وقد عرف عنه رحمة الله منذ صباه وشبابه التقوى والورع وشدة الحياة ودماثة الخلق والسماحة وطلاقة الوجه وكان ابرز ما يميزه تواضعه الشديد مع الصغير والكبير والغني والفقير على حد سواء وحلاوة اللسان وحسن الاستقبال وطيب المعشر والجود والكرم فكان محط احترام وتقدير كل من يعرفه، وقد نذر رحمه الله نفسه لخدمة الناس وحل قضاياهم ومشاكلهم فكان في قلوب الناس محبوباً وقد منحه الله سبحانه وتعالى مهابة ووجاهة وهيبة وحضوراً قوياً بين الناس.
لم يكن الفقيد شيخاً لعشائر طي وحدها وانما كان محط افتخار واعتزاز وتقدير كل العشائر العربية والكردية واليزيدية والشبك والتركمان والصابئة في الجنوب والوسط والشمال فكان القاسم المشترك لكل العشائر يجمعون على حبة وتقديرة وأحترامه وقد أعربت تلك العشائر عن حزنها واسفها على فقده رحمه الله.
كان رحمة الله رمزاً حقيقياً للوحدة الوطنية الصادقة فكان اهل الجنوب والوسط والشمال من الشيعة والسنة يلتقون في محبته وتقديره، وأن ثقل عشائر طي في الجنوب اكثر منه في الشمال لاسيما في محافظات كربلاء والنجف والبصرة وذي قار وميسان والقادسية وواسط وبايل والمثنى وفي بغداد خصوصاً في منطقتي الكاظمية والراشدية وفي ديالى والانبار وصلاح الدين ونينوى والتأميم والانبار والسليمانية واربيل ودهوك،
وكان يلتف حوله أبناء الشمال والجنوب باختلاف دياناتهم وطوائفهم ومذاهبهم وقد تبدى ذلك من خلال مجالس العزاء التي أقيمت في مختلف محافظات القطر. كما تنتشر عشائر طي في عموم اقطار الوطن العربي لاسيما في سوريا والاردن وهي جميعاً تدين له بالمحبة والتقدير والاحترام.
تعرض الفقيد للاعتقال من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 22 / 12 / 2003 مع أولاده وعدد كبير من أبناء عمومته وأقاربه وتعرض بيته في الموصل وشقته في بغداد إثناء المداهمة الى التخريب والتدمير كما استشهد أثناء عملية المداهمة احد الشباب من أبناء عمومته، وبقي رهن الاعتقال لمدة (11) شهر في سجن ابي غريب قبل ان تظهر فضائح وفضائع المحتلين في ذلك السجن الرهيب، وقد خرجت مظاهرات عديده في بغداد والناصرية والنجف والموصل تطالب بإطلاق سراحه، وبعد خروجه من الاعتقال فرضت علية الإقامة الجبرية فلا يغادر مسافة اكثر من (50) كم إلا بعلم قوات الاحتلال، ثم رفعت عنه الإقامة الجبرية بعد سنه من خروجه من السجن تمكن خلالها من زيارة سوريا والأردن وكان محط احترام وتقدير الساسة والعشائر والقوى الوطنية الموجودة فيهما، وبعد رجوعه الى العراق تعرض رحمه الله الى مضايقات كثيرة واستدعاءات متوالية من قبل قوات الاحتلال وأعوانهم في الموصل وتعرض مسكنه للتفتيش والمداهمة أكثر من مرة.
بقي رحمه الله مرفوع الرأس ولم يغادر العراق رغم كل المضايقات ورغم ان لديه ما يكفيه ليعيش خارج العراق بأمان واطمئنان إلا انه آثر البقاء على ارض العراق لحبة له والتصاقه بأرضه وعدم قدرته على ترك الناس التي كانت بحاجة شديدة الى صوت العقل في ظروف المحنة والشدة والابتلاء واختلاط الأوراق وتداخل الخنادق.
كانت خاتمة حياته مسكا أذ رزقه الله الشهاده في أفضل يوم طلعت فيه الشمس وهو يوم الجمعة الموافق 6/نيسان/2007م وهوخارج من صلاة الجمعة في الجامع القريب من بيته في حي الوحدة بالجانب الأيسر من مدينة الموصل عندما كان يسلم على الناس فترصد له أصحاب النوايا الخبيثة الذين يريدون زرع الفتنة والشر في بلاد الرافدين التي ستبقى أبدا عصية على المحتلين والعملاء والطامعين والأشرار.