الغساسنة هم سلالة عربية أسست مملكة في الشام ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية في فترة ما قبل الإسلام.
لنشأة
بدأت هجرات الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد السيل العرم، حيث اتجهوا شمالا حيث أقاموا فترة قرب عين ماء تسمى "غسان" في تهامة حيث عرفوا بالغساسنة، وواصلوا هجرتهم نحو الشام، حيث استقروا في جنوبي سورية في بصرى التي كانت تقع ضمن سلطان سليح، وكان الروم قد ولوا "الضجاغمة" من آل سليح القضاعيين على تلك البلاد وأعطوهم القابا مثل "فيلارخوس" وأول من حصل على هذا اللقب هو جدهم ضجعم الذي أعطي هذا اللقب في عهد تيتوس (79ـ81)م، وكانت ديار قضاعة في المناطق الواقعة بين جبل الشيخ وَ جبال فلسطين وَالبلقاء وَ الغور والعقبة وَ جبال الكرك، وقام الضجاعمة بضرب إتاوات على الغساسنة مما أثار فيما بعد خلافات أدت إلى حدوث معارك انتهت لصالح الغساسنة وتولوا حكم ماكانت تتولاه سليح، ولم يجل الغساسنة سليحا بل أبقوهم وظلت بعض منشآتهم حية حينا من الدهر لاسيما "دير أيوب" أحد أشهر أسواق الجاهلية ضمن شبكة التجارة العربية وظل قائما فترة في الإسلام، وآل سليح بدورهم كانوا قد تغلبوا على تنوخ الذين سبقوهم، واتخذ الغساسنة من بصرى عاصمة لهم قبل تحويل عاصمتهم لاحقا إلى الجابية (بمرتفعات الجولان)، وسرعان ما امتد حكمهم ليشمل كل الجولان وحوران وغوطة دمشق وجنوب سوريا والاردن، ووصلوا في غزواتهم حتى خيبر.
الحالة السياسية
وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات الرومانية الشرقية, لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية, وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة. امتد حكم الغساسنة من عام 220 إلى 638 ميلادي، أي أربع مئة وثماني عشرة سنة. وأول ملوكهم هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين 220-265م، ولذا يطلق بعضهم على ملوك الغساسنة: آل جفنة. امتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.
أولى البيزنطيون الولايات الشرقية اهتماما خاصة نظرا للتهديد الساساني واللخمي, لذا فقد كانت المملكة الغسانية بمثابة الحارس الرئيس لطرق التجارة, كما أنضم الكثير منهم للجيش البيزنطي. قام الملك الغساني الحارث بن جبلة (حكم من 529-569) بمساعدة بيزنطة في حربها ضد الفرس وقد منحه الأمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس سنة 529 مكافأة له علي إخلاصه.
العلاقة بين الغساسنة وبيزنطه كانت في احسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة, وكان لمملكتهم سلطانها وأهميتها, عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من سوريا حيث شدوا الرحال إلي الإمبراطورية البيزنطية, واحتلوا مكانوا عالية في الدولة حتى تبوء نقفور منصب الإمبراطور (حكم 802-811) ثم حكم ابنه بعده ونقفور كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الكبير هارون الرشيد. تنتسب العديد من القبائل والعوائل العربية المسيحية المعاصرة في سورية والأردن ولبنان وفلسطين إلى الغساسنة, وأكبر تجمع لمن تبقى على ديانة ومعتقد الغساسنة هو في مدينة خبب وبعض بلدات محافة درعا في سوريا وكذلك مدينة زحلة في لبنان والكرك في الأردن بعد أن انتقلو من موطنهم في جنوب سوريا والأردن. والغساسنة ونسلهم اليوم معظمهم مسلمون.
الحالة الثقافية
اعتنقوا المسيحية الأرثوذكسية المشرقية المعروفة في سورية آنذاك باليعقوبية وهي مخالفة لمذهب الروم الأرثوذكس (الملكاني). كان الغساسنة كما المناذرة من رعاة الأدب والشعر فقد التحق بالغساسنة لمدحهم جهابذة الشهر الجاهلي مثل لبيد بن ربيعة والنابغة الذبياني وحسان ابن ثابت، تتمثل آثارهم في صهاريج الرصافة وقصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكاتدرائية الرصافة[1]، والبناء الذي داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع، ومن المباني الدينية: كنيسة مادبا، والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي[2]، وكنيسة الرفيد[2]، وكنيسة بريقة[2]، وكنيسة كفر ناسج[2]، وكنيسة كفر شمس[2] وكنيسة القديس سرجيوس في النتل[2].
ظهور الإسلام
ظلت المملكة الغسانية موالية للبيزنطيين حتي الربع الأول من القرن السابع الميلادي عندما أسقط المسلمون مملكتهم عقب معركة اليرموك سنة 636م. دخل الغساسنه في الإسلام ودخلوا في جيوش الفتح فكان لهم فيها سهم كبير، فشاركوا في فتح شمال أفريقيا والاندلس وانتشروا فيها واسهموا في اعمارها. اعتمد عليهم الخلفاء الأمويين في إدارة الدوله لخبرتهم في إدارة الدواوين ودور المال.
ملوك الغساسنة
ملوك آل جفنة من الغساسنة
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 جفنة بن عمرو 220-265
2 عمرو بن جفنة 265-270
3 ثعلبة بن عمرو 270-287
4 الحارث بن ثعلبة 287-307
5 جبلة بن الحارث 307-317
6 الحارث بن جبلة 317-327
7 المنذر بن الحارث, مع... 327-330
8 الأيهم بن الحارث, و... 327-330
9 المنذر الأصغر, و... 327-340
10 النعمان بن الحارث, و... 327-342
11 عمرو بن الحارث, و... 330-356
12 جبلة بن الحارث 327-361
13 جفنة بن المنذر, مع... 361-391
14 النعمان بن المنذر 361-462
15 النعمان بن عمرو بن المنذر 391-418
16 جبلة بن النعمان 418-434
17 النعمان بن الأيهم, مع... 434-455
18 الحارث بن الأيهم, و... 434-456
19 النعمان بن الحارث 434-453
20 المنذر بن النعمان, مع... 453-472
21 عمرو بن النعمان, و... 453-486
22 حجر بن النعمان 453-486
23 الحارث بن حجر 486-512
24 جبلة بن الحارث 512-529
25 الحارث بن جبلة 529-569
26 المنذر بن الحارث, مع... 569-581
27 أبو كرب النعمان بن الحارث 618-633
28 النعمان بن المنذر 582-583
29 الحارث بن الحارث 583
30 النعمان بن الحارث أبو كرب 583-?
31 الأيهم بن جبلة ?-614
32 المنذر بن جبلة 614-?
33 شراحيل بن جبلة ?-618
34 عمرو بن جبلة 618-628
35 جبلة بن الحارث 628-632
36 جبلة بن الايهم 632-638
[عدل] المصادر
^ بشيد زهدي، الرصافة لؤلؤة بادية الشام
لنشأة
بدأت هجرات الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد السيل العرم، حيث اتجهوا شمالا حيث أقاموا فترة قرب عين ماء تسمى "غسان" في تهامة حيث عرفوا بالغساسنة، وواصلوا هجرتهم نحو الشام، حيث استقروا في جنوبي سورية في بصرى التي كانت تقع ضمن سلطان سليح، وكان الروم قد ولوا "الضجاغمة" من آل سليح القضاعيين على تلك البلاد وأعطوهم القابا مثل "فيلارخوس" وأول من حصل على هذا اللقب هو جدهم ضجعم الذي أعطي هذا اللقب في عهد تيتوس (79ـ81)م، وكانت ديار قضاعة في المناطق الواقعة بين جبل الشيخ وَ جبال فلسطين وَالبلقاء وَ الغور والعقبة وَ جبال الكرك، وقام الضجاعمة بضرب إتاوات على الغساسنة مما أثار فيما بعد خلافات أدت إلى حدوث معارك انتهت لصالح الغساسنة وتولوا حكم ماكانت تتولاه سليح، ولم يجل الغساسنة سليحا بل أبقوهم وظلت بعض منشآتهم حية حينا من الدهر لاسيما "دير أيوب" أحد أشهر أسواق الجاهلية ضمن شبكة التجارة العربية وظل قائما فترة في الإسلام، وآل سليح بدورهم كانوا قد تغلبوا على تنوخ الذين سبقوهم، واتخذ الغساسنة من بصرى عاصمة لهم قبل تحويل عاصمتهم لاحقا إلى الجابية (بمرتفعات الجولان)، وسرعان ما امتد حكمهم ليشمل كل الجولان وحوران وغوطة دمشق وجنوب سوريا والاردن، ووصلوا في غزواتهم حتى خيبر.
الحالة السياسية
وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات الرومانية الشرقية, لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية, وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة. امتد حكم الغساسنة من عام 220 إلى 638 ميلادي، أي أربع مئة وثماني عشرة سنة. وأول ملوكهم هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين 220-265م، ولذا يطلق بعضهم على ملوك الغساسنة: آل جفنة. امتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.
أولى البيزنطيون الولايات الشرقية اهتماما خاصة نظرا للتهديد الساساني واللخمي, لذا فقد كانت المملكة الغسانية بمثابة الحارس الرئيس لطرق التجارة, كما أنضم الكثير منهم للجيش البيزنطي. قام الملك الغساني الحارث بن جبلة (حكم من 529-569) بمساعدة بيزنطة في حربها ضد الفرس وقد منحه الأمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس سنة 529 مكافأة له علي إخلاصه.
العلاقة بين الغساسنة وبيزنطه كانت في احسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة, وكان لمملكتهم سلطانها وأهميتها, عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من سوريا حيث شدوا الرحال إلي الإمبراطورية البيزنطية, واحتلوا مكانوا عالية في الدولة حتى تبوء نقفور منصب الإمبراطور (حكم 802-811) ثم حكم ابنه بعده ونقفور كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الكبير هارون الرشيد. تنتسب العديد من القبائل والعوائل العربية المسيحية المعاصرة في سورية والأردن ولبنان وفلسطين إلى الغساسنة, وأكبر تجمع لمن تبقى على ديانة ومعتقد الغساسنة هو في مدينة خبب وبعض بلدات محافة درعا في سوريا وكذلك مدينة زحلة في لبنان والكرك في الأردن بعد أن انتقلو من موطنهم في جنوب سوريا والأردن. والغساسنة ونسلهم اليوم معظمهم مسلمون.
الحالة الثقافية
اعتنقوا المسيحية الأرثوذكسية المشرقية المعروفة في سورية آنذاك باليعقوبية وهي مخالفة لمذهب الروم الأرثوذكس (الملكاني). كان الغساسنة كما المناذرة من رعاة الأدب والشعر فقد التحق بالغساسنة لمدحهم جهابذة الشهر الجاهلي مثل لبيد بن ربيعة والنابغة الذبياني وحسان ابن ثابت، تتمثل آثارهم في صهاريج الرصافة وقصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكاتدرائية الرصافة[1]، والبناء الذي داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع، ومن المباني الدينية: كنيسة مادبا، والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي[2]، وكنيسة الرفيد[2]، وكنيسة بريقة[2]، وكنيسة كفر ناسج[2]، وكنيسة كفر شمس[2] وكنيسة القديس سرجيوس في النتل[2].
ظهور الإسلام
ظلت المملكة الغسانية موالية للبيزنطيين حتي الربع الأول من القرن السابع الميلادي عندما أسقط المسلمون مملكتهم عقب معركة اليرموك سنة 636م. دخل الغساسنه في الإسلام ودخلوا في جيوش الفتح فكان لهم فيها سهم كبير، فشاركوا في فتح شمال أفريقيا والاندلس وانتشروا فيها واسهموا في اعمارها. اعتمد عليهم الخلفاء الأمويين في إدارة الدوله لخبرتهم في إدارة الدواوين ودور المال.
ملوك الغساسنة
ملوك آل جفنة من الغساسنة
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 جفنة بن عمرو 220-265
2 عمرو بن جفنة 265-270
3 ثعلبة بن عمرو 270-287
4 الحارث بن ثعلبة 287-307
5 جبلة بن الحارث 307-317
6 الحارث بن جبلة 317-327
7 المنذر بن الحارث, مع... 327-330
8 الأيهم بن الحارث, و... 327-330
9 المنذر الأصغر, و... 327-340
10 النعمان بن الحارث, و... 327-342
11 عمرو بن الحارث, و... 330-356
12 جبلة بن الحارث 327-361
13 جفنة بن المنذر, مع... 361-391
14 النعمان بن المنذر 361-462
15 النعمان بن عمرو بن المنذر 391-418
16 جبلة بن النعمان 418-434
17 النعمان بن الأيهم, مع... 434-455
18 الحارث بن الأيهم, و... 434-456
19 النعمان بن الحارث 434-453
20 المنذر بن النعمان, مع... 453-472
21 عمرو بن النعمان, و... 453-486
22 حجر بن النعمان 453-486
23 الحارث بن حجر 486-512
24 جبلة بن الحارث 512-529
25 الحارث بن جبلة 529-569
26 المنذر بن الحارث, مع... 569-581
27 أبو كرب النعمان بن الحارث 618-633
28 النعمان بن المنذر 582-583
29 الحارث بن الحارث 583
30 النعمان بن الحارث أبو كرب 583-?
31 الأيهم بن جبلة ?-614
32 المنذر بن جبلة 614-?
33 شراحيل بن جبلة ?-618
34 عمرو بن جبلة 618-628
35 جبلة بن الحارث 628-632
36 جبلة بن الايهم 632-638
[عدل] المصادر
^ بشيد زهدي، الرصافة لؤلؤة بادية الشام