الزواج في أغلب بلدان العالم لها طعم ونكهة تختلف من بلد لآخر .. وليس بالضرورة أن تكون كل تلك العادات والتقاليد جيدة رغم أنها من التراث شأنا أم ابينا ...
سأتعرض لعادات الزواج في جنوب العراق والوسط وبعض مناطق بغداد أي على وجه التحديد من الذين ينحدرون من مناطق جنوبية ..
توجد وللأسف بعض العادات والتقاليد الغير جيدة في عراقنا الحبيب وهذه التقاليد وألأعراف لا أعرف من أين أكتسبها الناس هناك ..
سأذكر تقريبا ً كل العادات والتقاليد في الزواج .
وقد تفوتني مفردة أرجو من باقي ألأعضاء أن ينبهوني لها ..
وكذلك علينا أن ننتقد بعض تلك العادات والتقاليد السيئة والتي " قد " تكون لدى البعض " جيدة " لأن تلك العادات والتقاليد أمورنسبية للناس .. وهو أمر قد تربو عليه مدة غير قصيرة من الزمن .. لذا ينبغي علينا عندما ننتقد مفردة ما أن نكون موضوعيين بعض الشئ ..
وكذلك علينا أن نقدم الحلول لتلك العادات وإن كانت أغلب الحلول موجودة في التشريع ألأسلامي إلا أن أكثر الناس هناك وإن كانو متدينين لايطبقو التشريع ألأسلامي بحذافيره وخصوصا ً في أمور الزواج وتوزيع ألأراضي وغيرها من تلك ألأمور التي ينظرون اليها على أساس عرفي بحت..
وأرجو كذلك أن لا أكون قد أجرح بعض المشاعر عندما أعرض تلك العادات والتقاليد .. وعموما ً سوف لا أنتقد مفردة ما وسأترك ذلك لباقي ألأعضاء متمنيناً منهم المشاركة الفعالة وذلك فائدة لأهلنا وذلك من خلال تصحيح تلك العادات والتقاليد ..
وسأبدا بالأختيار وأنتهي بعد الزواج باسبوع .. وسذكر ذلك على شكل حلقات منتظرا ً منكم المشاركة الفعالة ..
وساستخدم بعض المفردات اللغوية الشعبية الدارجة هناك وسأشرحها لنتعلم ماهي لغة أهلنا في تلك المناطق ..
أول مايبدأ به الشاب هو ألأختيار ( الرادة ) وتطلق عادة ً على الرجل الذي يرغب بالزواج من أمرأة ويقولون عليه عنده ( رادة ) أي يريد الزواج من تلك الفتاة .. وغالبا ً يرغب الرجل بالفتاة عندما يراها في الحقل في زرع ( الشلب ) الرز أو حصاده او في رعي ( الهوش ) البقر أوباقي ( الحلال ) الغنم أو ( الهور ) وذلك في ( المشحوف ) القارب أو صيد السمك ب ( الفاله ) أو في بعض ألأعراس عندما ( يزفن ) النساء العروس الى بيت زوجها ..
وعندها يدخل الشاب مرحلة ( العشكَ ) أي العشق وبعدها يتلاقون في ألأماكن التي ذكرتها ويمكن تدوم هذه الحالة لمدة من الزمن تتفاوت في أغلب ألأحيان حسب وضع البنت والشاب .. ويمكن يتحولون ( العشاك َ ) الى مرحلة أخرى وهي ( الحلف ) أي القسم أن لايتزوج غيرها ولا تتزوج غيره رغم الضروف القاسية التي يمكن أن تمر بهم قبل الزواج من معارضة أو ماشابه ذلك سنذكرها بعد ذلك ..
بعد ذلك يدخلون في مرحلة الخطبة وعندها تذهب بعض النسوة من أهل وأقرباء الزوج الى أهل البنت لجس نبض أهل البنت ويسألون هل توجد معارضة لو تقدم فلان الى بنتكم ؟؟ .
أي فقط جس نبض لاأكثر .. وأذا وجدو قبول وعدم ممانعة عندها تأتي النساء للخطبة الرسمية .. وبعدها تكون خطبة ( زلم ) رجال وبعدها يحدد تاريخ الزواج والعقد والخ ... هذا في ألأمر الطبيعي ولكن .. لو كان لها أولاد عم وكانو يرغبون بالزواج منها أو لآيرغبون .. عندها تبدأ المشاكل ففي خطبة النساء ... تنوه أم البنت الى أن البنت لها أولاد عم ويرغبون الزواج منها وتبدأ مرحلة أخرى وهي يأتي الرجل للخطبة الرسمية وتكون عادة ً ( المشية ) أو ( المشاية ) الخطابة من أهل الشاب والشاب وبعض ألأقرباء وبعض الوجوه المتعارف عليها أي ناس عاديين ..
..
( الحلقة الثانية )
عندما تأتي ( المشاية ) يسلمون ويرحب بهم وعندما تقدم لهم ( الكَهوة ) يقول أكبرهم سنا ً أوشأنا ً " احنه مانشرب كَهوتكم إلا أذا كَضيتو حاجتنا " أي نحن لانشرب قهوتكم إلا اذا قضيتو حاجتنا التي نحن قادمين لكم بها ..
فيرد عليه رب العائلة تفضلو أشربو ويصير خير أن شاء الله ولكنهم ( المشاية ) يصرو على أن لايشربو إلا أذا قال ألأب أو من بيده ألأمر حاجتكم أن شاء الله مقضية .. وهذا رب العائلة لايريد أن يجعل نفسه محل أحراج ولهذا لايقول لهم أن حاجتكم ستقضى أن شاء الله لأنه يعرف يمكن أن يتكلم أبناء عمومتها و ( ينهو ) على البنت وتسمى ب ( النهوة ) وتسمى البنت بال ( المنهي عليها ) وبهذا لايتمكن أي رجل من الزواج بها إلا اذا وافق أبن عمها وفي بعض العشائر يضاف لأبن العم أبن العمة وإن كان لايُأخذ به في كل العشائر لأنه غير متعارف عليه أقصد أبن العمة ...
وبعدها يسأل رب العائلة عن سبب مجيئهم وماهي حاجتهم وهم لحد ألأن لم يشربو ( الكَهوة ) وإن كانت هذه العادات لايعمل بها في كل العشائر ولكنها هذه ( العادات ) موجودة في أغلب عشائرنا في المناطق التي ذكرتها في الحلقة ألأولى .. عندها يقولون له أن فلان الفلاني من العشيرة الفلانية يريد القرب منكم " يريد الزواج من بنتكم فلانه " فماذا تقول .. فيجيب ألأب ويقول إن لها أولاد عم أو " عمه " ويجب سؤال هؤلاء أولا ً ولايقول لهم يجب أن أسأل البنت عن رأيها بالرجل أو بفكرة الزواج أصلا ً ...
ويقول لهم أشربو كَهوتكم ويرفضون شرب ( الكَهوة ) إلا اذا قال لهم نعم أني موافق ... هذا أذا كان أولاد عمها أو " عمتها " غير حاضري المجلس ( المضيف ) وأذا كانو حاضرين فبعد أن يقولون ( المشاية ) نحن نريد خطبة فلانة الى فلان أول مايتكلم أحد أولاد عمها أو " عمتها " حسب التسلسل وحسب ألأكبرعمره ويقولون أن فلانه ( منهي عليها ) لي أو لفلان أذا كان الكبير غير حاضر .. ويقول أكبر ( المشاية ) ياجماعت الخير ألكم ماتريدون بس أقضو حاجتنا ويبقى هذا السجال بين الرفض وطلب قضاء الحاجة وغالبا ً ماتنفض هذا المجلس بدون حل وتخرج ( المشاية ) من المجلس أو ( المضيف ) وهو غير راضين عن رب العائلة لأنه لم يقضي حاجتهم وقبل أن يخرجو يقولون لرب ألأسرة " أحنا النا جَيّه ثانية الكم وأحنا تره ماراضين عليك ياأبو فلان لأنك ماقضيت حاجتنا" أي أننا سنأتي لكم مرة أخرة ويرد عليهم أن ألأمر ليس بيدي بل بيد أولاد عمومتها ..
وبعد مدة من الزمن يبحث أهل الراغب بالزواج على (مشاية ) أكبر ُ شأننا ً وجاها ً فيُأتى بأحد السادة أو من كبار شيوخ العشائر الى ( المشية ) القادمة .. ولايأتي من ( المشاية ) السابقون الى أهل البنت غير أهل الشاب لأنهم يعتقدون أنهم لم يكرمون في ( المشية ) ألأولى وذلك في عدم تلبة طلبهم .
وكذلك في ( المشية ) القادمة يسلمون ( المشاية ) وتمارس نفس ألأمور في ( المشية ) السابقة وهنا يحرج أبو البنت لأن في بعض ( المشاية ) وجهاء وذا شأن عالي فيقول لهم أن ألأمر كما تعلمون ليس بيدي بل بيد أولاد عمها ويقول أحد الوجهاء نريد أن نتكلم معهم ويمكن أن نرضيهم بما شآؤ وغالبا ً مايطلب أبناء العمومة من ( كًعدة ) خاصة لهم لإرضائهم .. ويعتذر أبو البنت من ( المشاية ) وغالبا ً ماتتفهم ( المشاية ) ضرف أبو البنت لأنهم يعرفون هذه العادات والتقاليد التي من الممكن قد مرو بها في بيوتهم ...
وتكون عادة ً ( كَعدة ) ( الرضوة ) أو ( المراضات ) لأولاد العمومة في بيت أولاد عم البنت .. ويتكلم كالعادة كبير الناس شانا ً ويقول لهم أطلبو ماتريدون ولكن بالمعروف وخلو الله بين أعيونكم ..
أما كيف وبماذا يرضون أولاد عمها فهذا يحدد في ( كَعدة ) ( الرضوة ) أول مايطلب أبن العم من ( المشاية ) ( إعْداد ) أي مهر لأبن عمها أو زوجة له من أي العشائر المهم يريد زوجة مقابل بنت عَمه وبالطبع تدفع كل أمور الزواج وخصوصا ً ( العْداد ) أي المهر من قبل الشاب الراغب بالزواج من أبنة عمه !!! .
وغالبا ً مايطلب أبن العم غير ذلك منهم يمكن يطلب بعض ( الحلال ) الغنم أو بعض ( الهوش ) البقر أو فلوس هذا أذا لايرغب أبن العم الزواج أو يكون مضافا ً الى طلبه من الزواج من أمرأة ثانية على زوجته لو كان متزوج .. وهنا تتدخل ( المشاية ) في التقليل من طلبات أولاد العم وغالبا ً مايُأخذ بطلبات ( المشاية ) وغالبا ً ما تحترم تلك َ الطلبات من قبل أولاد العم هذا في ألأمور الطبيعية .. ولكن يوجد أولاد عم مشاكسين ومعاندين ويريدون أظهار " رجولتهم " في هكذا ( كَعدات ) ويقولون عنه " هذا أبن عم ماعاف بت عمه بساع " أي أنه رجل شهم لم يترك بنت عمه بسرعة ...
وأترك لكم التعليق على هكذا عادات وتقاليد لاأعرف من أين أتت علينا وهل هي صحية ؟؟ .
وأذا لم تكن صحيحة فكيف نتمكن من تصحيح تلك َ العادات ؟؟ .
والى حلقة قادمة أن شاء الله تعالى .. وساكمل لكم مفارقات ( النهوة ) و ( الرضوة )
الحلقة الثالثة )
كَعدات ( الرضوة ) لأبناء العم قد تطول لبعض الوقت .. أذا أرضو أولاد العم عندها يحق للشاب المتقدم للزواج من أن يبدأ من جديد أي ( مشاية ) جديدة (خَطّابة ) وعندها يحدد المهر وما الى ذلك وسأتطرق اليه في الحلقات القادمة أن شاء الله تعالى ..
أما مفارقات ( النهوة ) و ( الرضوة ) فهي أذا لم يقبلو أولاد العم بما يعرضه عليهم ( المشاية ) من عرض مقابل القبول بزواج بنت عمهم من رجل ليس من عشيرتهم أو في بعض الحالات من عشيرتهم ولكن ليس أبن عمها ( اللّح ) أي أبناء عمومة من الدرجة ألأولى .. أذا لم يرضو بأي شئ فأنه يلجأ الى السادة وشيوخ العشائر وأذا لم يرضو كذلك فأن ( المشاية ) تترك هذه المهمة الصعبة .. لأنهم يعرفون أنه لايجوز التجاوز على حقوق أبن العم .. وهو في عرف العشائر حق ٌ مشروع ولاتنسحب ( المشاية ) من مهمتهم إلا أذا عرفو أن أبن العم مصمم على الزواج من بنت عمه مهما تقدم من ( مراضات ) له أو لأخوته .. ويعللون أولاد العم ويمكن أن يكون تفنيدهم أو أدعائهم حقيقي بأنه أبن العم يريد الزواج من بنت عمه ولا يريد ( مراضات ) له أو لأخوانه مقابل القبول على زواج ( ألأجنبي ) وهذا مايطلقونه على الرجل من خارج العشيرة .. من بنت عمه .. ولكنها بنت العم لاتريده وهنا في أغلب الحالات وللأسف لاتوجد أي أرادة أو معارضة للبنت على هذه الرغبة !! .. لأن أرادة ألأب والعم فوق الشرع وعليه يجب عليها القبول بما يقرره ألأب أو العم في حالات أخرى .. أي يمكن أن نقول أنه زواج غير شرعي لأنها ستتزوج أبن عمها رغم أنفها ورغبتها .. وأذا لم يأخذ أبو البنت ( نهوة ) أبن أخيه على بنته مأخذ الجد ويزوج بنته الى ( ألأجنبي ) عندها يهدد أبن أو أولاد العم الشاب المتقدم للزواج بالقتل وأذا تزوج رغم هذا التهديد وطبعا ً بقبول والدها وقبولها شرعا ً ... عندها يأتي أولاد العم في ليلة الدخلة ( العرس ) على شكل ( دَكَاكَة ) دقاقة أي يريدون أن يقتلو العريس أي ( أندكَك ) لأنك لم تأخذ ( نهوتنا ) مأخذ الجد لكن في أغلب ألأحيان لم يفعلو ذلك ولكنهم يأخذون بنت عمهم من ( كلة العرس ) ويرجعونها الى بيت أبيها ويهددون أبيها عمهم لوأستمر في تجاهلهم .. أو يأخذها الذي يريد الزواج بها من أولاد عمها الى مكان أخر ويطلب من الزوج أن يطلق بنت عمه وإلا قتله ... وغالبا ً لاتجابه هذه ( الدكَاكَه ) بالقوة من قبل أهل وأقرباء العريس لأنهم يعلمون أنهم على غير حق حسب العرف العشائري المتعارف عليه بل يُهدأون ( الدكَاكَه ) ويعطوهم مايريدون .. وأذا قُتل َ الزوج من أحد أولاد العم لايكون لهذا الزوج فصل لأنه تجاهل تهديد أبناء عمها... هذا في الحالات الصعبة والفريدة جدا ً .. ويستمر الزوج الجديد ( ألأجنبي ) من أرسال ( المشاية ) على شكل ( مشية رضوة ) وغالبا ً ماتكون صعبة جدا ً وفي أغلب ألأحيان يرضون أبناء العم ولكن بمبالغ وأمرأة بديلة لبنت عمه وبعض ( الهوش والحلال ) الماشية .. وأذا رضى بذلك عندها يأخذ الزوج زوجته من بيت أبيها أو من بيت أبن عمها الى بيته ...
هذا وأنتظر منكم المشاركة الفعالة ..
الحلقة الرابعة )
ومن مفارقات الزواج أيظا ً هو أدعاء أبناء العم الذين ليس من الدرجة ألأولى أو غيرهم من خارج نطاق ألأقرباء على أن البنت ( موكَوفة ) له منذ الصغر أو أنها ( موكَوفه له مع راية العباس ( ع ) ) .. وغالبا ً ماتحل هذه الحالة في فك الحلف عند ( المومن ) الرجل التقي المؤمن أو الشيخ بأن يصوم الذي حالف على هذا الزواج ويرضوه ببعض الفلوس أو الماشية ( الهوش والحلال ) ... أو لا .. إن " الرجل والمرأة " المتحالفين عليهم طبعا ً أبائهم الذين حلفو على ذلك الوقف .. أنهم حقا ً يريدون ألأرتباط , الزواج عندها لايقف في طريقهم إلا أولاد العم وعندها يمكن حل هذه المشكلة بألأمور التي ذكرناها إذا وافق أولاد العم على ذلك ...
وغالبا ً ما يحلف ألأباء وألأمهات على أن تكون فلانة لفلان عندما يكبرو ويصبحو في عمر الزواج وغالبا ً مايقسم الوالدين من الطرفين للولد والبنت يقسمو برأس العباس أبن علي عليهم السلام أو براية العباس ( ع ) .. وغالبا ً مايكون ذلك عندما تكون صلة قرابة غير أولاد العم من جهة النساء أي من الخوال .. أو تكون هنالك صداقة حميمة بين الآباء وألأمهات .. ويفعلون ذلك ( الوقف ) للولد لتترسخ وصائل ووشائج الصداقة والقرابة .. ويحاولون منذ الصغر أن يقربو بين الولد والبنت على أنها ( موكَوفة ) ألك هذا قبل أن يبلغو الحُلم وبعدها ينوهو لهم أنهم لبعض ونحن ألأباء وألأمهات قد (وَكَفناها ) ألك أي حجزناها لك وفي ذلك تنويه للشاب أن يقترب من البنت طبعا ً بشرف وعفة تامة وأن يضع يده عليها لو أراد أحد ما أن يتزوج منها ويطالب بها على أنها ( موكَوفة ) له ..
وغالبا ً الناس تحترم هذا الشئ لدخول أسم أبو الفضل العباس أو رايته في الموضوع .. وتوجد شواذ على هذه القاعدة بأن يطالب أبن العم ببنت عمه .. وإن فعل ذلك فيرضوه كما قلنا ببعض الماشية أو اي شئ يرغب به ..
ومن المفارقات أيظا ً ( المتحالفين ) لبعضهم البعض الولد والبنت على أن لا يتزوج أحدهم غير ألآخر ويكون ذلك عندما تكون علاقة (عشك َ ) حب شريف عُذري بين الولد والبنت في أيام الصبا والشباب ... ويحلف ( العشيقان ) عادة في أحد ألأئمة ( ع ) أو في أحد السادة المدفونين بقربهم فعلى سبيل المثال يحلفون أهالي وسكنة أهوار الناصرية بسيد دخيل المدفون على مشارف ألأهوار هناك أو بسيد موسى المدفون قرب قرية الهصاصرة في مراحب آل حسن قرب سيد دخيل أو بسيد حسين المدفون في آل عواد في قرى الشطرة أو في أي سيد مدفون بالقرب منهم وذلك لأحترام الناس لهؤلاء الناس ليس لأنهم سادة وحسب بل وكذلك لأنهم أ ُناس قد خدمو قومهم في كثير من ألأمور وخصوصا ًحل المشاكل العشائرية المعقدة ويحضون بمنزلة كبيرة في نفوس الناس هناك ..
وتواجه ( المتحالفين ) مشاكل كثيرة وكبيرة منها القيود العائلية والفيتو .. أعتراض أولاد العم لبنت عمهم أو عدم رغبة ألأب وألأم للطرفين بالزواج من هذه العشيرة أو العائلة ....
وفي أحيان كثيرة لا يتم زواج هؤلاء ( المتحالفين ) بالزواج الطبيعي المتعارف عليه .. ولكن وللأسف يلجأون الى الزواج بدون موافقة ألأهل من الجانبين أو من جانب بيت أهل البنت في أغلب ألأحيان وعندها يهروب الشاب والبنت الى عشيرة أخرى أو بعيدة عن عشيرتهم جغرافيا ً ويتزوجون هناك أو يكونون قد تزوجو قبل اللجوء الى هذه أو تلك العشيرة حتى لا ينفضح أمرهم ويطلق على البنت الذي تفعل ذلك ب ( الناهبة ) والذي يسكن مع عشيرة جديدة غير عشيرته عندما يلجأ اليها يطلق عليه ( دخيل ) أي داخل عليهم ولا يتمكن أحد عندها من قتله أو قتل البنت لأنهم دخلاء على هذه العشيرة وغالبا ً ما تحترم هذه ( الدخلة ) أو ( ذاب جريش ) ...
وهذا ما سأشرحه لكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .