بعد أربعين عاماً من الدراسات والأبحاث والرحلات الفضائية
الأسرار حول كوكب المريخ قد يُكشف عنها النقاب
أشرف أبو جلالة : بعد 40 سنة من الأبحاث والدراسات توصل علماء ومهندسو الفلك إلى خلاصة تفيد بأن هناك احتمالا كبيرا بوجود حياة تحت سطح كوكب المريخ، وهم يعملون حالياً على تطوير آليات ومركبات فضائية في المملكة المتحدة ليتم إرسالها إلى المريخ والقمر الخاص به.
بدأ مهندسو الفضاء قبل 40 سنة أبحاثهم العلمية والتي من شأنها أن تلعب دوراً حيوياً في تغيير فهمنا للموقع الذي نحتله في هذا الكون. ففي تاريخ 30 أيار/ مايو عام 1971، أُرسِلت سفينة الفضاء Mariner 9 إلى كوكب المريخ على متن صاروخ "أطلس سنتور"، وفي تشرين الثاني / نوفمبر من العام ذاته، انزلق للتحرك في مدار حول الكوكب الأحمر. وبهذا الإختراع أضحت مركبة الفضاء الأميركية أول صناعة بشرية يتم وضعها في مدار حول كوكب آخر. وتمكن الإنسان، بموجب تلك الخطوة، أن يضيف قمراً اصطناعياً إلى عالم آخر.
تجارب سابقة
وبعد مرور أيام قليلة قام الاتحاد السوفيتي بتصنيع مركبتي فضاء هما: Mars 2" و "Mars 3"، حيث قاما بالمهمة نفسها ودارا حول المريخ. وخلال 3 أسابيع، أضحى الكوكب الأحمر نقطة جذب على صعيد البحوث العلمية.
و أظهرت الرحلة التي قامت بها مركبة الفضاء "”Mariner 9 أن هذا الكوكب يمتلك أضخم الجبال الموجودة داخل النظام الشمسي وكذلك واد ضيق خاص به، بينما تم الإكتشاف في عدة مواقع أخرى عن مجاري الأنهار والجداول القديمة ، وهذا ما أفضت به النتائج التي تم التأكد منها وبحثها.
التحضيرات جارية للصعود إلى المريخ
وبعد مرور 40 عاماً لا يزال المريخ يعتبر المكان الأكثر سحراً وإلهاماً للبشر.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن "فرد تايلور"، أستاذ علم الفلك في جامعة أكسفورد، الذي عمل عن قرب مع وكالة ناسا في عدد من الرحلات التي تم إطلاقها للكوكب، قوله :" إن إكتشاف كوكب المريخ هي عملية مسلية بشكل حقيقي". ونتيجة لذلك، تم التخطيط لإطلاق مزيد من الرحلات إلى كوكب المريخ خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي تتحضر فيه كل من أميركا وروسيا والصين وأوروبا لإطلاق مركبات فضائية.
وسوف تشتمل جميع المركبات، بحسب ما ذكرت الصحيفة، على قراصنة آليين، وبينهم مركبة يطلق عليها "ExoMars" ، يتم العمل على تطويرها حالياً في المملكة المتحدة، وهي المركبة التي ستنزل على عمق كبير تحت سطح الكوكب، بينما ستهبط مركبة أخرى على القمر الخاص بالمريخ، الذي يطلق عليه "Phobos"، وكذلك سفينة فضاء آلية سوف تطلق عينات من تربة المريخ وترسلها مرة أخرى إلى الأرض لتحليلها.
وقال:" دافيد باركر" مدير علوم الفضاء في مركز الفضاء القومي البريطاني " بمجرد وضع أيدينا على تلك العينات، ستتاح أمامنا فرصة حقيقية لاكتشاف ما إن كانت هناك حياة تحت سطح المريخ أم لا".
وتابعت الصحيفة في تقريرها :" في حال نجح أسطول المركبات الذي يجوب بين الكواكب في الكشف عن وجود حياة، فإن الدراسة الخاصة بكوكب المريخ ستكون قد اكتملت." مضيفة أنه في السنوات الماضية قبل عصر الفضاء كان هناك أمل لدى الباحثين في وجود حياة على الكواكب.
وبعد سلسلة دراسات أجراها العلماء على كوكب المريخ في ستينات القرن الماضي، من خلال الرحلات التي أطلقتها الولايات المتحدة إلى هناك عامي 1965 و 1969، كانت تبدو الكواكب كالقمر مثلاً، بلا حياة. لكنهم اكتشفوا فيما بعد أن الكوكب قد يكون قد امتلك مناخاً مشابهاً لمناخ كوكب الأرض في الماضي، لكنهم لم يحددوا الفترة الزمنية.
ولهذا السبب لا تزال مركبة الفضاء "Mariner 9" تحظى بهذه الأهمية اليوم، والتي تعطي الآمال بإمكانية العثور على حياة فوق سطح كوكب المريخ. وبعد اكتشاف جبل ضخم هناك، و منخفض حوضي ناتج من ثوران بركاني ، وأخدود "وادي مارينر" الكبير، ومجاري أنهار جفت من المياه.
وقال الباحث باتريك مور :" يعود الفضل إلى هذا التقدم العلمي الفلكي الخاص بكوكب المريخ إلى مركبتي فضاء، هما (Mariner 4 ) و (Mariner 9 )."
وختمت الصحيفة بتأكيدها أن ما نحتاج إليه الآن هو سفينة فضاء تكون قادرة على اكتشاف تلك الانماط الحياتية، التي يعتقد أنها ربما تطورت هناك، وهي المهمة التي تبدو أنها صعبة وبعيدة المنال، لكن قد تُحَلّ عما قريب، طبقاً لما أكده العلماء.