوظيفة العامة كحال أغلب سكّان مدينة بنغازي. يوسم العمامرة إبلهم بالعقال وشكله (T) على الفخذ الأيمن، وهم على هذا يتفقون في الوسم مع قبيلة العرفة التي يستقر أغلبها في مدينة المرج الليبية. تنقسم قبيلة العمامرة الليبية إلى خمسة بيوت أو أفخاذ - حسب تقسيمات العرب - وهي على الترتيب بحسب حجم كل بيت:- الجموع ،الجبارنة، الرحومات، أولاد أمحمد، الطيّاش. كحال كل القبائل الليبية لم يبخل العمامرة على وطنهم بالجهاد ضد الطليان فلقد كانوا ضمن الحلف المقاوم لهم والمعروف بالصف الفوقي أو صف البر بقيادة عائلة سيف النصر وشارك أبناؤها في المعارك التي دارت ضد الطليان وعلى الأخص في معركة المرقب ومعركة القرضابية الشهيرة ومعركة قارة عافية ومعركة تاقرفت، وإليها ينتمي الشهيد مسعود بن حامد الذي ينسب له شرف إسقاط طائرة إيطالية لتكون أول طائرة تسقط في حرب إيطاليا ضد ليبيا، في واقعة تستحق أن تروى حيث كان ذلك تحديداً في منطقة أم الأرانب جنوب ليبيا سنة 1929 وفي إطار حملة الإيطاليين لملاحقة نجوع المجاهدين في حلّها وترحالها وبينما كان الشهيد مع إبله في منطقة أم الأرانب بجنوب ليبيا يهيئها لِـ"ظمي" الماء الأخير قبل العبور بها ضمن قوافل الليبيين الذين قرروا النزوح إلى المناطق الجنوبيّة والهجرة منها إلى مصر والى ما صار يعرف فيما يعد بالسودان وتشاد بعد انفراط عقد الجهاد إثر نجاح الإيطاليين في القضاء على جل قيادات المجاهدين، قامت الطائرات الإيطالية باستهدافها بقذائفها فما كان من الشهيد إلاّ أن واجهها ببندقيته فسقطت إحداها وعلى الفور قام الإيطاليون الفاشيست بمحاصرته وإعدامه في نفس المكان وبحضور بعض أقاربه ورفاقه الذين كانوا شهوداً على الواقعة. كما ينتمي إليها المجاهد أبوبكر الهليب الذي كان قائداً لإحدى المجموعات التي استهدفت الإيطاليين في حرب العصابات التي اندلعت ضدهم في قلب الصحراء الليبيّة بعد احتلالهم فزّان ومن مآثر هذا المجاهد إنه كان يقود المجموعة التي تكونت من ثمانين رجلاً من المقارحة وأولاد سليمان والمغاربة وورفله واستهدفت قافلة إمداد للإيطاليين حيث اشتبكت معهم في موقعة الفاتية وهي بئر في وادي بي وتم إبادة جميع من في القافلة وغنم ما فيها. و كذلك ينتمي إليها المجاهد طالب أبورقيّة وغيره الذين كانوا ضمن قوافل المتطوعين للجهاد في فلسطين وقد شاركوا فعلاً في ذلك. يسود اعتقاد لدى بعض أفراد القبيلة أن هناك صلة ما تربط القبيلة بقبيلة الطوابين التي تقطن الجبل الغربي في ليبيا، وكذلك بقبيلة ألجوازي المتمركزة في مصر الآن والتي امتد انتشارها قديماً حتى مدينة سرت.
في تونس
يوجد أثر هذه القبيلة في الزاوية المعروفة بزاوية العمامرة في مدينة المهدية التاريخية ثاني عواصم الخلافة بأفريقية وقد شيدت هذه الزاوية في القرن التاسع عشر الميلادي وهي تحتوي على بيت للصلاة وعدد من الغرف المخصصة لسكنى طلبة العلم.
في الجزائر
في الجزائر توجد القبيلة بهذا الاسم في بجاية وغليزان والأغواط ومستغانم وهم في غليزان يتفقون على انتسابهم إلى سيدي محمّد بن سيدي راشد بن الولي الصالح سيدي علي بن يحي بن راشد بن حساين بن سليمان بن أبى بكر بن مؤمن بن موسى بن محمد بن عبد القوى بن عبد الرحمن بن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بما يعيد نسب هذه القبيلة إلى السادة الأشراف. ويذكر بن خلدون قبائل العمامرة، بجبل أوراس، وفي مدينة الأغواط الجزائرية تكون قبيلة العمامرة واحدة من قبائل الأرباع التي استقرت حوالي سنة 1698 بالمنطقة وقبيلة الأرباع ذات أصول قحطانية وهي قبيلة يمنية من لخم وجذام ؛ ويقال أن أصل الأرباع يعود إلى الهلاليين الذين استقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة، وحين واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل سنة 1635 هاجروا إلى جبل بوكحيل بمسعد بولاية الجلفة واستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط واستقروا بها وكانوا عبارة عن أربع قبائل أو عروش بدوية هي : العمامرة، الحجاج، أولاد صالح وأولاد زيد. و اليوم يشكل الأرباع 10 قبائل هي : الحجاج، العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد زيان، أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء). كما يوجد العمامرة في غليزان ببلدتهم المعروفة بدوّار العمامرة وكذلك الحال في بجاية ومستغانم، وفي المغرب الأقصى توجد بلدة العمامرة شمال فاس.
المصادر
معجم قبائل الحجاز للشيخ عاتق بن غيث ألبلادي.
قبائل الطائف.
قبائل قطر.
الدرر المفاخر في أخبار العرب للشيخ محمد البسام التميمي.
كنز الأنساب للشيخ حمد الحقيل.
هجرات الهلاليين من جزيرة العرب د. إبراهيم إسحاق.
كتاب النسب الكبير لابن الكلبي.
تاريخ الطبري.
كتاب الكامل لابن المبرد.
مقدمة ابن خلدون.
شرح ديوان الحماسة للخطيب التبريزي.
إمارة قطر العربية الكاتب محمد الشيباني العتيبي
دليل الخليج للباحث البريطاني ج. ج. لوريمر.
معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر للكاتب سعود الزيتون ألخالدي.
الموسوعة الذهبية في أنساب قبائل وأُسر شبه الجزيرة العربية للكاتب إبراهيم بن دخنه ألشريفي.
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب للشيخ العالم الطاهر الزاوي.
قاموس العشائر في الأردن وفلسطين للباحث حنَّا عمَّاري.