يعود إلى ثلاثة أسباب هي :
أ- قول بعض النسابين بإنقطاع ذرية الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي القرشي
الذي جاءت نسبة بني خالد المخزوميين الذين ينحدرون منه إليه .
ب- وجود قبائل وعمائر وبطون لبعض القبائل الأخرى يقال لهم (بنوخالد) وصار هذا من
أسباب نسبة بني خالد المخزوميين القرشيين إلى غير نسبهم الصحيح .
ج- القول بأنه لو فرض بأن بني خالد الذين ينتسبون إلى خالد بن الوليد من ذريته لما بلغوا هذا
العدد الكبير .
تفصيل هذه الأقوال :
القول بإنقطاع ذرية خالد بن الوليد ..
إن أول من قال بهذا القول هو المصعب بن عبدالله بن المصعب بن الزبير المولود سنة 156هـ
والمتوفي سنة 236هـ . حيث قال ( إنقرض ولد خالد بن الوليد وأنه لم يبقى منهم أحد وأنه ورث
دارهم بالمدينه أيوب بن سلمه ( نسب قريش ص 328 )
وكان ممن أستعمل رواياته في الأنساب إبن أخيه الزبير بن أبي بكار المسمى بكار بن عبدالله بن
مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير الذي ألف كتاباً في الأنساب بعنوان كتاب عمه ( نسب
قريش وأخبارهم ) .
ثم نقل هذا القول عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامه المقدسي صاحب كتاب ( التبيين في أنساب
القرشيين ) معتمداً على مانسب للمصعب الزبيري وما جاء عن إبن حزم وكان إبن حزم قد أخذ
كثيراً مما نسب للمصعب الزبيري وقال عند كلامه عن أولاد خالد بن الوليد ( فولد خالد بن
الوليد : المهاجر وعبدالرحمن ولي الجزيره وشهد صفين مع معاويه وعبدالله قتل في العراق
وأمهم بنت أنس بن مالك بن مدرك النخعي . وسليمان وبه كان يكنى ، فولد عبدالرحمن بن
خالد المهاجر وولد المهاجر خالد الذي روى عنه الزهري ، وكثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغوا
نحو أربعين رجلاً كلهم بالشام ثم إنقرضوا كلهم في طاعون وقع فلم يبقى منهم عقب ) .
وجاء بعد هؤلاء آخرون مثل الحمداني الذي نقل عنه القلقشندي (نهاية الأرب) هذا القول وإدعى
الإجماع من النسابين عليه ، ولكنه قال في الرواية الأخرى عنه ( وخالد عرب حمص و
خالد من عرب الحجاز يدعون أنهم من عقبه – ثم قال الحمداني – ولعلهم من سواهم من بني
مخزوم فهم أكثر قريش بقيه وأشرفهم جاهليه ) وهذه العباره يفهم منها تردده في هذه المسأله .
وإستمر عدد من النسابين والمؤرخين والمحققين في نقل ذلك مثل إبن الأثير الموصلي وإبن
فضل الله العمري ولم يقتصر الأمر على القول بإنقراض ذرية خالد بن الوليد بل وصل إلى
القول أن خالد بن الوليد لم يعقب ولداً وزعم إجماع النسابين والمؤرخين على ذلك .
ومن الجدير بالذكر أنه يوجد بين آل الزبير بن العوام وبين آل خالد بن الوليد ضغائن وسببها
شعور آل الزبير بالإهانه من آل خالد بسبب لمز خالد بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد لعروة بن
الزبير بعد ثأر آل خالد في عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بقتل إبن أثال الذي دس السم
لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد بقوله أي عروه: ماذا فعل إبن أثال ؟؟ عندها سافر خالد بن عبدالرحمن
إلى الشام وقتل إبن أثال ثم عاد من الشام إلى المدينه وجلس بجانب عروه وعندما كرر عروه
سؤاله السابق أجابه خالد : كفيتك إبن أثال ولكن ماحال إبن جرموز ؟؟ يقصد إبن جرموز الذي
قتل الزبير بن العوام والد عروه ولم يأخذ آل الزبير ثأرهم منه .
وهناك أسباب أخرى ليس هذا مجال توضيحها ومجمل القول أن هناك عداوات بين آل الزبير
وآل خالد والعدو لاتقبل شهادته ولا خبره عن عدوه وكتاب المصعب الزبيري هو رواية رواها
إبن أبي خيشمه من الأندلس عن مصعب ، ومن تتبع رواية إنقراض ذرية خالد يظهر له إن إبن
فضل الله العمري قد أخذه عن الحمداني وإستقى معلوماته عن القبائل من الحمداني المعاصر
لأواخر الدولة الأيوبيه وأوائل الدوله المملوكيه وإعتمد على الحمداني كذلك القلقشندي والمقريزي
ونقل القلقشندي عن إبن فضل الله وهو ليس نسابة ولا مؤرخ بل هو جغرافي أما القلقشندي و
المقريزي فهما من المؤرخين ونقلة الأنساب لا المحققين فيها .
وهكذا نقل من أتى بعدهم منهم دون تحقيق ونجد أن القلقشندي يقول – (بنومنقر) بكسر الميم
وفتح القاف بطن من تميم القحطانيه !!!
وفي كتابه نهاية الأرب نجده ينسب بني خالد الحجاز إلى غزيه من طيء !! ثم يعود وينسبهم
إلى بني مخزوم عندما تحدث في كتابه قلائد الجمان عن خالد حمص !! وهذا الخلط والنقل غير
المحقق هو السبب في كثرة أخطاء المؤلفين إعتماداً على قول المصعب الزبيري في الأساس
بإنقراض عقب خالد وتسلسل النقل على هذا الخطأ .
أما إبن حزم فإنه بعدما ذكر أنه وُلد لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد إبناً أسماه – المهاجر _ قال
وولد للمهاجر إبناً أسماه خالد وأن خالد هذا (خالد بن المهاجر بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد)
روى عنه الزهري وهذا القول غير صحيح فمن روى عنه الزهري هو خالد بن المهاجر بن خالد
بن الوليد وليس خالد بن المهاجر بن عبدالرحمن .
ويتضح من ذلك بأن إبن حزم لم يكن يفرق بين ذرية خالد ثم قوله بإنقطاع عقب خالد لا يعدوا
أن يكون نقله ممن سبقوه .
كذلك إبن الأثير فهو عندما ذكر نسب حسان بن سعيد في كتابه – اللباب في تهذيب الأنساب –
قال ( والرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن منيع
بن خالد بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي نسبة إلى جده ) ثم قال : قلت : لم
يعقب عبدالرحمن بن خالد بن الوليد . وقال : وذكر الزبير بن بكار أن ولد خالد بن الوليد
إنقرضوا وورثهم أيوب بن سلمه بن عبدالله بن الوليد بن المغيره المخزومي .
وقال اخر من النسابه انهم من:
يعود نسب بني خالد الى خالد غزيه من بطون اجود من بني لام وهم من عرب الحجاز وقد اتجهت منهم فرقة الى نجد مع بني لام في القرن التاسع من الهجرة، ومنهم الجبور وال جناح والدعوم وسائر بطون بني خالد وقد هاجروا في القرن العاشر وصاروا الى بادية الخرج 0
واما ابي بن غنم بن حارثة بن لام فكان له من الولد سيف ومسعود وحارثة وحضنتهم امة يقال لها غزية فغلب اسمها فسموا غزية ومنهم قوم بالشام، والعراق، والحجاز، ونجد، وهم بطون وافخاذ ترجع الى اصلين " البطنان" والاجود" ومن الاجود خالد الحجاز وقال الحمداني خالد حمص من خالد الحجاز وذكره السيوطي.
وهم من احلاف ال مرا من ربيعة من طئ في حوران ، ومن احلاف ال فضل ايضاً ولقد اختلط بنو خالد غزية مع بطون وطوائف من طئ ومن بني مخزوم ومن قريش فتداخلت افرعها مع بعضها البعض.
وفي القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي منعت الموالي والتي كانت تسيطر على البادية السورية تقدم بنو خالد من الاحساء نحو حمص والسلمية كما اصطدمت الموالي بالسردية في حوران، وفي القرن السابع عشر تحركت عشائر السردية وبنو خالد ضد الموالي الذين ضعفوا في تلك الفترة.
ثم اتجهت بنو خالد الى حمص، وفي اوائل القرن التاسع عشر كان بنو خالد يقيمون شمال حمص وكان عليهم ان يقدموا نسبة من الجمال لموكب الحج ثم اضطروا نتيجة للنزاع بينهم وبين بني نعيم الى الهجرة الى الجولان إلا ان عرب الفضل اخرجوهم من ديارهم وقرروا النزول في شمال الاردن.
وهم يقطنون الان محافظة المفرق في قرى حوشا والحمراء والزعتري والخالدية.