أكرم نشأت إبراهيم حقوقي وباحث وأديب وأستاذ جامعي عراقي. كتب في مجالات الصحافة والقانون وعلم النفس وله عدة مؤلفات مطبوعة. عمل أستاذاً في كليات الشرطة والآداب ومعهد الدراسات الخاص بضباط الأمن وجامعات بغداد المختلفة.
حياته
الدكتور أكرم هو نجل الأستاذ المرحوم إبراهيم أحد النواب البارزين لكركوك مثل موطنه الأصلي في مجلس النواب العراقي للاعوام 1925 م -1926 وحتى عام 1928 م ونائب رئيس المجلس في تلك الحقبة من تاريخ العراق الحديث بعد سقوط الدولة العثمانية وهو بحيويته ونشاطه العلمي والجامعي ينسف نظرية التقاعد التي تستند إليها قوانين الخدمة والتقاعد وهو في الثمانينات من العمر اطال الله في عمره- انه مفخرة للتركمان خاصة وللعراق عامة.
ولد الاستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم في بغداد عام 1920 بحكم وظيفة والده الأستاذ المرحوم نشات إبراهيم الذي كان يومذاك يشغل وظيفة مدير بريد وهاتف بغداد لسنوات عديدة وعلى ضوء ما جاء استقر العائلة الكريمة في بغداد كالمئات بل الالوف من أبناء التركمان فيها..
بعد اكماله الدراسات الثلاث الابتدائية والمتوسطة والاعدادية التحق بالكلية العسكرية وتخرج فيها عام 1939 برتبة ملازم ثان وأحيل على التقاعد في مستهل عام 1944م لمساهمته الفعالة في ثورة مايس التحررية عام 1941 بقيادة الضباط الاحرار بقيادة الشهيد صلاح الدين الصباغ ورفاقه.
التحق بكلية القانون عام 1947 وتخرج فيها عام 1950م حائزاً على شهادة الليسانس في القانون بدرجة جيد جدا وكان ترتيبه الثالث بين خريجيها بعد تخرجه انصرف إلى مزاولة مهنة المحاماة والعمل في ميدان الصحافة.
في عام 1955 حصل على شهادة الماجستير في العلوم الجنائية بامتياز من جامعة القاهرة وعين مدرسا في كلية الشرطة. كما وانتدب إلى كلية الحقوق (القانون فيما بعد) للتدريس ونال لقب الاستاذ به حيث كان يعمل أستاذ قانون العقوبات وعلم الأجرام.
في عام 1966 توجه إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه في القانون فحصل عليها بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة وعاد إلى العراق ليواصل التدريس مجددا ومحاضرا في مادة (التشريعات الصحفية وجرائم النشر) في قسم الصحافة في كلية الاداب / جامعة بغداد وكذلك محاضرا في معهد الدراسات الخاص لضباط الامن والجدير بالذكر ان الاستاذ اكرم تسلم شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من الرئيس المصري جمال عبد الناصر() وبحضور الرئيس العراقي الأسبق الفريق عبد الرحمن محمد عارف بمناسبة عيد العلم.
الأستاذ الدكتور اكرم نشأت في طليعة العلماء المتفوقين الذين تم تكريمهم في الاحتفال بعيد العلم الذي جرى عام 1966 م في القاهرة.
شغل الأستاذ الدكتور اكرم نشأت المناصب التالية طيلة حياته الوظيفية
1- استاذ القانون الجنائي في كلية الشرطة – بغداد.
2- استاذ التشريعات الصحفية وجرائم النشر في قسم الصحافة – بكلية الاداب جامعة بغداد.
3- في عام 1970م عين مديرا عاما للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عند انشائها.
4- في عام 1974 م انتقل إلى جامعة الدول العربية في القاهرة وعين رئيسا لإدارة الشؤون الاجتماعية فيها لمدة ثلاث سنوات.
5- في عام 1977 م عاد إلى بغداد لمواصلة عمله في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ثانية.
6- في عام 1980 انتخب امينا عاما مساعدا لمنظمة العمل العربية عند إنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب.
7- في عام 1982 م انتخب امينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب.
في عام 1992 م عاد إلى بغداد ليمارس عمله الجامعي ولايزال مستمرا في تدريساته
أكرم نشأت صحفيا وكاتبا
يعد الاستاذ الدكتور اكرم نشأت إبراهيم بفخر واعتزاز من رواد الصحافة في العراق حيث اصدر وتولى رئاسة تحرير جريدة (الحصون) وهي جريدة يومية سياسية صدر العدد الأول منها في آذار من عام 1952 وكما تولى رئاسة تحرير مجلة البحوث الاجتماعية والجنائية: وهي مجلة علمية واجتماعية نصف شهرية باللغة العربية وكان صاحبها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية – المركز القومي للبحوث الجنائية وبرز العدد الأول منها في آذار 1972م ويوجد العدد الثاني من المجلة المذكورة في خزانة كاتب السطور كما بدأ على نشر ابحاثه ومقالاته في كثير من الصحف العربية والعراقية وفي مجلة الاخاء قارداشلق التركمانية التي يصدرها نادي الإخاء التركماني المركز العام بغداد باللغتين العربي والتركية ولا تزال مستمرة في الصدور وهو الكاتب في مجالات الصحافة والقانون وعلم النفس اما اللغات التي يجيدها إضافة إلى لغة ألام التركية هي العربية والإنكليزية والفرنسية.
نشاطاته الاجتماعية
الاستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم عضو بارز في نادي الإخاء التركماني منذ تأسيسه وعضو جمعية الحقوقيين وعضو اتحاد الحقوقيين العرب.
الأوسمة والأنواط الممنوحة له
1- نال جائزة عيد العلم في جمهورية مصر العربية مع الميدالية الذهبية.
2- منح وسام الجمهورية من الصنف الأول من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
3- حاز على جائزة بيت الحكمة ببغداد لعا م وهي درع بيت الحكمة مطعمة بالميناء.
-قرار تكريم –
احتفى قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة بتسمية الدكتور أكرم نشأت إبراهيم مبدعا واعتبار تكريم بيت الحكمة له في احتفالية عام 2001 م هو تثمين لجهود الاجتماعيين لنيل جائزة بيت الحكمة لعام 2001 م في اختصاص الدراسات الاجتماعية وصدر قرار مجلس امناء بيت الحكمة بمنح الجائزة المذكورة اعترافا بدوره الكبير ومساهمته العلمية المميزة وتقديرا لجهوده المستمرة في اغناء الثقافة العربية واستلهام جوهر حضارة الامة وتراثها بتوظيف انجازاته الثقافية لصالح الامة ومستقبلها وقد تسلم شهادة قرار منح الجأئزة من بيت الحكمة وهي درع بيت الحكمة المكون من بوابة البيت بطرازها وريازتها التراثية مطعمة بالميناء ومستندة على قاعدة حملت عبارة التكريم لهذا العقل الاجتماعي المبدع الأستاذ في القانون والاجتماع من الشيوخ في العلم والشباب في العطاء.. وكان الوفد الزائر له من قبل بيت الحكمة يضم كلا من..
1- الدكتور عدنان ياسين مصطفى رئيس قسم الدراسات الاجتماعية.
2- الدكتور كامل المراياتي.
أكرم نشأت ومؤلفاته
للأستاذ القدير أكرم نشأت عدة كتب مطبوعة من أبرزها:
1- علم النفس الجنائي- ثلاث طبعات – 1956 م – 1960 م – 1966م.
2- سلطة التفتيش الجنائي 1960م.
3- جنوح الإحداث في العراق 1960م.
4- للحقيقة والتاريخ 1962م.
5- الأحكام العامة في قانون العقوبات العراقي / ثلاث طبعات / الطبعة الأولى 1962 الطبعة الثانية 1963م / الطبعة الثالثة 1964م.
الحدود القانونية لسلطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة 1965م.
يقول عنه الاستاذ الدكتور محمود محمود مصطفى عميد فقهاء القانون الجنائي في العالم بجامعة القاهرة رئيس لجنة المناقشة آنذاك أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه الممنوحة له عام 1966م ما يلي: (ان رسالتك تعد مفخرة للعراق ومفخرة لجامعة بغداد كما أنها مفخرة لجامعة القاهرة وأنا أحييك على ما بذلته من جهد دراسي غير عادي فاق كل جهد)
هوامش ومصادر
نشأت إبراهيم هو والد الاستاذ الدكتور أكرم نشأت ولد في كركوك عام 1864 م ترعرع ودرس فيها وعين في دائرة البريد والبرق بالموصل سنة 1883 م وتنقل في دوائر البريد والبرق في كركوك سنة 1886م والسليمانية 1887م والموصل ثانية 1888م والبصرة 1890 م والكوت لعام 1891فاربيل 1892 م فكركوك 1895م فبغداد 1907حيث استقر فيها بعد أن أصبح مفتشاً للبريد والبرق في بغداد وفي عام 1909 عين مديرا للبريد والبرق في ولاية وان في تركيا عام 1910م ولغاية عام 1914م واعيد ثانية إلى بغداد عام 1920م.
واختير نائبا عن كركوك عام 1920 م في مجلس النواب العراقي وجدد انتخابه في الدورات اللاحقة من عام1925م· انظر اعلام التركمان والادب التركي في العراق الحديث للاستاذ مير بصري لندن/ 1997م.
أكرم نشأت إبراهيم شيخ القانونيين العرب: وداعاً
علي امتداد تاريخ العراق الحافل بالعطاء برزت شخصيات متميزة في مختلف المعارف والعلوم والفكر والثقافة الدبلوماسية، تركت بصمات واضحة، رفعت اسم العراق خفاقا وعالياً، ومن بين هؤلاء، فقيد العراق الذي غادرنا مؤخراً الي دار البقاء، الأستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم، لقد عايشت الدكتور أكرم نشأت علي مدي 40 عاما منذ 1966، فوجدت فيه شخصية معطاءة، خلوقة قوية مؤثرة، يتسم بالتواضع والألفة والأدب الجم، والجدية والحرص والقدرة الرائعة في التخطيط، مخلص متفان في عمله، وهذه الصفات أهلته لشغل مواقع عربية متميزة منها رئاسته لإدارة الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية 1974، ثم منصب الأمين العام المساعد لمنظمة العمل العربية 1980، بعدها انتخب أمينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب لثلاث دورات متتالية وبالاجماع العربي لغاية 1992، استطاع خلالها أن يرسم معالم وأسس خطوات العمل الأمني العربي المشترك، ويؤسس للاستراتيجية الأمنية العربية، والاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات. وأشاد وزراء الداخلية العرب، وقادة الشرطة والأمن في البلاد العربية، وغيرهم، بكفاءة الدكتور أكرم نشأت الفائقة في تسيير إدارة المجلس حيث كان لحضوره الفاعل وشخصيته الفذة أثر في نجاح الاجتماعات الأمنية العربية في نطاق المجلس. ولعل من المفارقات أن أكرم نشأت كان قد تخرج من الكلية العسكرية العراقية عام 1939 (الدفعة 17 التي لقبت بدورة الانقلابات)! التي ضمت كثيراً من الضباط المعروفين فيما بعد بالضباط الأحرار، ومنهم (الأخوان عارف والبكر والمهداوي وطاهر والعارف والأخوان رفعت ومدحت الحاج سري وغيرهم..) وكان الدكتور أكرم معجباً بحزم وانضباط وشخصية آمر فصيله الملازم عبد الكريم قاسم. وبسبب دوره في انتفاضة مايو (مايس) 1941 أحيل أكرم علي التقاعد وهو ما زال برتبة ملازم أول. وكما يقول المثل (رُبَّ ضارة نافعة!) فقد اتجه أكرم نشأت الي دراسة الحقوق وتخرج منها عام 1951 وعمل في المحاماة، كما عمل في الصحافة وترأس تحرير جريدة (الحصون) التي تعرضت مرات عدة للغلق بسبب مواقفها الوطنية، وسافر الي القاهرة وحصل علي الماجستير بالحقوق من جامعتها 1954 وباشر التدريس في كليتي الحقوق والشرطة العراقية عام 1955، كما كان يدرّس مادة (تشريعات وجرائم النشر الصحفي) علي طلبة قسم الصحافة بجامعة بغداد، ثم عاد أكرم الي جامعة القاهرة وحصل منها علي الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي 1965 ولهذا منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة عيد العلم، وكان زميل دفعته بالكلية العسكرية الرئيس عبد الرحمن عارف حاضرا الحفل بالقاهرة، وعندما نودي اسمه تقدم الدكتور أكرم الي المنصة وصافح الرئيس عبدالناصر الذي سلمه شهادة الدكتوراه وجائزة العلم، كما صافحه الرئيس عبد الرحمن عارف، وحالما رفع يده بالتحية منصرفا، سمع الرئيس عارف يقول لعبدالناصر: (انه كان ضابطا في الجيش العراقي ومن دفعتي).. فابتسم الرئيس عبدالناصر وأرمقه بنظرة ود.
عاد الدكتور أكرم الي الوطن ليصبح الأستاذ الأقدم لكلية الشرطة العراقية، وكان له الدور الأكبر في وضع وصياغة قانون جديد متطور للكلية 1966 يتمثل في تدريس مواد الحقوق والشرطة معا ويمنح خريجيها شهادتي الحقوق والشرطة أسوة بالنظام المتبع في مصر. وتم تطبيق النظام علي مدي 3 سنوات (رغم أنه لقي معارضة شديدة واضراب طلبة الحقوق في الجامعة حينها)، الي أن تم الغاؤه عام 1969.
كما أن الأستاذ أكرم هو الذي أسس (جمعية الحقوقيين العراقيين) وانتخب رئيسا لها عام 1972، كما يعتز الدكتور أكرم نشأت بأنه أسس عام 1970 صرحا علميا وطنيا هو (المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية) في العراق وعيّن مديراً عاماً له حتي عام 1974.
ان نقطة الفخر في مسيرة حياة الأستاذ أكرم هو نجاحه الباهر في قيادة مجلس وزراء الداخلية العرب وجعله المؤسسة العربية الأكثر استقرارا وديمومة في النشاط (رغم مشكلات ومآسي العمل العربي المشترك) وما زال المجلس مدينا للدكتور أكرم نشأت الذي استطاع بحذاقته وخبراته وقدراته أن يحافظ علي مسيرة المجلس، وأن يجنبه الكثير من الأزمات والمشكلات التي كادت تعصف به بسبب الخلافات الرسمية العربية، منها مشكلة الانقسام العربي حول الحرب العراقية ــ الإيرانية، ومأساة الغزو العراقي للكويت، ولكن الدكتور أكرم حافظ علي ديمومة وفاعلية المجلس بفضل حسن ادارته وكياسته، ولم تتلكأ دوراته بسبب كل تلك الأزمات، واستطاع أن يكون عنصر تهدئة لأجواء العمل الأمني العربي.
في كتاب مذكراته الذي صدر العام الماضي بعنوان "مذكراتي: اسهامات في خدمة المجتمع العراقي والعربي خلال ستة عقود مشحونة بالأحداث" وهي تضم في ثناياها سِفْراً من العطاء الثري المتواصل، تطرق الدكتور أكرم الي بعض من المواقف والأزمات التي نجح في تجاوزها بفضل حكمته وخبرته، فلقد بلغ عدد المؤتمرات والاجتماعات التي ادارها الدكتور اكرم بمنتهي الكفاءة أو حضرها كباحث أكثر من 306 مؤتمرات وندوات اجتماعات. وحين انتهت مهمته في مجلس وزراء الداخلية العرب 1993 عاد الي العراق ليعاود نشاطه العلمي في المجالات القانونية والشرطية والاجتماعية حيث يدرس في كلية حقوق جامعة النهرين والمعهد القضائي والمعهد العالي لضباط الشرطة وله مشاركات علمية وبحثية كبيرة.
من جملة المواقف التي لاينساها الدكتور أكرم ونشرها في مذكراته، لقاء جمعه مع خريج دفعته الرئيس أحمد حسن البكر حين كان الأخير رئيسا للجمهورية، إذ قال البكر مخاطبا الدكتور أكرم (انْتَ طِلَعِتْ أشْطَرْ مِنْ عِدْنا كُلنا) فأجابه أكرم (ولكنك الآن رئيس جمهورية وأنا مجرد مدير عام) فأجابه البكر صحيح أنا رئيس جمهورية الآن، ولكن أنت أستاذ ودكتور في كل وقت ومكان.
صدرت للدكتور أكرم (11 مؤلفا قانونيا) بعضها طبع لأكثر من 7 طبعات، كما أن لديه أكثر من 50 بحثا متخصصا منشورا داخل العراق وخارجه، ولديه حوالي 300 مقالة منشورة في مختلف المطبوعات القانونية والأمنية والاجتماعية، إضافة لرئاسته تحرير عدد من المطبوعات القانونية والاجتماعية والشرطوية وعضويته هيئات تحرير عدد أكبر منها. كما اشرف وناقش أكثر من 85 رسالة دكتوراه وماجستير ودبلوماً عالياً في مختلف الشؤون القانونية والاجتماعية والاعلامية، الشرطوية داخل الجامعات في العراق وخارجه. ومن الجدير بالذكر أن (بيت الحكمة) خص الدكتور أكرم نشأت بجائزة الدراسات الاجتماعية تقديرا لجهوده ومساهماته المتميزة في اغناء الثقافة العربية، كما أصدر كتابا خاصا عن سيرته. كما نال الأستاذ أكرم جائزة تقديرية عام 1997 لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لمؤتمرات قادة الشرطة العرب التي انطلقت من مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972 تثمينا وتقديرا لعطائه ودوره في تعزيز العمل العربي المشترك.
حملت الينا الأخبار من العاصمة الأردنية عمان رحيل الأستاذ الدكتور أكرم نشأت، حقا ان الأستاذ الفقيد هو شخصية نادرة إذ تخرجت علي يديه دفعات بالآلاف من الطلبة في مختلف كليات الحقوق بالعراق.
حياته
الدكتور أكرم هو نجل الأستاذ المرحوم إبراهيم أحد النواب البارزين لكركوك مثل موطنه الأصلي في مجلس النواب العراقي للاعوام 1925 م -1926 وحتى عام 1928 م ونائب رئيس المجلس في تلك الحقبة من تاريخ العراق الحديث بعد سقوط الدولة العثمانية وهو بحيويته ونشاطه العلمي والجامعي ينسف نظرية التقاعد التي تستند إليها قوانين الخدمة والتقاعد وهو في الثمانينات من العمر اطال الله في عمره- انه مفخرة للتركمان خاصة وللعراق عامة.
ولد الاستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم في بغداد عام 1920 بحكم وظيفة والده الأستاذ المرحوم نشات إبراهيم الذي كان يومذاك يشغل وظيفة مدير بريد وهاتف بغداد لسنوات عديدة وعلى ضوء ما جاء استقر العائلة الكريمة في بغداد كالمئات بل الالوف من أبناء التركمان فيها..
بعد اكماله الدراسات الثلاث الابتدائية والمتوسطة والاعدادية التحق بالكلية العسكرية وتخرج فيها عام 1939 برتبة ملازم ثان وأحيل على التقاعد في مستهل عام 1944م لمساهمته الفعالة في ثورة مايس التحررية عام 1941 بقيادة الضباط الاحرار بقيادة الشهيد صلاح الدين الصباغ ورفاقه.
التحق بكلية القانون عام 1947 وتخرج فيها عام 1950م حائزاً على شهادة الليسانس في القانون بدرجة جيد جدا وكان ترتيبه الثالث بين خريجيها بعد تخرجه انصرف إلى مزاولة مهنة المحاماة والعمل في ميدان الصحافة.
في عام 1955 حصل على شهادة الماجستير في العلوم الجنائية بامتياز من جامعة القاهرة وعين مدرسا في كلية الشرطة. كما وانتدب إلى كلية الحقوق (القانون فيما بعد) للتدريس ونال لقب الاستاذ به حيث كان يعمل أستاذ قانون العقوبات وعلم الأجرام.
في عام 1966 توجه إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه في القانون فحصل عليها بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة وعاد إلى العراق ليواصل التدريس مجددا ومحاضرا في مادة (التشريعات الصحفية وجرائم النشر) في قسم الصحافة في كلية الاداب / جامعة بغداد وكذلك محاضرا في معهد الدراسات الخاص لضباط الامن والجدير بالذكر ان الاستاذ اكرم تسلم شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من الرئيس المصري جمال عبد الناصر() وبحضور الرئيس العراقي الأسبق الفريق عبد الرحمن محمد عارف بمناسبة عيد العلم.
الأستاذ الدكتور اكرم نشأت في طليعة العلماء المتفوقين الذين تم تكريمهم في الاحتفال بعيد العلم الذي جرى عام 1966 م في القاهرة.
شغل الأستاذ الدكتور اكرم نشأت المناصب التالية طيلة حياته الوظيفية
1- استاذ القانون الجنائي في كلية الشرطة – بغداد.
2- استاذ التشريعات الصحفية وجرائم النشر في قسم الصحافة – بكلية الاداب جامعة بغداد.
3- في عام 1970م عين مديرا عاما للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عند انشائها.
4- في عام 1974 م انتقل إلى جامعة الدول العربية في القاهرة وعين رئيسا لإدارة الشؤون الاجتماعية فيها لمدة ثلاث سنوات.
5- في عام 1977 م عاد إلى بغداد لمواصلة عمله في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ثانية.
6- في عام 1980 انتخب امينا عاما مساعدا لمنظمة العمل العربية عند إنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب.
7- في عام 1982 م انتخب امينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب.
في عام 1992 م عاد إلى بغداد ليمارس عمله الجامعي ولايزال مستمرا في تدريساته
أكرم نشأت صحفيا وكاتبا
يعد الاستاذ الدكتور اكرم نشأت إبراهيم بفخر واعتزاز من رواد الصحافة في العراق حيث اصدر وتولى رئاسة تحرير جريدة (الحصون) وهي جريدة يومية سياسية صدر العدد الأول منها في آذار من عام 1952 وكما تولى رئاسة تحرير مجلة البحوث الاجتماعية والجنائية: وهي مجلة علمية واجتماعية نصف شهرية باللغة العربية وكان صاحبها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية – المركز القومي للبحوث الجنائية وبرز العدد الأول منها في آذار 1972م ويوجد العدد الثاني من المجلة المذكورة في خزانة كاتب السطور كما بدأ على نشر ابحاثه ومقالاته في كثير من الصحف العربية والعراقية وفي مجلة الاخاء قارداشلق التركمانية التي يصدرها نادي الإخاء التركماني المركز العام بغداد باللغتين العربي والتركية ولا تزال مستمرة في الصدور وهو الكاتب في مجالات الصحافة والقانون وعلم النفس اما اللغات التي يجيدها إضافة إلى لغة ألام التركية هي العربية والإنكليزية والفرنسية.
نشاطاته الاجتماعية
الاستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم عضو بارز في نادي الإخاء التركماني منذ تأسيسه وعضو جمعية الحقوقيين وعضو اتحاد الحقوقيين العرب.
الأوسمة والأنواط الممنوحة له
1- نال جائزة عيد العلم في جمهورية مصر العربية مع الميدالية الذهبية.
2- منح وسام الجمهورية من الصنف الأول من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
3- حاز على جائزة بيت الحكمة ببغداد لعا م وهي درع بيت الحكمة مطعمة بالميناء.
-قرار تكريم –
احتفى قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة بتسمية الدكتور أكرم نشأت إبراهيم مبدعا واعتبار تكريم بيت الحكمة له في احتفالية عام 2001 م هو تثمين لجهود الاجتماعيين لنيل جائزة بيت الحكمة لعام 2001 م في اختصاص الدراسات الاجتماعية وصدر قرار مجلس امناء بيت الحكمة بمنح الجائزة المذكورة اعترافا بدوره الكبير ومساهمته العلمية المميزة وتقديرا لجهوده المستمرة في اغناء الثقافة العربية واستلهام جوهر حضارة الامة وتراثها بتوظيف انجازاته الثقافية لصالح الامة ومستقبلها وقد تسلم شهادة قرار منح الجأئزة من بيت الحكمة وهي درع بيت الحكمة المكون من بوابة البيت بطرازها وريازتها التراثية مطعمة بالميناء ومستندة على قاعدة حملت عبارة التكريم لهذا العقل الاجتماعي المبدع الأستاذ في القانون والاجتماع من الشيوخ في العلم والشباب في العطاء.. وكان الوفد الزائر له من قبل بيت الحكمة يضم كلا من..
1- الدكتور عدنان ياسين مصطفى رئيس قسم الدراسات الاجتماعية.
2- الدكتور كامل المراياتي.
أكرم نشأت ومؤلفاته
للأستاذ القدير أكرم نشأت عدة كتب مطبوعة من أبرزها:
1- علم النفس الجنائي- ثلاث طبعات – 1956 م – 1960 م – 1966م.
2- سلطة التفتيش الجنائي 1960م.
3- جنوح الإحداث في العراق 1960م.
4- للحقيقة والتاريخ 1962م.
5- الأحكام العامة في قانون العقوبات العراقي / ثلاث طبعات / الطبعة الأولى 1962 الطبعة الثانية 1963م / الطبعة الثالثة 1964م.
الحدود القانونية لسلطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة 1965م.
يقول عنه الاستاذ الدكتور محمود محمود مصطفى عميد فقهاء القانون الجنائي في العالم بجامعة القاهرة رئيس لجنة المناقشة آنذاك أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه الممنوحة له عام 1966م ما يلي: (ان رسالتك تعد مفخرة للعراق ومفخرة لجامعة بغداد كما أنها مفخرة لجامعة القاهرة وأنا أحييك على ما بذلته من جهد دراسي غير عادي فاق كل جهد)
هوامش ومصادر
نشأت إبراهيم هو والد الاستاذ الدكتور أكرم نشأت ولد في كركوك عام 1864 م ترعرع ودرس فيها وعين في دائرة البريد والبرق بالموصل سنة 1883 م وتنقل في دوائر البريد والبرق في كركوك سنة 1886م والسليمانية 1887م والموصل ثانية 1888م والبصرة 1890 م والكوت لعام 1891فاربيل 1892 م فكركوك 1895م فبغداد 1907حيث استقر فيها بعد أن أصبح مفتشاً للبريد والبرق في بغداد وفي عام 1909 عين مديرا للبريد والبرق في ولاية وان في تركيا عام 1910م ولغاية عام 1914م واعيد ثانية إلى بغداد عام 1920م.
واختير نائبا عن كركوك عام 1920 م في مجلس النواب العراقي وجدد انتخابه في الدورات اللاحقة من عام1925م· انظر اعلام التركمان والادب التركي في العراق الحديث للاستاذ مير بصري لندن/ 1997م.
أكرم نشأت إبراهيم شيخ القانونيين العرب: وداعاً
علي امتداد تاريخ العراق الحافل بالعطاء برزت شخصيات متميزة في مختلف المعارف والعلوم والفكر والثقافة الدبلوماسية، تركت بصمات واضحة، رفعت اسم العراق خفاقا وعالياً، ومن بين هؤلاء، فقيد العراق الذي غادرنا مؤخراً الي دار البقاء، الأستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم، لقد عايشت الدكتور أكرم نشأت علي مدي 40 عاما منذ 1966، فوجدت فيه شخصية معطاءة، خلوقة قوية مؤثرة، يتسم بالتواضع والألفة والأدب الجم، والجدية والحرص والقدرة الرائعة في التخطيط، مخلص متفان في عمله، وهذه الصفات أهلته لشغل مواقع عربية متميزة منها رئاسته لإدارة الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية 1974، ثم منصب الأمين العام المساعد لمنظمة العمل العربية 1980، بعدها انتخب أمينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب لثلاث دورات متتالية وبالاجماع العربي لغاية 1992، استطاع خلالها أن يرسم معالم وأسس خطوات العمل الأمني العربي المشترك، ويؤسس للاستراتيجية الأمنية العربية، والاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات. وأشاد وزراء الداخلية العرب، وقادة الشرطة والأمن في البلاد العربية، وغيرهم، بكفاءة الدكتور أكرم نشأت الفائقة في تسيير إدارة المجلس حيث كان لحضوره الفاعل وشخصيته الفذة أثر في نجاح الاجتماعات الأمنية العربية في نطاق المجلس. ولعل من المفارقات أن أكرم نشأت كان قد تخرج من الكلية العسكرية العراقية عام 1939 (الدفعة 17 التي لقبت بدورة الانقلابات)! التي ضمت كثيراً من الضباط المعروفين فيما بعد بالضباط الأحرار، ومنهم (الأخوان عارف والبكر والمهداوي وطاهر والعارف والأخوان رفعت ومدحت الحاج سري وغيرهم..) وكان الدكتور أكرم معجباً بحزم وانضباط وشخصية آمر فصيله الملازم عبد الكريم قاسم. وبسبب دوره في انتفاضة مايو (مايس) 1941 أحيل أكرم علي التقاعد وهو ما زال برتبة ملازم أول. وكما يقول المثل (رُبَّ ضارة نافعة!) فقد اتجه أكرم نشأت الي دراسة الحقوق وتخرج منها عام 1951 وعمل في المحاماة، كما عمل في الصحافة وترأس تحرير جريدة (الحصون) التي تعرضت مرات عدة للغلق بسبب مواقفها الوطنية، وسافر الي القاهرة وحصل علي الماجستير بالحقوق من جامعتها 1954 وباشر التدريس في كليتي الحقوق والشرطة العراقية عام 1955، كما كان يدرّس مادة (تشريعات وجرائم النشر الصحفي) علي طلبة قسم الصحافة بجامعة بغداد، ثم عاد أكرم الي جامعة القاهرة وحصل منها علي الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي 1965 ولهذا منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة عيد العلم، وكان زميل دفعته بالكلية العسكرية الرئيس عبد الرحمن عارف حاضرا الحفل بالقاهرة، وعندما نودي اسمه تقدم الدكتور أكرم الي المنصة وصافح الرئيس عبدالناصر الذي سلمه شهادة الدكتوراه وجائزة العلم، كما صافحه الرئيس عبد الرحمن عارف، وحالما رفع يده بالتحية منصرفا، سمع الرئيس عارف يقول لعبدالناصر: (انه كان ضابطا في الجيش العراقي ومن دفعتي).. فابتسم الرئيس عبدالناصر وأرمقه بنظرة ود.
عاد الدكتور أكرم الي الوطن ليصبح الأستاذ الأقدم لكلية الشرطة العراقية، وكان له الدور الأكبر في وضع وصياغة قانون جديد متطور للكلية 1966 يتمثل في تدريس مواد الحقوق والشرطة معا ويمنح خريجيها شهادتي الحقوق والشرطة أسوة بالنظام المتبع في مصر. وتم تطبيق النظام علي مدي 3 سنوات (رغم أنه لقي معارضة شديدة واضراب طلبة الحقوق في الجامعة حينها)، الي أن تم الغاؤه عام 1969.
كما أن الأستاذ أكرم هو الذي أسس (جمعية الحقوقيين العراقيين) وانتخب رئيسا لها عام 1972، كما يعتز الدكتور أكرم نشأت بأنه أسس عام 1970 صرحا علميا وطنيا هو (المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية) في العراق وعيّن مديراً عاماً له حتي عام 1974.
ان نقطة الفخر في مسيرة حياة الأستاذ أكرم هو نجاحه الباهر في قيادة مجلس وزراء الداخلية العرب وجعله المؤسسة العربية الأكثر استقرارا وديمومة في النشاط (رغم مشكلات ومآسي العمل العربي المشترك) وما زال المجلس مدينا للدكتور أكرم نشأت الذي استطاع بحذاقته وخبراته وقدراته أن يحافظ علي مسيرة المجلس، وأن يجنبه الكثير من الأزمات والمشكلات التي كادت تعصف به بسبب الخلافات الرسمية العربية، منها مشكلة الانقسام العربي حول الحرب العراقية ــ الإيرانية، ومأساة الغزو العراقي للكويت، ولكن الدكتور أكرم حافظ علي ديمومة وفاعلية المجلس بفضل حسن ادارته وكياسته، ولم تتلكأ دوراته بسبب كل تلك الأزمات، واستطاع أن يكون عنصر تهدئة لأجواء العمل الأمني العربي.
في كتاب مذكراته الذي صدر العام الماضي بعنوان "مذكراتي: اسهامات في خدمة المجتمع العراقي والعربي خلال ستة عقود مشحونة بالأحداث" وهي تضم في ثناياها سِفْراً من العطاء الثري المتواصل، تطرق الدكتور أكرم الي بعض من المواقف والأزمات التي نجح في تجاوزها بفضل حكمته وخبرته، فلقد بلغ عدد المؤتمرات والاجتماعات التي ادارها الدكتور اكرم بمنتهي الكفاءة أو حضرها كباحث أكثر من 306 مؤتمرات وندوات اجتماعات. وحين انتهت مهمته في مجلس وزراء الداخلية العرب 1993 عاد الي العراق ليعاود نشاطه العلمي في المجالات القانونية والشرطية والاجتماعية حيث يدرس في كلية حقوق جامعة النهرين والمعهد القضائي والمعهد العالي لضباط الشرطة وله مشاركات علمية وبحثية كبيرة.
من جملة المواقف التي لاينساها الدكتور أكرم ونشرها في مذكراته، لقاء جمعه مع خريج دفعته الرئيس أحمد حسن البكر حين كان الأخير رئيسا للجمهورية، إذ قال البكر مخاطبا الدكتور أكرم (انْتَ طِلَعِتْ أشْطَرْ مِنْ عِدْنا كُلنا) فأجابه أكرم (ولكنك الآن رئيس جمهورية وأنا مجرد مدير عام) فأجابه البكر صحيح أنا رئيس جمهورية الآن، ولكن أنت أستاذ ودكتور في كل وقت ومكان.
صدرت للدكتور أكرم (11 مؤلفا قانونيا) بعضها طبع لأكثر من 7 طبعات، كما أن لديه أكثر من 50 بحثا متخصصا منشورا داخل العراق وخارجه، ولديه حوالي 300 مقالة منشورة في مختلف المطبوعات القانونية والأمنية والاجتماعية، إضافة لرئاسته تحرير عدد من المطبوعات القانونية والاجتماعية والشرطوية وعضويته هيئات تحرير عدد أكبر منها. كما اشرف وناقش أكثر من 85 رسالة دكتوراه وماجستير ودبلوماً عالياً في مختلف الشؤون القانونية والاجتماعية والاعلامية، الشرطوية داخل الجامعات في العراق وخارجه. ومن الجدير بالذكر أن (بيت الحكمة) خص الدكتور أكرم نشأت بجائزة الدراسات الاجتماعية تقديرا لجهوده ومساهماته المتميزة في اغناء الثقافة العربية، كما أصدر كتابا خاصا عن سيرته. كما نال الأستاذ أكرم جائزة تقديرية عام 1997 لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لمؤتمرات قادة الشرطة العرب التي انطلقت من مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972 تثمينا وتقديرا لعطائه ودوره في تعزيز العمل العربي المشترك.
حملت الينا الأخبار من العاصمة الأردنية عمان رحيل الأستاذ الدكتور أكرم نشأت، حقا ان الأستاذ الفقيد هو شخصية نادرة إذ تخرجت علي يديه دفعات بالآلاف من الطلبة في مختلف كليات الحقوق بالعراق.