قال النسابة السيد جعفر الاعرجي في كتابه (مناهل الضرب في انساب العرب) صفحة 251 ما نصّه: (وقلت انا في ذرية الشيخ عبد القادر حين كنت اسال عنهم: اعزوا ذرية عبد القادر الى عبد القادر فإنّه يغنيهم ويغنيكم ، ولآل عبد القادر شيخ المشائخ بإنتسابهم اليه الشرف الشامخ والفضل الباذخ. وقول الجمال "ان الشيخ عبد القادر لم يدّع هذا النسب ولا ولده" ليس في عدم الدعوة دلالة على أنه ليس من اهل هذا البيت ، ثم إنه رجل من كيلان لم يضرّه إذا لم يعرف نسبه أحد من اهل بغداد وهو غريب فيهم ، وإنما يعرفه أهل كيلان وقد اثبته العرفاء في جرائدهم واثبتوا نسبه وهم محافظون على أنساب مشائخهم وهم اعرف بها من غيرهم).
فأما قوله بان الانتساب للشيخ عبد القادر يغنيهم ، فقد يكون ذلك بان يغنيهم عن أي إنتساب آخر في العرب والعجم ولكن هيهات أن يغنيهم عن الانتساب لآل البيت الاطهار (عليهم السلام). وآل البيت (عليهم السلام) لا يقاس بهم احد.
وأما قوله : (ليس في عدم الدعوة دلالة على أنه ليس من اهل هذا البيت) فهو كلام غريب صدوره من قبل النسابة الاعرجي ، فلو كان الشيخ عبد القادر من ذرية أهل البيت (عليهم السلام) لأوضح ذلك وصرّح به ولا سيما وهو في منزلة ومكانة وزمان لا يخشى فيها من التصريح بنسبه. ولا يعقل ان احداً من مريدي الشيخ عبد القادر حال حياته لم يسأله عن نسبه مع العلم بأن النسب هو من الامور المهمة عند العرب وقد عاش الشيخ عبد القادر في مدينة عربية هي بغداد. وحيث انه لم ينقل احد ان الشيخ عبد القادر قد صرّح بانه من ذرية آل البيت (عليهم السلام) وحيث ان احداً من اولاده لم يدّعي هذا النسب بل ادعاه احد احفاده ولم يتمكن من إقامة البينة على هذا الادعاء !! فلا يمكن القول بأن عدم إدعاءه النسب ليس دليلاً على كونه لا ينتسب فعلاً للدوحة العلوية المطهرة.
وأما قول النسابة الاعرجي: (ثم إنه رجل من كيلان لم يضرّه إذا لم يعرف نسبه أحد من اهل بغداد وهو غريب فيهم) فقد يصح كلامه لو ان الشيخ عبد القادر قد مرّ ببغداد في سفر او على عجل ، ولكن كلامه لا يصح إذا علمنا انه قد اتخذ من بغداد مقراً وسكناً ووطناً له ، وأصبح له فيها وفي غيرها أتباع ومريدين.
واما قول النسابة الاعرجي: (وإنما يعرفه هل كيلان وقد اثبته العرفاء في جرائدهم واثبتوا نسبه وهم محافظون على أنساب مشائخهم وهم اعرف بها من غيرهم). فهذا الكلام ليس عليه دليل بل المنقول بخلافه حيث ان حفيد الشيخ عبد القادر قد عجز عن الاتيان بالبينة لأثبات النسب الذي يدعيه. فلم يقم احد من اهل كيلان بتثبيت نسبه الا بعد عصره بقرون فيما يبدو ان صح ان احداً منهم قد قام بذلك فعلاً.