البيات من عشائر الترك
البيات من كبرى العشائر التركمانية في العراق
البيات من كبرى العشائر التركمانية في العراق ، الذين اختاروا ارض الرافدين وطناً
لهم منذ العصور التاريخية القديمة .
ظهر في الآونة الأخيرة بعض الأقاويل والآراء حول اصول هذه العشيرة التركمانية الأصيلة . وقدم بعض الاراء غير الدقيقة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع والبعيدة عن البحث التاريخي العلمي وقد اتخذ بعض السياسيين هذه الاقاويل وسيلة لتحقيق بعض اهدافهم .
تصفحت في بطون المصادر والمراجع الموثوقة في دنيا العلم ، واقدم هنا لقرائنا الاعزاء ما قيل عن اصل عشيرة البيات وموطنهم ولغتهم .
وأول من ذكر البيات في المصادر العربية محمود الكاشغرى الذي كتب سفره الخالد باللغة العربية عام " 466 " هجرية / 10شباط 1074ميلادية في بغداد ، وجاء ذكر عشيرة البيات في الجزء الاول ، صفحة 56 وتشير ان الغز ( اوغوز ) اصل القبائل التركمانية ، ويتفرع الى اثنين وعشرين فرعاً ، وعشيرة البيات احد فروعها. ويقول ... لكل قبيلة ختم خاص بها.
حيث انهم كانوا يختمون حيواناتهم بها .
وذكر في المجلد الثاني من نفس الكتاب ، ص128 " ان عشيرة البيات احدى قبائل اوغوز التركمانية " . واورد صاحب الكتاب " شجرة الترك " ابو الغازي بهادر خان ( ان البيات احد ابناء گون خان بن اوغوزخان ، وهو احد حكماء قبائل " بوزاوق " الحاكمة ) . لذا يعتبر البيات من الاسر الحاكمة لقبائل اوغوز التركمانية .
ويقول موراژا دوهسون في كتابه تاريخ المغول ، ص92 ( ان البيات ، هم من قبائل قانيقلى ، والقانيقلى هم من احدى قبائل اوغوز الاثنين والعشرين . ) ويؤكد هذا القول ابو الغازي بهادر خان صاحب شجرة الترك : ان تركان خاتون والدة محمد خوارزم شاه احد رؤساء البيات هي من قبائل قانيق التركمانية .
كما ذكر صاحب كتاب ، شرح قاموس تاج العروس ،ج1،ص521 ،: البيات احدى عشائر مقاطعة قرب الواسط . وينتسب الى هذا الموقع عزالدين حسن بن العشائر – بن محمود البياتي الواسطي . ويؤيده صاحب قاموس المحيط فيروز أبادي ، وجاء في قاموسه " الترجمة التركية " ج1 ، ص295 . البيات : اسم لسنجق قرب الواسط .
وتطرقت المصادر العديدة حول دخول عشائر البيات الى العراق ، واتفق اكثرهم ، بأنهم دخلوا على شكل دفعات متعددة ، واستمرت موجات هجرة الاتراك الى العراق ما يقارب عصرين " 447 -556 ه " مع جيوش البويهيين والجلائريين والسلاجقة والعثمانيين واستوطنوا في جنوب وشمال العراق . والقسم الاكبر منهم جاءوا الى منطقة كركوك ، واستوطنوا مع التركمان في المنطقة ، واتخذوها وطناً لهم .
واكبر موجات هجرة البيات الى العراق ، هي الموجة الثالثة والرابعة . والسبب الذي دفعهم الى الهجرة هو ان عشائر البيات كانوا الطبقة الحاكمة في الدولة الخوارزمية . ولما هجم عليهم المغول ، واضمحلت الدولة الخوارزمية تفتت الجيش الخوارزمي ورافقوا اخر سلاطينهم جلال الدين خوارزمشاه نحو الغرب . وتراجعوا من امام هجمات المغول . ونزح القسم الاكبر منهم الى العراق . واستوطنوا في الجنوب والشمال والذين استوطنوا في الجنوب ، بمرور الزمن نسوا لغتهم التركية وامتزجوا مع عرب الجنوب . ولكنهم حافظوا على نسبهم الى البيات . اما الذين اتخذوا منطقة كركوك
موطناً لهم . فأنهم حافظوا على لغتهم التركية الى يومنا هذا . وهنا يفرض سؤال نفسه ! لماذا لم ينسوا لغتهم في منطقة كركوك ! ونقول بسبب امتزاجهم مع اقرانهم التركمان الذين استوطنوا منطقة كركوك ، منذ عصر فجر السلالات قبل الميلاد 2000سنة في عصر دويلات المدن " العصر السومري.
وبعدها نشاهد دخول الاتراك والبيات منهم الى العراق في العصر المغولي حيث دخلوا مع الجيوش المغولية . وكذلك في عصور الدول التركمانية الجلائرية وقره قوينلية وآق قوينلية وبعدهم في العصر الصفوي والعثماني . واكثرهم كانوا من البيات .
وتؤكد هذا دائرة المعارف التركية حيث يقول : ان اكثر البيات بصورة عامة هم في منطقة كركوك ، وهذه المنطقة التركمانية، اكثرهم من قبيلة البيات وهؤلاء ينقسمون الى ثلاث عشرة عشيرة وتنقسم كل عشيرة الى افخاذ وبطون .
اما المؤرخ العراقي الكبير المحامي عباس العزاوي ، الذي لم يذكر تاريخ دخول عشائر البيات الى العراق الاانه ذكر اصولهم . وبين ان البيات احدى العشائر التركية ، الذين استوطنوا العراق منذ القديم . وكان زعيمهم ذو مكانة عالية ومرموقة لدى الحكومة.
وتطرق ابراهيم صبغة الله حيدري ، في كتابه الموسوم عنوان المجد في احوال بغداد والبصرة والنجد ، الذي كتبه سنة 1286 ه ويقول في الصفحة 120 ان عشيرة البيات هم اتراك وعددهم كثير جداً . جاوروا عشيرة العبيد منذ التاريخ ، ولهذا السبب المسنون منهم يعرفون ويتقنون اللغة العربية .. قسم منهم سني والقسم الاخر منهم على مذهب الشيعة .
عندما نلقي نظرة على سجلات اصول ادارة الدولة العثمانية ، نرى ان ولاية بغداد متكونة من عدة سناجق والبيات واحدة منها.
نستخلص مما ذكرناه ان البيات احدى سناجق بغداد آنذاك ، وان ادارة سنجق البيات كانت تدار من قبل الامير، ويتم تعيين الامير بأمر سلطاني " فرمان " أي من قبل السلطان مباشرة .
كما نشر الاستاذ المؤرخ القدير المرحوم شاكر صابر ضابط ، في مجلة الاخاء ، السنة الرابعة ،العدد حادي عشر ، وثيقة تاريخية مؤرخة في 973 ه . تؤيد وتؤكد ان اهالي سنجق البيات قد أمَّنوا الامن والاستقرار والمحافظة على ممتلكات الناس في جنوب العراق . وفي نفس الوثيقة كلف رئيس البيات ( مير حسين التركماني ) لحفظ البصرة وحراسته والقضاء على حركة العصيان التي ظهرت هناك ، ويتضمن كذلك تعيينه لمنصب والي بصرة في 19رجب سنة 973ه ، وخصص له 20000 اقجه .
شاركت القبيلة في نهضة حضارية متقدمة في العهود السابقة . وقدمت الانسانية بصورة عامة وللعالم التركي والاسلامي كثيراً من خدماتها .
وظهر من بين هذه القبيلة ، اعظم شاعر في الادب التركي ، وهو أمير الشعراء الشاعر الكبير فضولي البياتي وتقام تخليداً لذكراه مهرجان كبير كل عام في اكثر بقاع العالم التركي .
وقد اقيم عام 1974 مهرجان تبنته دولة اذربيجان واقيم عقبه ملتقى ثقافي في بغداد وكربلاء حيث يرقد جثمان الراحل.
وقد ذكر المؤرخ " عهدي " كون فضولي من عشيرة البيات ، واثبت العلماء الاذريون كون والد فضولي من اذربيجان حتى ان قرية باسم فضولي جل سكانها من البيات في اذربيجان كانت اخر موقع في قره باغ وقعت تحت الاحتلال الارمني للمنطقة عام 2000م .
ومقام البيات المعروف في الاوساط الفنية الشرقية من ابداعات افراد ينتمون لهذه العشيرة الفاضلة . وفي عصر السلطان مراد الرابع انتقل هذا المقام الى استانبول من قبل افراد هذه العشيرة .
كما يرجع اليهم الفضل في ترويض الخيول وتربيتها فصارت خيولهم مضرب المثل في الجودة وسميت ب( بك آت ) وسموا ب( بيات) ولما انتقلت الرواية الى المصادر العربية عربت اللفظة بشكل خاطئ ( بيات الخيل ) كما اوضح ذلك العلامة ابراهيم قفس . وكانوا يهدون الخيول المؤهلة الى السلاطين والحكام الترك . ليهدوها بدورهم الى رؤساء العالم كهدية قيمة لا تقدر بثمن .
وكتب عنهم الرحالة جيمس ريج الذي مر ودقق احوال مناطق البيات في سنة 1820م : ان اراضي البيات منبسطة ومستوية وصالحة للزراعة تبدأ من كفري وتصل حتى جمن . وهذه الاراضي هي موطن البيات التركمان . جاءنا رئيسهم " حسن " وكان يعرف باسم " قره قوش " ودعانا الى مائدة الطعام وقدم لنا نفسه وقال لنا – ان هذه الاراضي كرمنا بها السلطان ولا ندفع الضرائب للدولة وكلها ملك صرف " طابو " مقابل مساعدتنا العسكرية لولاية بغداد ، واكد رئيس العشيرة ان نادرشاه اعاد اكثر البيات الذين كانوا في جيشه الى خوراسان . والباقين هنا حوالي 10000 خيالة . ولا يعلم رئيس العشيرة تاريخ
مجيئهم الى المنطقة وادعى انهم منذ القدم يستوطنون هنا.
وعندما قام منشئ البغدادي برحلة عام 1237ه كتب حول البيات :" ان البيات يعيشون في المناطق الواقعة بين كفري وطوز خورماتو وما يقارب عن عشرة الاف بيت ، ولغتهم تركية . بعضهم شيعي والبعض الاخر منهم سني ، وخيولهم اصيلة ومشهورة.
وفي سنة 1917 م قدم الانكليز تقريراً سرياً حول عشيرة البيات جاء فيه :- ان البيات لغتهم تركية ، ويربون الحيوانات وعددهم 10000 بيت. ويعيشون في المنطقة الممتدة من كفري وقره تبه وحتى طوزخورماتو ، وافخاذهم هي:-
)البو علي ورئيسهم عبد السلطان وهم 800 عائلة).
(بسطاملى ورئيسهم عبيد بن عباس وهم 100عائلة).
(البو بكر احمد ورئيسهم فارس بك وهم 100 عائلة).
(البو حسن ورئيسهم ملا محمود وحسين قدر).
(حسن ضرلية ورئيسهم محمد شباط) (يقصد ب" حسن ضرليه " خاصة دارليه المعروفة اليوم بهذا الاسم وهو تحريف ل" حسن داريلي" ويؤيد هذا التأويل انتشار اسم "خلقى دار" بين نساء البيات ).
(البوحسين ورئيسهم سليمان بك ).
(البو والى ورئيسهم هبش بك ).
)الدلالوه – محمد الحسون وعبدالله بن سلطان بك).
(الوزات ورئيسهم جاسم ).
(ينكجة ورئيسهم حسن الشباس ).
وندرج هنا اهم المناطق التي يعيشون فيها حالياً منها :-
علي سراي العليا ، علي سراي السفلى ، صنديج الكبير ، صنديج الصغير ، قلعة ، هوره الكبير ، هوره الصغير ، بسطاملى ، بير احمد محمد ، بير احمد محمود ، بير احمد علي، عبود ، صياد ، آمرلى ، كوجوك دونبلان دره ، بيوك دونبلان دره ، البو حسن الكبير ، البو حسن الصغير ، براووجلى ، كوكس ، مفتول الكبير ، البو رضا ، خاصة دارلى ، لقوم ، ابو عكفة ، يشيل تبه ، تعليب ، صرحه ، قره ناز ، عرجان ، البو غنام ، جاسم بك ، زنكولى ، بير ذهب ، حبش ، باشه كلان ، سبيلان ، جرداغلى ، تل شرف الصغير ، تل شرف الكبير ، مرادلى ، حفرية ، بصاص ، ينكجة ، اوج تبه ، كوته برون قديم ، كوته
برون جديد ، زيدان ، حميدات ، قوشجى الاولى ، قوشجى الثانية ، ده له لوه ، شنشال الكبير ، فورق اسماعيل ، الياسات ، بني زيد ، جربات ، طياوى ، شكر ، البو غماز ، سليمان بك ، يلانجية ،" بيره فقيره والقرى المحيطة بها ".
انهم في هذه المناطق التركمانية كما ذكرنا اعلاه
البيات من كبرى العشائر التركمانية في العراق
البيات من كبرى العشائر التركمانية في العراق ، الذين اختاروا ارض الرافدين وطناً
لهم منذ العصور التاريخية القديمة .
ظهر في الآونة الأخيرة بعض الأقاويل والآراء حول اصول هذه العشيرة التركمانية الأصيلة . وقدم بعض الاراء غير الدقيقة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع والبعيدة عن البحث التاريخي العلمي وقد اتخذ بعض السياسيين هذه الاقاويل وسيلة لتحقيق بعض اهدافهم .
تصفحت في بطون المصادر والمراجع الموثوقة في دنيا العلم ، واقدم هنا لقرائنا الاعزاء ما قيل عن اصل عشيرة البيات وموطنهم ولغتهم .
وأول من ذكر البيات في المصادر العربية محمود الكاشغرى الذي كتب سفره الخالد باللغة العربية عام " 466 " هجرية / 10شباط 1074ميلادية في بغداد ، وجاء ذكر عشيرة البيات في الجزء الاول ، صفحة 56 وتشير ان الغز ( اوغوز ) اصل القبائل التركمانية ، ويتفرع الى اثنين وعشرين فرعاً ، وعشيرة البيات احد فروعها. ويقول ... لكل قبيلة ختم خاص بها.
حيث انهم كانوا يختمون حيواناتهم بها .
وذكر في المجلد الثاني من نفس الكتاب ، ص128 " ان عشيرة البيات احدى قبائل اوغوز التركمانية " . واورد صاحب الكتاب " شجرة الترك " ابو الغازي بهادر خان ( ان البيات احد ابناء گون خان بن اوغوزخان ، وهو احد حكماء قبائل " بوزاوق " الحاكمة ) . لذا يعتبر البيات من الاسر الحاكمة لقبائل اوغوز التركمانية .
ويقول موراژا دوهسون في كتابه تاريخ المغول ، ص92 ( ان البيات ، هم من قبائل قانيقلى ، والقانيقلى هم من احدى قبائل اوغوز الاثنين والعشرين . ) ويؤكد هذا القول ابو الغازي بهادر خان صاحب شجرة الترك : ان تركان خاتون والدة محمد خوارزم شاه احد رؤساء البيات هي من قبائل قانيق التركمانية .
كما ذكر صاحب كتاب ، شرح قاموس تاج العروس ،ج1،ص521 ،: البيات احدى عشائر مقاطعة قرب الواسط . وينتسب الى هذا الموقع عزالدين حسن بن العشائر – بن محمود البياتي الواسطي . ويؤيده صاحب قاموس المحيط فيروز أبادي ، وجاء في قاموسه " الترجمة التركية " ج1 ، ص295 . البيات : اسم لسنجق قرب الواسط .
وتطرقت المصادر العديدة حول دخول عشائر البيات الى العراق ، واتفق اكثرهم ، بأنهم دخلوا على شكل دفعات متعددة ، واستمرت موجات هجرة الاتراك الى العراق ما يقارب عصرين " 447 -556 ه " مع جيوش البويهيين والجلائريين والسلاجقة والعثمانيين واستوطنوا في جنوب وشمال العراق . والقسم الاكبر منهم جاءوا الى منطقة كركوك ، واستوطنوا مع التركمان في المنطقة ، واتخذوها وطناً لهم .
واكبر موجات هجرة البيات الى العراق ، هي الموجة الثالثة والرابعة . والسبب الذي دفعهم الى الهجرة هو ان عشائر البيات كانوا الطبقة الحاكمة في الدولة الخوارزمية . ولما هجم عليهم المغول ، واضمحلت الدولة الخوارزمية تفتت الجيش الخوارزمي ورافقوا اخر سلاطينهم جلال الدين خوارزمشاه نحو الغرب . وتراجعوا من امام هجمات المغول . ونزح القسم الاكبر منهم الى العراق . واستوطنوا في الجنوب والشمال والذين استوطنوا في الجنوب ، بمرور الزمن نسوا لغتهم التركية وامتزجوا مع عرب الجنوب . ولكنهم حافظوا على نسبهم الى البيات . اما الذين اتخذوا منطقة كركوك
موطناً لهم . فأنهم حافظوا على لغتهم التركية الى يومنا هذا . وهنا يفرض سؤال نفسه ! لماذا لم ينسوا لغتهم في منطقة كركوك ! ونقول بسبب امتزاجهم مع اقرانهم التركمان الذين استوطنوا منطقة كركوك ، منذ عصر فجر السلالات قبل الميلاد 2000سنة في عصر دويلات المدن " العصر السومري.
وبعدها نشاهد دخول الاتراك والبيات منهم الى العراق في العصر المغولي حيث دخلوا مع الجيوش المغولية . وكذلك في عصور الدول التركمانية الجلائرية وقره قوينلية وآق قوينلية وبعدهم في العصر الصفوي والعثماني . واكثرهم كانوا من البيات .
وتؤكد هذا دائرة المعارف التركية حيث يقول : ان اكثر البيات بصورة عامة هم في منطقة كركوك ، وهذه المنطقة التركمانية، اكثرهم من قبيلة البيات وهؤلاء ينقسمون الى ثلاث عشرة عشيرة وتنقسم كل عشيرة الى افخاذ وبطون .
اما المؤرخ العراقي الكبير المحامي عباس العزاوي ، الذي لم يذكر تاريخ دخول عشائر البيات الى العراق الاانه ذكر اصولهم . وبين ان البيات احدى العشائر التركية ، الذين استوطنوا العراق منذ القديم . وكان زعيمهم ذو مكانة عالية ومرموقة لدى الحكومة.
وتطرق ابراهيم صبغة الله حيدري ، في كتابه الموسوم عنوان المجد في احوال بغداد والبصرة والنجد ، الذي كتبه سنة 1286 ه ويقول في الصفحة 120 ان عشيرة البيات هم اتراك وعددهم كثير جداً . جاوروا عشيرة العبيد منذ التاريخ ، ولهذا السبب المسنون منهم يعرفون ويتقنون اللغة العربية .. قسم منهم سني والقسم الاخر منهم على مذهب الشيعة .
عندما نلقي نظرة على سجلات اصول ادارة الدولة العثمانية ، نرى ان ولاية بغداد متكونة من عدة سناجق والبيات واحدة منها.
نستخلص مما ذكرناه ان البيات احدى سناجق بغداد آنذاك ، وان ادارة سنجق البيات كانت تدار من قبل الامير، ويتم تعيين الامير بأمر سلطاني " فرمان " أي من قبل السلطان مباشرة .
كما نشر الاستاذ المؤرخ القدير المرحوم شاكر صابر ضابط ، في مجلة الاخاء ، السنة الرابعة ،العدد حادي عشر ، وثيقة تاريخية مؤرخة في 973 ه . تؤيد وتؤكد ان اهالي سنجق البيات قد أمَّنوا الامن والاستقرار والمحافظة على ممتلكات الناس في جنوب العراق . وفي نفس الوثيقة كلف رئيس البيات ( مير حسين التركماني ) لحفظ البصرة وحراسته والقضاء على حركة العصيان التي ظهرت هناك ، ويتضمن كذلك تعيينه لمنصب والي بصرة في 19رجب سنة 973ه ، وخصص له 20000 اقجه .
شاركت القبيلة في نهضة حضارية متقدمة في العهود السابقة . وقدمت الانسانية بصورة عامة وللعالم التركي والاسلامي كثيراً من خدماتها .
وظهر من بين هذه القبيلة ، اعظم شاعر في الادب التركي ، وهو أمير الشعراء الشاعر الكبير فضولي البياتي وتقام تخليداً لذكراه مهرجان كبير كل عام في اكثر بقاع العالم التركي .
وقد اقيم عام 1974 مهرجان تبنته دولة اذربيجان واقيم عقبه ملتقى ثقافي في بغداد وكربلاء حيث يرقد جثمان الراحل.
وقد ذكر المؤرخ " عهدي " كون فضولي من عشيرة البيات ، واثبت العلماء الاذريون كون والد فضولي من اذربيجان حتى ان قرية باسم فضولي جل سكانها من البيات في اذربيجان كانت اخر موقع في قره باغ وقعت تحت الاحتلال الارمني للمنطقة عام 2000م .
ومقام البيات المعروف في الاوساط الفنية الشرقية من ابداعات افراد ينتمون لهذه العشيرة الفاضلة . وفي عصر السلطان مراد الرابع انتقل هذا المقام الى استانبول من قبل افراد هذه العشيرة .
كما يرجع اليهم الفضل في ترويض الخيول وتربيتها فصارت خيولهم مضرب المثل في الجودة وسميت ب( بك آت ) وسموا ب( بيات) ولما انتقلت الرواية الى المصادر العربية عربت اللفظة بشكل خاطئ ( بيات الخيل ) كما اوضح ذلك العلامة ابراهيم قفس . وكانوا يهدون الخيول المؤهلة الى السلاطين والحكام الترك . ليهدوها بدورهم الى رؤساء العالم كهدية قيمة لا تقدر بثمن .
وكتب عنهم الرحالة جيمس ريج الذي مر ودقق احوال مناطق البيات في سنة 1820م : ان اراضي البيات منبسطة ومستوية وصالحة للزراعة تبدأ من كفري وتصل حتى جمن . وهذه الاراضي هي موطن البيات التركمان . جاءنا رئيسهم " حسن " وكان يعرف باسم " قره قوش " ودعانا الى مائدة الطعام وقدم لنا نفسه وقال لنا – ان هذه الاراضي كرمنا بها السلطان ولا ندفع الضرائب للدولة وكلها ملك صرف " طابو " مقابل مساعدتنا العسكرية لولاية بغداد ، واكد رئيس العشيرة ان نادرشاه اعاد اكثر البيات الذين كانوا في جيشه الى خوراسان . والباقين هنا حوالي 10000 خيالة . ولا يعلم رئيس العشيرة تاريخ
مجيئهم الى المنطقة وادعى انهم منذ القدم يستوطنون هنا.
وعندما قام منشئ البغدادي برحلة عام 1237ه كتب حول البيات :" ان البيات يعيشون في المناطق الواقعة بين كفري وطوز خورماتو وما يقارب عن عشرة الاف بيت ، ولغتهم تركية . بعضهم شيعي والبعض الاخر منهم سني ، وخيولهم اصيلة ومشهورة.
وفي سنة 1917 م قدم الانكليز تقريراً سرياً حول عشيرة البيات جاء فيه :- ان البيات لغتهم تركية ، ويربون الحيوانات وعددهم 10000 بيت. ويعيشون في المنطقة الممتدة من كفري وقره تبه وحتى طوزخورماتو ، وافخاذهم هي:-
)البو علي ورئيسهم عبد السلطان وهم 800 عائلة).
(بسطاملى ورئيسهم عبيد بن عباس وهم 100عائلة).
(البو بكر احمد ورئيسهم فارس بك وهم 100 عائلة).
(البو حسن ورئيسهم ملا محمود وحسين قدر).
(حسن ضرلية ورئيسهم محمد شباط) (يقصد ب" حسن ضرليه " خاصة دارليه المعروفة اليوم بهذا الاسم وهو تحريف ل" حسن داريلي" ويؤيد هذا التأويل انتشار اسم "خلقى دار" بين نساء البيات ).
(البوحسين ورئيسهم سليمان بك ).
(البو والى ورئيسهم هبش بك ).
)الدلالوه – محمد الحسون وعبدالله بن سلطان بك).
(الوزات ورئيسهم جاسم ).
(ينكجة ورئيسهم حسن الشباس ).
وندرج هنا اهم المناطق التي يعيشون فيها حالياً منها :-
علي سراي العليا ، علي سراي السفلى ، صنديج الكبير ، صنديج الصغير ، قلعة ، هوره الكبير ، هوره الصغير ، بسطاملى ، بير احمد محمد ، بير احمد محمود ، بير احمد علي، عبود ، صياد ، آمرلى ، كوجوك دونبلان دره ، بيوك دونبلان دره ، البو حسن الكبير ، البو حسن الصغير ، براووجلى ، كوكس ، مفتول الكبير ، البو رضا ، خاصة دارلى ، لقوم ، ابو عكفة ، يشيل تبه ، تعليب ، صرحه ، قره ناز ، عرجان ، البو غنام ، جاسم بك ، زنكولى ، بير ذهب ، حبش ، باشه كلان ، سبيلان ، جرداغلى ، تل شرف الصغير ، تل شرف الكبير ، مرادلى ، حفرية ، بصاص ، ينكجة ، اوج تبه ، كوته برون قديم ، كوته
برون جديد ، زيدان ، حميدات ، قوشجى الاولى ، قوشجى الثانية ، ده له لوه ، شنشال الكبير ، فورق اسماعيل ، الياسات ، بني زيد ، جربات ، طياوى ، شكر ، البو غماز ، سليمان بك ، يلانجية ،" بيره فقيره والقرى المحيطة بها ".
انهم في هذه المناطق التركمانية كما ذكرنا اعلاه