1. إنَّ دعوى النسب العلوي الطاهر لآل محمد الجربا هي دعوى حديثة وليست قديمة ، وقديماً والى عصر متأخر لم يعرف عن آل الجربا من نسب سوى نسبهم الشمّري. فلا توجد لهم شهرة اصيلة في كونهم من السادة العلويين. وهي تصطدم مع اصلة كون آل محمد الجربا هم من قبيلة شمر ومن زعمائها ، وهي قبيلة شهيرة وكبيرة وقوية ولم يعرف عنها يوماً أنها قد رضيت بأن يتأمر عليها ويترأسها غيرها من القبائل.
2. إنَّ نسّابي الحجاز لا يعرفون لمحمد بن بركات الثاني الحسني أبناً أسمه سالم. وقد كتبوا أنساب آل قتادة وعملوا المشجرات لهم دون اي ذكر لوجود هذا الابن المزعوم. وهذه صورة لمشجر أمراء مكة من ذرية قتادة الحسني من تصنيف مشهور بن مساعد نذكرها كنموذج وليست للحصر.
أضغط على صورة المشجر لتكبيرها وقرائتها
واولاد الشريف محمد ابو نمي الثاني بن بركات الثاني الحسني هم: منصور وسرور واحمد (جد ذوي حراز والمناديل) وبشير (جد ذوي خيرات) وراجح (جد الرواجح) وثقبه وبركات (جد ذوي بركات) والحسن. فلم يكن من بين اولاده من اسمه (سالم).
والمقصود هنا ليس نفي ان يكون لمحمد الجربا بن بركات الثاني الحسني ابن اسمه سالم فيكون نسب محمد الجربا بن بركات صحيح ونسب سالم باطل ، كلا ليس المقصود على هذا النحو بل ان عدم صحة وجود ابن لمحمد بن بركات بأسم سالم يدل على ان محمد بن بركات الثاني ليس نفسه محمد الجربا وانهما شخصان مختلفان ، لأن رواية ادعاء آل محمد الجربا النسب العلوي تقتضي ان يكون لمحمد الجربا أبن اسمه سالم ، ووجود سالم هو جزء اساسي من دعوى الانتساب المزعومة. وحيث ثبت ان محمد بن بركات الثاني الحسني ليس له ابن اسمه سالم فيكون محمد الجربا أبو سالم هو شخص آخر غير محمد بن بركات الثاني الحسني. وبالمناسبة فإنَّ محمد بن بركات الثاني هو نفسه محمد ابي نمي الثاني بن بركات الثاني.
3. إنَّ محمد بن بركات الثاني الحسني هو نفسه الشريف محمد أبي نمي الثاني بن بركات الثاني الذي تولى حكم مكة المكرمة (1525 ـ 1565) هـ واعقبه في حكمها أبنه الشريف حسن الذي تولى حكمها بعد وفاة أبيه. فلم يخرج محمد بن بركات الثاني من مكة وتوفي وهو اميرها. وهو الامر المخالف لرواية النسب العلوي المزعوم لآل محمد الجربا.
ومن الجدير بالذكر أن الشريف ابي نمي الثاني أمير مكة هو الذي اعلن الجهاد وتصدى لمحاولة البرتغاليين دخول مدينة جدة سنة 948هـ.
وقد وجدنا في دعوى انتساب آل محمد الجربا الى النسب العلوي الطاهر عدة اخطاء ومغالطات وتناقضات نذكر أبرزها:
* الوثيقة التي كتبها عميد الأشراف على بن أحمد بن منصور الكبريتي المؤرخة في محرم عام 1384هـ/1964 م والتي جاء فيها التالي :
" بسم الله والصلاة على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
إنه بمقتضى ما عرضه علينا الأشراف من بركات الذي جلى من مكة المكرمة إلى نجد الشمالي وسكن جبلي آجا وسلمى وصح ان بركات المنوّه عنه كان أميرا في مكة في العصر وجلى إلى نجد الشماليه واستوطن جبل أجا ونجد نسبهم حتى سالم بن محمد بن بركات هذا صحيح لا ريب فيه لأن بركات آنف الذكر ثابت اسمه لدينا في شجرة الأشراف أهل مكة والحجاز ، ولما تحقق عندنا ذلك النسب لذا نكون قد أدينا واجبنا تجاه أبناء عمومتنا لاعتماد ذلك النسب وتخليده وأختامنا في ذلك عمدة وبالله الاعتماد " ( عبداللطيف الشيخ علي المحاميد ، من شجر الأنساب " سوريا :1998 " ج1، ص112-113 ).
في حين ان رواية ادعاء النسب العلوي لآل محمد الجربا يذكرون فيها ان محمد بن بركات هو الذي اجلي خارج مكة وليس ابوه بركات ، وفي ذلك فرق كبير ، لأن بركات من امراء مكة واسمه مذكور في مشجراتهم بطبيعة الحال بينما ابو سالم محمد بن بركات هو شخص آخر وهو الذي عاش بين ظهراني قبيلة شمر بإعتباره من ابناء القبيلة الاصليين. واسمه غير موجود في مشجرات آل قتادة الحسني. فعميد الاشراف يشهد بأمر بعيد عن الموضوع وفي شهادته تدليس واضح. فهو يشهد بأمر يخص ثبوت نسب بركات ونحن ايضاً نشهد بثبوت نسب بركات ، ولكن الموضوع لا يتعلق بنسب بركات بل بشخصية أبنه محمد وهل هو محمد ابي نمي الثاني ام محمد الجربا ؟!