بابل ومركزها مدينة الحله
تعني كلمة بابل
باب الالـه
تقع في القسم الأوسط من العراق تبعد عن العاصمة (بغداد) حوالي 100 كم.
تبلغ مساحتها (6793) كم وتشكل بذلك نسبة 2%من مساحة العراق الكلية.
ترتفع أراضيها المنحدرة نحو الجنوب (35) م فوق مستوى سطح البحر. يسودها مناخ الصحراوي يمتاز بقلة سقوط الأمطار تتراوح بين (50-200 ملم) وارتفاع درجات الحرارة صيفاً إلى(50مْ). يسودها جو دافئ شتاءاً. يبلغ عدد سكانها حسب إحصاء 1998 م (1109574) نسمة.
تتصف بكونها زراعية وتختصً بمحاصيل الحنطة والشعير والذرة الصفراء والقطن والسمسم والمحاصيل الثانويـة من الخضر والأبصال والدرنيات،
كما تكثر فيها بساتين النخيل والحمضيات وتتميز بوجود ثروة حيوانية كبيرة تضم الأغنام والماعز والبقر والجاموس والإبل وحقول الدواجن ومعامل الأعلاف تعتمد على الزراعة السيحية أو بالواسطة و تنعدم فيها الزراعة الديمية لقلة سقوط الأمطار.
سـميت بابل نسبة إلى (مدينة بابل الآثارية) التي تقع قريباً من مركز المحافظة.
مدنها
الامام,الهاشميه,القاسم,ا المدحتيه وفيها مرقد الامام الحمزه ع ,الشوملي,المسيب,سدة الهنديه,الاسكندريه,المشروع,اللطيفيه,المحاويل,ابي غرق,الكفل
- عاصمة المملكة البابلية لإمبراطوريتين بابليتين.
- كان السومريون أقدم سكان بلاد بابل.
- بابل مدينة قديمة بأرض الرافدين،أي نهر دجلة والفرات.
- قد ورد ذكرها في القرآن الكريم " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"
- كانت المدينة مركزًا دينيًّا وتجاريا لبلاد بابل.
- كلمة "بابل" في اللغة الأكادية تعني "باب الإله".
- قد سماها الأقدمون بعدة أسماء منها "بابلونيا"، أرض بابل ما بين النهرين وبلاد الرافدين.
وقد كتب الحلي الاستاذ احمد الناجي يصف الحله بمنظور ابن المدينه
اشترك التاريخ والجغرافية بصيرورة مدينة الحلة،
واحة حضارية تنهل ما يديم خضرة بساتينها الوارفة من مياه نهر الفرات العذبة،
مستمدة ارثها الحضاري من بابل، سيدة حواضر العالم القديم،
مزدانةً بعبق الجنائن المعلقة، أحدى عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر لزوجته سميرأميس،
وزاهية بالانطلاقة الأولى للشرائع والقوانين الإنسانية مدونة في مسلة حمورابي،
تتوسط أرض وادي الرافدين، غافية على أكتاف الفرات القديم الذي يعرف اليوم بـ(شط الحلة)،
عروسا للنهر واهب العطاء ومجدد الخصب.
الحلة اليوم نتاج 900 عام، سفر تاريخي طويل وذكريات ورجال وفكر وانهار ونخيل وغزاة،
شهدت خيول السلاجقة والبويهيين والتتار،
من هنا مرت خيول هولاكو وتيمورلنك وخيل عاكف التركي وكتيبة مانجستر الإنكليزية،
كلهم رحلوا والحلة باقية، مقاربة الحاضر بالماضي، متطلعة اشراقة موعد آت، واثقة من قدومه بالبشارة، رحيل أفراد اليانكي عابري المحيط.
هنا كان حمورابي يسهر ويكتب مسلته،
وهنا مر نبوخذنصر والاسكندر المقدوني،
والمحقق الحلي على الأرض جالساً يكتب الشرائع، وابن إدريس قبل قرون كتب مؤلفه( السرائر) والبرسي انشغل بالسيميا وحروفها،
أحب حرف الباء، وأحب الدائرة شكلا هندسياً.
ومن خصب هذه الأرض وتراكم الفكر تزود العلامة الحلي متاعاً في سفرته الى إيران.
أبدعت شعراً فراتياً عذباً بحسب تعبير أحمد شوقي، ذكره علي الخاقاني في شعراء الحلة، ج2، ص377،
وأشار الى أن أحمد شوقي مفتون بشعر الشاعر السيد حيدر الحلي، قادته الصدفة الى لقاء أحد طلاب البعثة العراقية في طريقه الى السوربون، وعندها طلب من ذلك الطالب أن يقرأ شعراً فراتياً،
قرأ له من نتاج بعض الشعراء المعاصرين،
لم ينل شوقي مراده مما سمع،
وأخذ أمير الشعراء المهمة على عاتقه قارئأ لامية للسيد حيدر الحلي الى أخر بيت في القصيدة.
مدينة أسهمت عبر الحقب في حركة ثقافة البلد،
من بيوتاتها برز الشاعر صفي الدين الحلي، وابن خلفه المشهور ببنده المعروف في تاريخ الشعر العراقي،
وحماد الكواز الذي دون اسمه في ديوان الشعر العربي المعد من قبل الشاعر ادونيس،
وعن أحوال ناسها وأزقتها كتب عبد الرزاق الحسني في جريدته الفيحاء، ومن سفح تل الرماد بالأمس،
(المعروف بالجبل أو حديقة الجنائن المعلقة حاليا) انطلقت أول مظاهرة عمالية منتصف الأربعينات، تحمل لافتة تؤطر مطلب الشغيلة،
تحديد ساعات العمل وعطلة الجمعة،
وفي هذه الحديقة الحلّية وقف رعيل من رجال الفكر والتنوير أمام وهجة كاشفة مسجلة في ذاكرة التاريخ، صورة جمعت كل من كامل الجادرجي والجواهري وباقر سماكة ورؤوف جبوري،
وهنا في هذه الحسينية التي اندرست حينما وثب عليها جسر كان بناته من الهنود، قرأ صاحب عبيد وملا محمد على القصاب مرثياتهم عن الإمام الحسين أبو الأحرار،
وعلى تربتها وفي مكان ظليل أنتظمت أولى حلقات تلاميذ الشيخ عبد الكريم الماشطة عضو مجلس السلم العالمي،
وهنا كان موقع بيت السيد القزويني، ديوان حافل بأهل المدينة ووجهة مواكب العزاء ومكان انعقاد مجالسهم الحسينية،
وفي أحد أركانه نهل محمد مهدي البصير درساً في حب الوطن عندما حظي بلقاء معلم الوطنية الراحل جعفر أبو التمن،
وفي غرفة بيت أخر كانت تشرف على هذا الزقاق فك طه باقر رموز ملحمة كلكامش، وفي وسط هذه البيئة نشأ علي جواد الطاهر شيخ النقاد في العراق وتلميذه الذي أحب عبد الجبار عباس،
وفي أجوائها أستلهم سامي سعيد الأحمد أفكار دراساته عن الآثار،
ومن ضوء قنديل بدأت طقوس القراءة مزدانة بالكتب والمخطوطات المتنوعة، ناقلتها المدارك والأكف عبر الزمن، وما زالت فضاءات الحلة ساحة لجدال الفكر، لم تتوقف عند حدود الأزمنة المتعاقبة،
إبداعات متنوعة في مختلف المجالات، فنتاج ناجح المعموري في الآونة الأخيرة بالإضافة الى مجال القصة والرواية والنقد،
عدداً من المنجزات الإبداعية التي لاقت صدى واسعاً في الوسط الأكاديمي والثقافي العراقي والعربي، تتجلى فيها قطاف رحلاته الى أعماق الميثولوجيا، وافتراش مدارج المعابد، والتواصل الكوني مع آلهة وملوك الأساطير، حوارات مع جلجامش وآنانا ودموزي،
مفاتيحه منهج تقشير الأسطورة،
وطموحه استجلاء ما خلفته الحضارة العراقية القديمة. ويقف اليوم ممسكا بعمود خيمة الشعر العراقي أبنها الشاعر موفق محمد الذي ولد قريباً من نهرها، ومازال متألقا يقذف وجوهنا بجمرة الشعر، ويوقد بالكلمة شموع الأمل وسط أنفاق الظلام،
و من فرشاة فاخر محمد تتأطر أجمل اللوحات تماهياً مع الأصول الأسطورية ورموزها الأولى،
مشتغلا بوعي متقدم على الموروثات فقدم فناً تشكيلياً برؤية معاصرة يشار له بالبنان.
مدينة يتوالد فيها الفكر والشعر والفن، زاهية بكل الإبداعات الخلاقة نتاج أبنائها من المثقفين والكتاب والفنانين والأدباء والأكاديميين، فالحلة مدينة التوازن المعتدلة الأنفاس، وأحداقها واسعة تغطي كل ما يقع تحت بصرها.
مضى ذلك التاريخ العريق وتلك الرحلة الطويلة التي قطعتها الحلة عبر تسعة قرون، بقيت قباب الأعلام تحكي قصة مدينة أندرس سورها مع الزمن، وخانات المسافرين وتكايا الزهاد، ومدارس العلوم، تحكي قصة الولادة ورحلة القرون الغابرة.
تعني كلمة بابل
باب الالـه
تقع في القسم الأوسط من العراق تبعد عن العاصمة (بغداد) حوالي 100 كم.
تبلغ مساحتها (6793) كم وتشكل بذلك نسبة 2%من مساحة العراق الكلية.
ترتفع أراضيها المنحدرة نحو الجنوب (35) م فوق مستوى سطح البحر. يسودها مناخ الصحراوي يمتاز بقلة سقوط الأمطار تتراوح بين (50-200 ملم) وارتفاع درجات الحرارة صيفاً إلى(50مْ). يسودها جو دافئ شتاءاً. يبلغ عدد سكانها حسب إحصاء 1998 م (1109574) نسمة.
تتصف بكونها زراعية وتختصً بمحاصيل الحنطة والشعير والذرة الصفراء والقطن والسمسم والمحاصيل الثانويـة من الخضر والأبصال والدرنيات،
كما تكثر فيها بساتين النخيل والحمضيات وتتميز بوجود ثروة حيوانية كبيرة تضم الأغنام والماعز والبقر والجاموس والإبل وحقول الدواجن ومعامل الأعلاف تعتمد على الزراعة السيحية أو بالواسطة و تنعدم فيها الزراعة الديمية لقلة سقوط الأمطار.
سـميت بابل نسبة إلى (مدينة بابل الآثارية) التي تقع قريباً من مركز المحافظة.
مدنها
الامام,الهاشميه,القاسم,ا المدحتيه وفيها مرقد الامام الحمزه ع ,الشوملي,المسيب,سدة الهنديه,الاسكندريه,المشروع,اللطيفيه,المحاويل,ابي غرق,الكفل
- عاصمة المملكة البابلية لإمبراطوريتين بابليتين.
- كان السومريون أقدم سكان بلاد بابل.
- بابل مدينة قديمة بأرض الرافدين،أي نهر دجلة والفرات.
- قد ورد ذكرها في القرآن الكريم " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"
- كانت المدينة مركزًا دينيًّا وتجاريا لبلاد بابل.
- كلمة "بابل" في اللغة الأكادية تعني "باب الإله".
- قد سماها الأقدمون بعدة أسماء منها "بابلونيا"، أرض بابل ما بين النهرين وبلاد الرافدين.
وقد كتب الحلي الاستاذ احمد الناجي يصف الحله بمنظور ابن المدينه
اشترك التاريخ والجغرافية بصيرورة مدينة الحلة،
واحة حضارية تنهل ما يديم خضرة بساتينها الوارفة من مياه نهر الفرات العذبة،
مستمدة ارثها الحضاري من بابل، سيدة حواضر العالم القديم،
مزدانةً بعبق الجنائن المعلقة، أحدى عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر لزوجته سميرأميس،
وزاهية بالانطلاقة الأولى للشرائع والقوانين الإنسانية مدونة في مسلة حمورابي،
تتوسط أرض وادي الرافدين، غافية على أكتاف الفرات القديم الذي يعرف اليوم بـ(شط الحلة)،
عروسا للنهر واهب العطاء ومجدد الخصب.
الحلة اليوم نتاج 900 عام، سفر تاريخي طويل وذكريات ورجال وفكر وانهار ونخيل وغزاة،
شهدت خيول السلاجقة والبويهيين والتتار،
من هنا مرت خيول هولاكو وتيمورلنك وخيل عاكف التركي وكتيبة مانجستر الإنكليزية،
كلهم رحلوا والحلة باقية، مقاربة الحاضر بالماضي، متطلعة اشراقة موعد آت، واثقة من قدومه بالبشارة، رحيل أفراد اليانكي عابري المحيط.
هنا كان حمورابي يسهر ويكتب مسلته،
وهنا مر نبوخذنصر والاسكندر المقدوني،
والمحقق الحلي على الأرض جالساً يكتب الشرائع، وابن إدريس قبل قرون كتب مؤلفه( السرائر) والبرسي انشغل بالسيميا وحروفها،
أحب حرف الباء، وأحب الدائرة شكلا هندسياً.
ومن خصب هذه الأرض وتراكم الفكر تزود العلامة الحلي متاعاً في سفرته الى إيران.
أبدعت شعراً فراتياً عذباً بحسب تعبير أحمد شوقي، ذكره علي الخاقاني في شعراء الحلة، ج2، ص377،
وأشار الى أن أحمد شوقي مفتون بشعر الشاعر السيد حيدر الحلي، قادته الصدفة الى لقاء أحد طلاب البعثة العراقية في طريقه الى السوربون، وعندها طلب من ذلك الطالب أن يقرأ شعراً فراتياً،
قرأ له من نتاج بعض الشعراء المعاصرين،
لم ينل شوقي مراده مما سمع،
وأخذ أمير الشعراء المهمة على عاتقه قارئأ لامية للسيد حيدر الحلي الى أخر بيت في القصيدة.
مدينة أسهمت عبر الحقب في حركة ثقافة البلد،
من بيوتاتها برز الشاعر صفي الدين الحلي، وابن خلفه المشهور ببنده المعروف في تاريخ الشعر العراقي،
وحماد الكواز الذي دون اسمه في ديوان الشعر العربي المعد من قبل الشاعر ادونيس،
وعن أحوال ناسها وأزقتها كتب عبد الرزاق الحسني في جريدته الفيحاء، ومن سفح تل الرماد بالأمس،
(المعروف بالجبل أو حديقة الجنائن المعلقة حاليا) انطلقت أول مظاهرة عمالية منتصف الأربعينات، تحمل لافتة تؤطر مطلب الشغيلة،
تحديد ساعات العمل وعطلة الجمعة،
وفي هذه الحديقة الحلّية وقف رعيل من رجال الفكر والتنوير أمام وهجة كاشفة مسجلة في ذاكرة التاريخ، صورة جمعت كل من كامل الجادرجي والجواهري وباقر سماكة ورؤوف جبوري،
وهنا في هذه الحسينية التي اندرست حينما وثب عليها جسر كان بناته من الهنود، قرأ صاحب عبيد وملا محمد على القصاب مرثياتهم عن الإمام الحسين أبو الأحرار،
وعلى تربتها وفي مكان ظليل أنتظمت أولى حلقات تلاميذ الشيخ عبد الكريم الماشطة عضو مجلس السلم العالمي،
وهنا كان موقع بيت السيد القزويني، ديوان حافل بأهل المدينة ووجهة مواكب العزاء ومكان انعقاد مجالسهم الحسينية،
وفي أحد أركانه نهل محمد مهدي البصير درساً في حب الوطن عندما حظي بلقاء معلم الوطنية الراحل جعفر أبو التمن،
وفي غرفة بيت أخر كانت تشرف على هذا الزقاق فك طه باقر رموز ملحمة كلكامش، وفي وسط هذه البيئة نشأ علي جواد الطاهر شيخ النقاد في العراق وتلميذه الذي أحب عبد الجبار عباس،
وفي أجوائها أستلهم سامي سعيد الأحمد أفكار دراساته عن الآثار،
ومن ضوء قنديل بدأت طقوس القراءة مزدانة بالكتب والمخطوطات المتنوعة، ناقلتها المدارك والأكف عبر الزمن، وما زالت فضاءات الحلة ساحة لجدال الفكر، لم تتوقف عند حدود الأزمنة المتعاقبة،
إبداعات متنوعة في مختلف المجالات، فنتاج ناجح المعموري في الآونة الأخيرة بالإضافة الى مجال القصة والرواية والنقد،
عدداً من المنجزات الإبداعية التي لاقت صدى واسعاً في الوسط الأكاديمي والثقافي العراقي والعربي، تتجلى فيها قطاف رحلاته الى أعماق الميثولوجيا، وافتراش مدارج المعابد، والتواصل الكوني مع آلهة وملوك الأساطير، حوارات مع جلجامش وآنانا ودموزي،
مفاتيحه منهج تقشير الأسطورة،
وطموحه استجلاء ما خلفته الحضارة العراقية القديمة. ويقف اليوم ممسكا بعمود خيمة الشعر العراقي أبنها الشاعر موفق محمد الذي ولد قريباً من نهرها، ومازال متألقا يقذف وجوهنا بجمرة الشعر، ويوقد بالكلمة شموع الأمل وسط أنفاق الظلام،
و من فرشاة فاخر محمد تتأطر أجمل اللوحات تماهياً مع الأصول الأسطورية ورموزها الأولى،
مشتغلا بوعي متقدم على الموروثات فقدم فناً تشكيلياً برؤية معاصرة يشار له بالبنان.
مدينة يتوالد فيها الفكر والشعر والفن، زاهية بكل الإبداعات الخلاقة نتاج أبنائها من المثقفين والكتاب والفنانين والأدباء والأكاديميين، فالحلة مدينة التوازن المعتدلة الأنفاس، وأحداقها واسعة تغطي كل ما يقع تحت بصرها.
مضى ذلك التاريخ العريق وتلك الرحلة الطويلة التي قطعتها الحلة عبر تسعة قرون، بقيت قباب الأعلام تحكي قصة مدينة أندرس سورها مع الزمن، وخانات المسافرين وتكايا الزهاد، ومدارس العلوم، تحكي قصة الولادة ورحلة القرون الغابرة.