ما هي الهستيريا التحولية؟كلمة هستيريا أصبحت من الكلمات المستهجنة لشيوها على ألسنة الناس بشكل يوحي بالازدراء. لذلك لم يعد لها وجود في مصطلحات الطب النفسي واستبدلت بالاضطراب التحولي. والاضطراب التحولي هو أحد الاضطرابات النفسية الحادة والمفاجئة، التي يكون فيها أصل المشكلة نفسياً، لكنها تتحول في ظاهرها إلى أعراض جسمية، مما يوهم بوجود مرض عضوي. ومما يميز هذا الاضطراب أن الأعراض تكون في غالبها إما على شكل خلل أو فقد لإحدى وظائف الجسم العصبية، كالقدرة على الحركة أو الفقد الإبصار.
ما هي أعراض الاضطراب التحولي؟يمكن تشخيص حالات الرهاب الاجتماعي بناءاً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي: عَرَضٌ أو عجْزٌ (واحد أو أكثر) يؤثر على الحركة الإرادية أو الوظائف الحسية، يوحي بوجود مرض عصبي أو مشكلة طبية عامة. يغلب على الظن أن العوامل النفسية لها علاقة بالأعراض أو العجز بسبب حدوثها أو تدهورها بعد خلافات شخصية أو ضغوط نفسية. هذه الأعراض أو العجز ليست متعمدة أو مصطنعة (مثل ادعاء المرض أو التمثيل). لا يمكن تفسير الأعراض (بعد عمل الفحوصات المناسبة) على أساس مرض جسمي أو سوء استخدام لمادة ما، أو كسلوك أو تجربة معروفة ومقبولة في المجتمع. تؤدي هذه الأعراض أو العجز لمعاناة نفسية أو خلل في الوظائف الاجتماعية أو الأكاديمية أو المهنية للشخص، أو تستدعي تدخل طبي. لا تقتصر هذه الأعراض على الألم أو الاضطرابات الجنسية، ولا تحدث فقط أثناء اضطرابات نفسية أخرى كالجسدنة، ولا بسبب مرض جسمي آخر.
ما هي الأعراض الشائعة لأعراض للاضطراب التحولي؟يمكن أن تأخذ أعراض الاضطراب التحولي أي شكل من أشكال الأمراض العصبية المفاجئة، ولكن أكثرها شيوعاً هي ما يلي: اضطراب التوازن والمشي. شلل في أحد الأطراف. فقد إحدى الحواس مثل البصر أو السمع... صعوبة البلع أو الإحساس بغصة مستمرة في الحلق. فقد الوعي أو التشنجات.
هل يذهب مريض الاضطراب التحولي إلى الطبيب النفسي؟لا. فعادة ما تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، لذلك يهرع المريض إلى قسم الإسعاف والطوارئ في أقرب مستشفى. ومن ثم يقوم طبيب الطوارئ بتحويل الحالة لطبيب الأعصاب في أغلب الأحوال، بعد أن يستبعد وجود حالة إسعافية حادة. وقد يستدعي الأمر القيام ببعض الفحوصات أو دخول المريض المستشفى للتأكد من التشخيص، ثم يتم تحويله للطبيب النفسي للتشخيص النهائي والعلاج. هل يحتاج الطبيب لفحوصات معينة لتشخيص الاضطراب التحولي؟ تختلف الحالات في شدتها ودرجة وضوح أعراضها، فمن الحالات ما لا يحتاج لأي فحوصات مخبرية أو إشعاعية، في حين قد يحتاج الأمر للقيام ببعض الفحوصات مثل الأشعة المقطعية أو المغناطيسية للرأس أو تخطيط الدماغ أو بعض الفحوصات المخبرية الأخرى، حسب ما تستدعيه الحالة ويراه الطبيب.
ما مدى انتشار الاضطراب التحولي؟هناك تباين كبير في معدلات انتشار الاضطراب التحولي المسجلة في الدراسات الميدانية المختلفة، فقد سجلت بعض الدراسات حالة من كل عشرة آلاف شخص، بينما سجلت دراسات أخرى نسبة تصل إلى خمسين في كل عشرة آلاف شخص. أما في المستشفيات فإن 3% من التحويلات للعيادات الباطنية هي بسبب الاضطراب التحولي. في حين أن نسبة 1%-14% من مرضى أقسام الباطنية أو الجراحة المنومين لديهم أعراض اضطراب تحولي.
ما هي أسباب الاضطراب التحولي؟هناك عاملين أساسيين في حدوث الاضطراب التحولي هما الاستعداد النفسي والظرف الضاغط. ولذلك فلا بد من توافر هذين العاملين لحدوث الأعراض التحولية. أما فيما يتعلق بالعوامل العامة المهيئة فمنها:
الوراثة: يبدو أن العوامل الوراثية لها دور في حالات الاضطراب التحولي، حيث وجد أن نسبة الإصابة بها ترتفع عشرة أضعاف بين أقارب الدرجة الأولى، وتزيد في التوائم المتطابقة أكثر منها في التوائم المختلفة.
الجنس: تكثر حالات الاضطراب التحولي في النساء مقارنة بالرجال بنسبة تتراوح بين أربعة وعشرة أضعاف في بعض الدراسات.
العمر: يمكن أن يصيب الاضطراب التحولي الأطفال والكبار، لكنه يكثر في الأطفال، وصغار السن، حيث تكون قدرات التكيف والتعبير أقل منها في الراشدين.
عنصر طبيعة الشخصية: تعتبر سمات الشخصية الهستيرية التي تتسم بالرغبة في الظهور، ولفت الانتباه، واستدرار عطف الآخرين من أكثر اضطرابات الشخصية ارتباطاً بالاضطراب التحولي.
العوامل الاجتماعية: يغلب أن يكون مرضى الاضطراب التحولي الأصغر في عائلاتهم. كما وجدت الدراسات الاجتماعية أن حالات الاضطراب التحولي تكثر في الطبقات الاجتماعية المتدنية، والمناطق القروية، والبسطاء من الناس.
الخبرات الشخصية: وجدت عدد من الدراسات كثرةً في خبرات الاستغلال الجنسي أو التحرشات في طفولتهم في حالات الاضطراب التحولي. كما تكثر في محيط المصابين بالاضطراب التحولي حالات مرضية مثل الصرع والأمراض العصبية الأخرى.
الضغوط النفسية: يغلب على حالات الاضطراب التحولي وجود ظروف أسرية أو عملية غير مواتية، وظروف ضاغطة. ولعل عدم قدرتهم على التكيف مع هذه الظروف، وصعوبة التعبير عن معاناتهم النفسية بالشكل المعتاد، هو ما يضطرهم للتعبير عنها بشكل مرضي جسمي، ربما يكون أكثر قبولاً.
كيف يحدث الاضطراب التحولي؟قد يكتشف المريض -إما عن طريق الصدفة المحضة، أو بالخبرة مع تكرر حدوث الحالة، أو بمشاهدة مريض آخر في محيطه- أنه يمكن أن يحصل على قدر كبير من الاهتمام والحنان عندما تحدث له هذه الأعراض المفاجئة المربكة. ومما يزيد الأمر سوءاً أن المريض ربما حصل على تسهيلات في التعامل أو مكاسب أخرى من أي نوع، مما يجعله يتمسك بالأعراض، أو يلجأ إليها عندما يحتاج لذلك. وهذا لا يعني أن المريض يكذب، أو يتصنع حالته وأعراضه، لكنه يتوهمها نظراً لتكررها، فيستحكم فيه الاعتقاد بوجود مرض حقيقي. والحقيقة أن حب الاهتمام والرعاية أمر طبيعي عند كل الناس رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً، لكن عدم إمكانية الحصول عليه إلا من خلال المرض، يجعل المرض والشكاوى الجسمية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن عن طريقها تلبية هذه الحاجة المشروعة.
منهم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب التحولي؟من لديه قريب يعاني من الاضطراب التحولي.
من يعاني من إجهاد نفسي شديد.
من يعيش في بيئة منزلية أو عملية ضاغطة.
من تعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة.
من يعاني من القلق أو الاكتئاب.
من يعاني من قصور في القدرات الإدراكية أو التواصل مع الآخرين.
من تتسم شخصيته باستخدام الإنكار كأسلوب للتعامل مع الحقيقة المُرّة من حوله.
هل هناك حالات تشبه الاضطراب التحولي؟نعم. هناك العديد من الأمراض العضوية التي تشبه الاضطراب التحولي، مما يجعل بعض الأطباء يخطئ ويشخص الحالة كذلك دون فحص ولا تثبت. وهو بذلك قد يضر المريض لأنه يحرمه فرصة تشخيص وعلاج مشكلة صحية قد تكون خطيرة. من أمثلة هذه الأمراض: الصرع: حيث من المعروف أن مرض الصرع قد يأخذ أشكالاً عديدة تتراوح بين حركات بسيطة متكررة مجردة، وبين فقد كامل للوعي مع تشنجات واضحة. كما أن نسبة من مرضى الصرع يحدث عندهم اضطراب تحولي نتيجة ما يلقونه من اهتمام خاص عند حدوث الحالة، وفقد الوعي والدوار، أو السقوط. وهذا مما يعقد الأمور لأن الحالة تختلط على الطبيب المعالج، فلا يدري إن كان المريض يعاني فقط من حالة صرع لم تستجب للعلاج أم من اضطراب تحولي. والعلاج يختلف تماماً في كلتا الحالتين. التصلب اللويحي المتعدد: وهو مرض يصيب المادة البيضاء من الجهاز العصبي بالتلف في أنحاء مختلفة من الجهاز العصبي والدماغ. ولذلك تظهر أعراضه مختلفة في كل مرة بحسب المنطقة المصابة، مثل العمى أو الشلل أو الصمم أو الدوار، فيختلط الأمر على بعض الأطباء ويخطئ في تشخيص هذا المرض. أورام الدماغ أو النزيف أو الجلطات العابرة أو الإنتانات الحادة: وكلها قد تسبب ضغطاً على منطقة ما في الدماغ فتظهر الأعراض العصبية المتعلقة بتلك المنطقة المضغوطة. كذلك فإن أي مرض مفاجئ يمكن أن يشبه الاضطراب التحولي، لذلك لابد من عرض هذه الحالات على الطبيب المختص حتى يثبت خلوها من أي مرض جسمي أو عضوي قبل القطع بتشخيص الاضطراب التحولي. كيف لي أن أعرف عن كنت مصاباً بالاضطراب التحولي؟ ليس هناك اختبار أو فحص طبي لمعرفة ذلك لأن التشخيص يقتضي استبعاد الكثير من الأمراض الجسمية أو العضوية التي لا يستطيع التعرف عليها إلا طبيب متخصص. ولكن من ناحية أخرى فإن مريض الاضطراب التحولي لا يبدو منزعجاً أو خائفاً مثل المريض الذي يعاني من نفس الأعراض ولكنها عضوية. وهذه الحالة من التباين في الاستجابة للمرض تعتبر إحدى المؤشرات على أن الحالة ليست عضوية في أصلها.
كيف يمكن علاج الاضطراب بالتحولي؟الاضطراب التحولي لا يحتاج لعلاج دوائي في أغلب الحالات، ولكن التعامل مع الحالة يختلف حسب شدتها وطول مدتها. وعلى وجه العموم فإن هم الطبيب في هذه الحالات هو مساعدة المريض في التخلص من الأعراض والتخلي عنها. ثم مساعدته بعد ذلك في التعامل مع الضغوط النفسية أو الظروف المحيطة بشكل سليم وسوي. قد يلجأ الطبيب -بعد التأكد من خلو المريض من أي مرض عضوي- أحياناً إلى إعطاء المريض دواءاً مهدئاً يخفف من دفاعاته النفسية ويجعله يتقبل التطمين والتشجيع. ثم يصاحب هذا الإيحاء دفع المريض، ورفع معنوياته، وتشجيعه على الحركة أو التخلص من أعراضه وحثه على ذلك... ومن الملاحظ هنا أنه لا يحدث مواجهة مع المريض أو تلميح له بتصنع الأعراض أو إدعائها. يلي تلك الخطوة، مساعدة المريض على التعبير عن معاناته ومشاعره بشكل مباشر، والبحث معه عن مصادر الضغط في حياته، واستكشاف وسائل تكيفه معها، وجوانب القصور في قدراته، أو الخلل في أسلوب تفكيره. يقوم الطبيب المعالج بعد ذلك بمساعدته على التعامل معها بشكل صحي من خلال جلسات العلاج النفسي، التي تهدف إلى رفع قدراته أو تصحيح أسلوب تفكيره. ومن الوسائل المستخدمة كثيراً في حالات الاضطراب التحولي ما يسمى بالتنويم الإيحائي، الذي يضع المريض في حالة من الاسترخاء يستطيع معها يستجيب للتطمينات بسهولة، ويتقبل الإيحاءات بالقدرة على التخلص من الإعاقة. ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج الاضطراب التحولي؟ أهمية المبادرة في علاج الاضطراب التحولي تهدف لمنع الإزمان، وهو استمرار الإعاقة أو الأعراض لمدة طويلة تجعل المريض يعتقد بحقيقتها أو يتمسك بها لأنها تحقق لها مكاسب معينة مثل إشعار من حوله بالذنب، أو معاقبتهم بشكل ما، أو إلقاء مسؤولية رعايته عليهم واستغلالهم بشتى الوسائل. أما الهدف الآخر فهو منع تكرر الحالة بعد شفائها، لأن تكررها وما يصاحبه من هلع الأهل والمحيطين، واهتمامهم، وحيرتهم، تمنع المريض من التطور بشكل طبيعي في كيفية مواجهته للضغوط من حوله. كما أن ذلك قد يعرض المريض لعدد من الفحوصات التي لا داعي لها، والتي قد تكون هي في حد ذاتها مصدراً من مصادر المزيد من الأعراض التحولية.
هل يمكن الشفاء من الاضطراب التحولي؟نعم. الشفاء من الحالات الحادة متيسر إلى حد كبير بإذن الله، خاصة إذا ما تم التشخيص بسرعة واستبعدت أي أمراض عضوية أخرى، وجرى التعرف على مشكلة المريض التي تكمن وراء أعراضه التحولية، ومعالجتها. ولكن الشفاء من الحالات المزمنة يحتاج لجهد كبير، وتدرج في العلاج لخلق الاستبصار لدى المريض بحالته وبأسبابها، والتعرف على حجم الخسائر التي لحقت به من جراء تمسكه بها، وتعليمه الوسائل الصحيحة للتخلص منها، وإصلاح ما اعتراه الخلل من علاقاته الأسرية أو الشخصية.
لمزيد من المعلومات موقع فريق النجاح
ما هي أعراض الاضطراب التحولي؟يمكن تشخيص حالات الرهاب الاجتماعي بناءاً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي: عَرَضٌ أو عجْزٌ (واحد أو أكثر) يؤثر على الحركة الإرادية أو الوظائف الحسية، يوحي بوجود مرض عصبي أو مشكلة طبية عامة. يغلب على الظن أن العوامل النفسية لها علاقة بالأعراض أو العجز بسبب حدوثها أو تدهورها بعد خلافات شخصية أو ضغوط نفسية. هذه الأعراض أو العجز ليست متعمدة أو مصطنعة (مثل ادعاء المرض أو التمثيل). لا يمكن تفسير الأعراض (بعد عمل الفحوصات المناسبة) على أساس مرض جسمي أو سوء استخدام لمادة ما، أو كسلوك أو تجربة معروفة ومقبولة في المجتمع. تؤدي هذه الأعراض أو العجز لمعاناة نفسية أو خلل في الوظائف الاجتماعية أو الأكاديمية أو المهنية للشخص، أو تستدعي تدخل طبي. لا تقتصر هذه الأعراض على الألم أو الاضطرابات الجنسية، ولا تحدث فقط أثناء اضطرابات نفسية أخرى كالجسدنة، ولا بسبب مرض جسمي آخر.
ما هي الأعراض الشائعة لأعراض للاضطراب التحولي؟يمكن أن تأخذ أعراض الاضطراب التحولي أي شكل من أشكال الأمراض العصبية المفاجئة، ولكن أكثرها شيوعاً هي ما يلي: اضطراب التوازن والمشي. شلل في أحد الأطراف. فقد إحدى الحواس مثل البصر أو السمع... صعوبة البلع أو الإحساس بغصة مستمرة في الحلق. فقد الوعي أو التشنجات.
هل يذهب مريض الاضطراب التحولي إلى الطبيب النفسي؟لا. فعادة ما تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، لذلك يهرع المريض إلى قسم الإسعاف والطوارئ في أقرب مستشفى. ومن ثم يقوم طبيب الطوارئ بتحويل الحالة لطبيب الأعصاب في أغلب الأحوال، بعد أن يستبعد وجود حالة إسعافية حادة. وقد يستدعي الأمر القيام ببعض الفحوصات أو دخول المريض المستشفى للتأكد من التشخيص، ثم يتم تحويله للطبيب النفسي للتشخيص النهائي والعلاج. هل يحتاج الطبيب لفحوصات معينة لتشخيص الاضطراب التحولي؟ تختلف الحالات في شدتها ودرجة وضوح أعراضها، فمن الحالات ما لا يحتاج لأي فحوصات مخبرية أو إشعاعية، في حين قد يحتاج الأمر للقيام ببعض الفحوصات مثل الأشعة المقطعية أو المغناطيسية للرأس أو تخطيط الدماغ أو بعض الفحوصات المخبرية الأخرى، حسب ما تستدعيه الحالة ويراه الطبيب.
ما مدى انتشار الاضطراب التحولي؟هناك تباين كبير في معدلات انتشار الاضطراب التحولي المسجلة في الدراسات الميدانية المختلفة، فقد سجلت بعض الدراسات حالة من كل عشرة آلاف شخص، بينما سجلت دراسات أخرى نسبة تصل إلى خمسين في كل عشرة آلاف شخص. أما في المستشفيات فإن 3% من التحويلات للعيادات الباطنية هي بسبب الاضطراب التحولي. في حين أن نسبة 1%-14% من مرضى أقسام الباطنية أو الجراحة المنومين لديهم أعراض اضطراب تحولي.
ما هي أسباب الاضطراب التحولي؟هناك عاملين أساسيين في حدوث الاضطراب التحولي هما الاستعداد النفسي والظرف الضاغط. ولذلك فلا بد من توافر هذين العاملين لحدوث الأعراض التحولية. أما فيما يتعلق بالعوامل العامة المهيئة فمنها:
الوراثة: يبدو أن العوامل الوراثية لها دور في حالات الاضطراب التحولي، حيث وجد أن نسبة الإصابة بها ترتفع عشرة أضعاف بين أقارب الدرجة الأولى، وتزيد في التوائم المتطابقة أكثر منها في التوائم المختلفة.
الجنس: تكثر حالات الاضطراب التحولي في النساء مقارنة بالرجال بنسبة تتراوح بين أربعة وعشرة أضعاف في بعض الدراسات.
العمر: يمكن أن يصيب الاضطراب التحولي الأطفال والكبار، لكنه يكثر في الأطفال، وصغار السن، حيث تكون قدرات التكيف والتعبير أقل منها في الراشدين.
عنصر طبيعة الشخصية: تعتبر سمات الشخصية الهستيرية التي تتسم بالرغبة في الظهور، ولفت الانتباه، واستدرار عطف الآخرين من أكثر اضطرابات الشخصية ارتباطاً بالاضطراب التحولي.
العوامل الاجتماعية: يغلب أن يكون مرضى الاضطراب التحولي الأصغر في عائلاتهم. كما وجدت الدراسات الاجتماعية أن حالات الاضطراب التحولي تكثر في الطبقات الاجتماعية المتدنية، والمناطق القروية، والبسطاء من الناس.
الخبرات الشخصية: وجدت عدد من الدراسات كثرةً في خبرات الاستغلال الجنسي أو التحرشات في طفولتهم في حالات الاضطراب التحولي. كما تكثر في محيط المصابين بالاضطراب التحولي حالات مرضية مثل الصرع والأمراض العصبية الأخرى.
الضغوط النفسية: يغلب على حالات الاضطراب التحولي وجود ظروف أسرية أو عملية غير مواتية، وظروف ضاغطة. ولعل عدم قدرتهم على التكيف مع هذه الظروف، وصعوبة التعبير عن معاناتهم النفسية بالشكل المعتاد، هو ما يضطرهم للتعبير عنها بشكل مرضي جسمي، ربما يكون أكثر قبولاً.
كيف يحدث الاضطراب التحولي؟قد يكتشف المريض -إما عن طريق الصدفة المحضة، أو بالخبرة مع تكرر حدوث الحالة، أو بمشاهدة مريض آخر في محيطه- أنه يمكن أن يحصل على قدر كبير من الاهتمام والحنان عندما تحدث له هذه الأعراض المفاجئة المربكة. ومما يزيد الأمر سوءاً أن المريض ربما حصل على تسهيلات في التعامل أو مكاسب أخرى من أي نوع، مما يجعله يتمسك بالأعراض، أو يلجأ إليها عندما يحتاج لذلك. وهذا لا يعني أن المريض يكذب، أو يتصنع حالته وأعراضه، لكنه يتوهمها نظراً لتكررها، فيستحكم فيه الاعتقاد بوجود مرض حقيقي. والحقيقة أن حب الاهتمام والرعاية أمر طبيعي عند كل الناس رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً، لكن عدم إمكانية الحصول عليه إلا من خلال المرض، يجعل المرض والشكاوى الجسمية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن عن طريقها تلبية هذه الحاجة المشروعة.
منهم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب التحولي؟من لديه قريب يعاني من الاضطراب التحولي.
من يعاني من إجهاد نفسي شديد.
من يعيش في بيئة منزلية أو عملية ضاغطة.
من تعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة.
من يعاني من القلق أو الاكتئاب.
من يعاني من قصور في القدرات الإدراكية أو التواصل مع الآخرين.
من تتسم شخصيته باستخدام الإنكار كأسلوب للتعامل مع الحقيقة المُرّة من حوله.
هل هناك حالات تشبه الاضطراب التحولي؟نعم. هناك العديد من الأمراض العضوية التي تشبه الاضطراب التحولي، مما يجعل بعض الأطباء يخطئ ويشخص الحالة كذلك دون فحص ولا تثبت. وهو بذلك قد يضر المريض لأنه يحرمه فرصة تشخيص وعلاج مشكلة صحية قد تكون خطيرة. من أمثلة هذه الأمراض: الصرع: حيث من المعروف أن مرض الصرع قد يأخذ أشكالاً عديدة تتراوح بين حركات بسيطة متكررة مجردة، وبين فقد كامل للوعي مع تشنجات واضحة. كما أن نسبة من مرضى الصرع يحدث عندهم اضطراب تحولي نتيجة ما يلقونه من اهتمام خاص عند حدوث الحالة، وفقد الوعي والدوار، أو السقوط. وهذا مما يعقد الأمور لأن الحالة تختلط على الطبيب المعالج، فلا يدري إن كان المريض يعاني فقط من حالة صرع لم تستجب للعلاج أم من اضطراب تحولي. والعلاج يختلف تماماً في كلتا الحالتين. التصلب اللويحي المتعدد: وهو مرض يصيب المادة البيضاء من الجهاز العصبي بالتلف في أنحاء مختلفة من الجهاز العصبي والدماغ. ولذلك تظهر أعراضه مختلفة في كل مرة بحسب المنطقة المصابة، مثل العمى أو الشلل أو الصمم أو الدوار، فيختلط الأمر على بعض الأطباء ويخطئ في تشخيص هذا المرض. أورام الدماغ أو النزيف أو الجلطات العابرة أو الإنتانات الحادة: وكلها قد تسبب ضغطاً على منطقة ما في الدماغ فتظهر الأعراض العصبية المتعلقة بتلك المنطقة المضغوطة. كذلك فإن أي مرض مفاجئ يمكن أن يشبه الاضطراب التحولي، لذلك لابد من عرض هذه الحالات على الطبيب المختص حتى يثبت خلوها من أي مرض جسمي أو عضوي قبل القطع بتشخيص الاضطراب التحولي. كيف لي أن أعرف عن كنت مصاباً بالاضطراب التحولي؟ ليس هناك اختبار أو فحص طبي لمعرفة ذلك لأن التشخيص يقتضي استبعاد الكثير من الأمراض الجسمية أو العضوية التي لا يستطيع التعرف عليها إلا طبيب متخصص. ولكن من ناحية أخرى فإن مريض الاضطراب التحولي لا يبدو منزعجاً أو خائفاً مثل المريض الذي يعاني من نفس الأعراض ولكنها عضوية. وهذه الحالة من التباين في الاستجابة للمرض تعتبر إحدى المؤشرات على أن الحالة ليست عضوية في أصلها.
كيف يمكن علاج الاضطراب بالتحولي؟الاضطراب التحولي لا يحتاج لعلاج دوائي في أغلب الحالات، ولكن التعامل مع الحالة يختلف حسب شدتها وطول مدتها. وعلى وجه العموم فإن هم الطبيب في هذه الحالات هو مساعدة المريض في التخلص من الأعراض والتخلي عنها. ثم مساعدته بعد ذلك في التعامل مع الضغوط النفسية أو الظروف المحيطة بشكل سليم وسوي. قد يلجأ الطبيب -بعد التأكد من خلو المريض من أي مرض عضوي- أحياناً إلى إعطاء المريض دواءاً مهدئاً يخفف من دفاعاته النفسية ويجعله يتقبل التطمين والتشجيع. ثم يصاحب هذا الإيحاء دفع المريض، ورفع معنوياته، وتشجيعه على الحركة أو التخلص من أعراضه وحثه على ذلك... ومن الملاحظ هنا أنه لا يحدث مواجهة مع المريض أو تلميح له بتصنع الأعراض أو إدعائها. يلي تلك الخطوة، مساعدة المريض على التعبير عن معاناته ومشاعره بشكل مباشر، والبحث معه عن مصادر الضغط في حياته، واستكشاف وسائل تكيفه معها، وجوانب القصور في قدراته، أو الخلل في أسلوب تفكيره. يقوم الطبيب المعالج بعد ذلك بمساعدته على التعامل معها بشكل صحي من خلال جلسات العلاج النفسي، التي تهدف إلى رفع قدراته أو تصحيح أسلوب تفكيره. ومن الوسائل المستخدمة كثيراً في حالات الاضطراب التحولي ما يسمى بالتنويم الإيحائي، الذي يضع المريض في حالة من الاسترخاء يستطيع معها يستجيب للتطمينات بسهولة، ويتقبل الإيحاءات بالقدرة على التخلص من الإعاقة. ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج الاضطراب التحولي؟ أهمية المبادرة في علاج الاضطراب التحولي تهدف لمنع الإزمان، وهو استمرار الإعاقة أو الأعراض لمدة طويلة تجعل المريض يعتقد بحقيقتها أو يتمسك بها لأنها تحقق لها مكاسب معينة مثل إشعار من حوله بالذنب، أو معاقبتهم بشكل ما، أو إلقاء مسؤولية رعايته عليهم واستغلالهم بشتى الوسائل. أما الهدف الآخر فهو منع تكرر الحالة بعد شفائها، لأن تكررها وما يصاحبه من هلع الأهل والمحيطين، واهتمامهم، وحيرتهم، تمنع المريض من التطور بشكل طبيعي في كيفية مواجهته للضغوط من حوله. كما أن ذلك قد يعرض المريض لعدد من الفحوصات التي لا داعي لها، والتي قد تكون هي في حد ذاتها مصدراً من مصادر المزيد من الأعراض التحولية.
هل يمكن الشفاء من الاضطراب التحولي؟نعم. الشفاء من الحالات الحادة متيسر إلى حد كبير بإذن الله، خاصة إذا ما تم التشخيص بسرعة واستبعدت أي أمراض عضوية أخرى، وجرى التعرف على مشكلة المريض التي تكمن وراء أعراضه التحولية، ومعالجتها. ولكن الشفاء من الحالات المزمنة يحتاج لجهد كبير، وتدرج في العلاج لخلق الاستبصار لدى المريض بحالته وبأسبابها، والتعرف على حجم الخسائر التي لحقت به من جراء تمسكه بها، وتعليمه الوسائل الصحيحة للتخلص منها، وإصلاح ما اعتراه الخلل من علاقاته الأسرية أو الشخصية.
لمزيد من المعلومات موقع فريق النجاح