في كتاب جديد عن الخوارق:
لماذا نرى ما هو ليس موجوداً
يرى البعض أن الخوارق ظاهرة قائمة ويقول آخرون إنها مجرد خدعة العقل
مؤلف الكتاب الجديد عن الخوارق ساحر سابق ويعتقد أن جميع أشكال الخوارق أوهام
دراسته لهذه الظواهر لمدة 20 عاماً جعلته لا يجزم بصحتها لكنه يؤمن بعلم النفس
وايزمان:"نحن الآن في 2011 فلا ينبغي أن نفكر بلغة السحر أو الجن ولكن بلغة العلم والتكنولوجيا
يبقى الخالق عزّ وجلّ هو الحقيقة المطلقة والثابتة أما الحقائق الأخرى فهي نسبية بحسب المنظور العقلي. وفي كتاب جديد صدر مؤخراً للبروفيسور ريتشارد وايزمان وحمل عنوان "القوى الخارقة: لماذا نرى ما هو ليس موجودا" نجد تفسرات لهذه الحالات وغيرها حيث يقول إن الأشباح وأرواح الأشخاص الموتى ما هي إ خدع تتمخض عن إفرازات من الدماغ. كما يرى المؤلف أن الناس في كثير من الأحيان هم من يفترضون تلك الشخصيات التي تحاصرهم.
ومع ذلك فهناك مفارقات كثيرة تظهر في حياتنا قد يتداخل فيها الوعي باللاوعي وأحيانا يلتبس على البعض منا ذلك الخيط الذي يفصل بين الوهم والحقيقة وقد نبدأ بالاعتقاد بأشياء ربما هي غير موجودة أصلا. فقد يجلس شخص ما وحيدا ومتأملا ويفكر في شخص ويحدث نفسه بأنه لم ير فلانا منذ زمن بعيد أو لم يكلمه زمنا طويلا، ومن دون سابق إنذار يرن جرس الهاتف وإذا به "هو هو" على الطرف الآخر .وفي بعض الأحيان قد نرى وجه شخص لم نره من قبل إطلاقا لكننا نبقى مصرين على أننا رأيناه من قبل .وربما تتحدث مع صديق لك وتريد أن تفاتحه في موضوع ما فإذا به يريد أن يقول لك الشيء ذاته . وفي أحيان تشعر أن شريط الأحداث التي مرت عليك في فترة معينة مرت عليك من قبل وعشتها. أما فيما يتعلق بالأشباح فتلك قصة أخرى يدحضها هذا الكتاب المثير للجدل والذي يرفضه الملايين.
يشرح البروفيسور ريتشارد وايزمان رؤية مشتركة محددة عن "الأشباح"في مكان يزعم فيه الناس أنهم دائما يشاهدون شخصيات غامضة تقف بالقرب منهم. ويقول البروفيسور"إن معظم هذه الحالات تحدث عندما يكون هؤلاء الناس قد بدؤوا تدريجيا بالخلود إلى النوم أو عندما بدؤوا بالخروج من النوم. وأساسا، الدماغ يخلق تداخلا بين عالم الحلم الخاص والعالم الحقيقي.
ويقول البروفيسور: سترى شخصا عندما تستيقظ أي أثناء اللحظات التي تخرج فيها من الحلم. لأنه عندما تحلم فإن جسمك يكون في حالة شلل بحيث لا يمكنك أن تتحرك لئلا تؤذي نفسك ،ولكن لاعتقادك بأنك ترى الشخص ولا تستطيع الحركة فهذا يتسبب في كثير من الأحيان برعب للناس حيث يفترضون أنها تلك الشخصية التي تحاصرهم. إنها التجربة الأكثر شيوعا في عالم الخوارق. وبالطبع لأنك أصبحت تستعيد وعيك شيئا فشيئا يتلاشى الشبح تدريجيا ".
هذه هي واحدة من الظواهر"الخارقة" التي بحثها بروفيسور"علم النفس العام" وايزمان الذي يعمل أستاذا في جامعة (هيرتفوردشاير) في كتابه الجديد "القوى الخارقة: لماذا نرى ما هو ليس موجودا؟" . وكما يبدو فان الفكرة في العنوان وأنه من الأسلم أن نفترض أن وايزمان ،وهو ساحر سابق عمل مع الفنان الساحر درن براون ، من المشككين عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي تتحول إلى صدمة في الليل. ويعتقد أن جميع أشكال الخوارق هي أوهام.
وهْمٌ نقنع به أنفسنا
ويقول: "نحن أساسا محاطون بأجواء سلكية ولدينا تجارب غريبة جدا، سواء كان ذلك عبر تجارب خارج الجسم أو رؤية الأشباح أو الاعتقاد بالمعرفة النفسية بكل شيء عنا ، إن دراسة هذه الأشياء لنحو 20 عاما جعلتني لا يمكنني أن أجزم بأن أيا منها صحيح فعلا ولكن ما يفتى في ذلك هو علم النفس – الحقيقة التي يمكن بها أن نقنع أنفسنا بما نحن عليه"
وبعد قضاء ليالٍ طوال فيما يفترض أنها منازل مسكونة بالأشباح وباختبار وسطاء (أشخاص يزعمون أن لهم صلة وصل بين العالم الأرضي وعالم الأرواح) وتنفيذ تجارب مختبرية فيما يعرف بالتخاطر" التي هي من الأشياء التي كان وايزمان مولعا بها استطاع اكتشاف ما يفترض ان يخبرنا به عن هذه الظواهر الخارقة لاسيما فيما يتعلق بمعتقداتنا وسلوكنا ودماغنا.
وعلى ما يبدو فإن لديه تفسيرات عديدة أخرى. ويقول "إنها يمكن أن تكون سببا لما يعرف بالحذر المفرط ، فعلى سبيل المثال إذا ذهبت إلى مكان يُزعم أنه مسكون وكنت مؤمنا بالأشباح ، فسوف تكون خائفا جدا. ولأسباب تطورية ومتجذرة ، عندما نخاف نبدأ بالاستماع إلى أصوات لن نسمعها في خلاف تلك الحالة. فبمجرد أن تسمع صرير الباب تعزو ذلك إلى وجود شبح وهكذا فإن العملية تغذي نفسها بنفسها ".
ويقول عندما يتعلق الأمر بالصور التي تظهر لترينا الوجوه الطيفية : " في بعض الأحيان يرى الناس الصور الشبحية أو الشيطانية في أشياء مثل الدخان أو الحريق ولكن هذا لأن الدماغ يبحث باستمرار عن وجوه تكون مهمة جدا بالنسبة لنا كبشر. وعلى سبيل المثال ،إن مساحات كبيرة من المخ مكرسة لإيجاد وخلق معنى للوجوه. لقد أُحدثَ فينا ذلك التطور بحيث إننا نرى الوجوه التي ليست موجودة بدلا من أن يفوتنا وجه واحد. "
الإثارة سبب إضافي
وطبقا لما يذهب إليه وايزمان ، فمن المثير للاهتمام اكتشاف ما يقوم به الدماغ بدلا من تفسير صورة بعيدة على أساس انها شبح. ويقول:" إن الناس يجدون الراحة لأنهم يشعرون أن فكرة الأرواح والشياطين مثيرة حقا للقلق جدا."وهناك الآلاف من الناس الذين قد دحضوا الفكرة القائلة إنه يمكن تفسير جميع النشاطات الخارقة كحالة من الوهم. ومن بين هؤلاء المدعو روبرت ماكلوهان الذي يقول انه أمضى اكثر من 20 عاما في دراسة البحوث النفسية وانه قد توصل إلى استنتاج مختلف.
وقال ماكلوهان في برنامج إذاعي مؤخرا : "فقط لان علم النفس قد يكون مسؤولا عن بعض الخوارق المرصودة، وقد لا يكون مسؤولا عن جميع ما يحصل ". "في الواقع لقد سمعنا عادة عن قصص الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى آبائهم قائلين لأمهاتهم'؛جدتي كانت هنا للتو 'أو' العمة كانت في غرفتهم وثم يرن الهاتف وتصاب العمة مباشرة بنوبة قلبية وتتوفى . وهذه الحالات،التي يسميها الباحثون بـ"ظهور الأشياء الأزمة"(أي يظهر ما هو غريب وغير متوقع) مسألة شائعة وهي على ما يبدو ترتبط في كثير من الأحيان بشخص ميت أو قريب من الموت ".
ويفسر وايزمان جزئيا هذه الظواهر عن طريق ما أسماه بـ "قانون الأعداد الكبيرة" – وما يحدث مجرد صدفة في الواقع – حيث يقول نحن كثيرا ما تجاهلنا المرات التي يكون فيها الأطفال قلقين بشأن احد الأقارب خاصة من الذين تبين أنهم غادروا ليكونوا على ما يرام.
ويضيف "إننا جميعا نود أن نعتقد أن لدينا إمكانات نفسية لم تستغل بعد ،ونصبح متحمسين عندما نفكر في صديق ما لاسيما عندما يرن الهاتف وتجده على الطرف الآخر من الخط. وعند القيام بذلك ننسى كل الأحداث وخصوصا عندما كنا نفكر في ذلك الصديق، لكن حينما دق جرس الهاتف وكان صاحب البقالة فنبدأ بنسيان عدم صحة توقعنا . وعلى غرار ذلك إذا حلمنا بحلم يعكس أحداث اليوم التالي، سرعان ما نزعم أنها هبة التنبؤ ولكن بقيامنا بذلك نتجاهل كل الأوقات التي لم تتحقق فيها أحلامنا ".
ويشير إلى أن 80 في المائة من أحلامنا هي سلبية في الواقع، لأنها غالبا ما تتغذى من قلقنا. ويعلق قائلا: "بسبب هذا ،فإن الأخبار السيئة أكثر تأثيرا من الأخبار الجيدة في تشغيل ذاكرة الحلم ، موضحا بانه لماذا ان الكثير من أحلام التنبؤات (توقع الاشياء ومعرفتها قبل وقوعها) تنطوي على استشراف للموت والكوارث. لكن هناك قلة من الناس تتوقع الأحداث السعيدة كالزواج مثلا . "
ويضيف : "من الممكن أيضا أن نلتقط شيئا نحن غير مدركين له . دعنا نفترض انك حلمت بارتكابك لحادث سيارة، واليوم التالي حصل ذلك. من الممكن ان يكون ومن غير ان تدرك قد سمعت شيئا يتعلق بعمل السيارة لكنك لم تعره اهتماما خلال الأيام القليلة الماضية ، ولم تكن قد سجلت ذلك فعلا ولكنه ظهر في الحلم وان تلك المشكلة التي في السيارة هي التي سببت الحادث. "
نحن مصدر الهواجس
كما ان لوايزمان تفسيرات للقراءات النفسية المماثلة ("انها تميل الى أن تكون بيانات عامة جدا والناس جيدون في قراءة المعاني التي فيها ") وحتى بالنسبة لتجارب تقع خارج نطاق الجسم. ويقول "هذه هي الفكرة التي كنت قد تركت بها جسمك ويمكنك أن ترى أنك تحلق فوق الأشياء. ان الكثير من الناس تبنوا جميع أنواع المعتقدات الروحية على هذا الأساس ، والآن هناك الكثير من البحوث تظهر انه بإمكانك أن تولد هذه الأحاسيس حالما يفقد دماغك حاسة اللمس من أين أنت. وعلى سبيل المثال لو أُخذنا ذلك الامر بعيدا فإذا أعطيت الادوية أو مخدرا أو استلقيت لفترة طويلة من الزمن فيمكن للدماغ أن يعتمد فقط على الخيال البصري. وإذا كنت قد حصلت على خيال جيد ، فمن السهل جدا لجسمك ان يعتقد انه في مكان آخر ".
ويقول: إن ما يحاول كتاب وايزمان القيام به هو مجرد إلقاء نظرة على الجانب الآخر من قصة الوسطاء . "هناك كم هائل من الأدب يقول ان الوسطاء(الشخص الذي يفترض انه شديد الحساسية للقوى الروحية والخوارق ) يفعلون أشياء مدهشة أو أن الأحلام يمكن أن تتنبأ بالمستقبل ولكن بحثي هو محاولة ليقول ليس هناك حاجة للمبالغة في كل ذلك. هناك سيكولوجيا لكل هذه النشاطات الخارقة ولكن ليس هناك حاجة للخوف وليس هناك حاجة إلى الثقة بمستقبلك بالاستناد الى الوسطاء. وبإمكانك في الواقع ان تسيطر وتتفهم ما يدور في ذهنك عندما يقع هذا النوع من الأحداث ". ويضيف انه قد دهش من أن يكون كتابه إثباتا للجدل. ويقول "نحن الآن في عام 2011 فلا ينبغي ان نفكر بلغة القوة السحرية ، أو الجن. وينبغي أن نفكر فقط بلغة العلوم والتكنولوجيا ".
فريدا ماريا
عندما كنت طفلة اعتدت ان استشعر مشاعر الناس ومن ثم اسمع ذلك على لسانهم حيث يقولون بصوت عالٍ ما كانوا يفكرون .واعتقدت ان لكل شخص الحاسة السادسة . ولم أدرك أني غير طبيعية إلا بعد أن كبرت وعندما أصبحت في العاشرة عشت أول تجربة استبصار ما هو وراء الإدراك فقد استيقظت ليلا ووجدت ثلاثة أشخاص غير اعتياديين يقفون عند سرير نومي .
اعتقدت أنني كنت أحلم لكن أختي شاهدتهم أيضا .وكلما كبرت بدأت أرى الأرواح على نحو متكرر في المنزل وفي الشارع، ولا يظهروا دائما بهيئة ثابتة وإنما في بعض الأحيان يظهرون بأشكال وامضة .ان الارواح هي الروح التي لا تستطيع الانتقال لأي سبب. اما الأشباح فهم ذاكرة حدث ما ،و يترك اثرا دامغا على المحيط ، والاثنان مختلفان .وبإمكاني ان استخدم مهاراتي لمساعدة الناس الذين لهم تجارب سلبية مع الأرواح من اجل ان يستعيدوا التوازن في حياتهم.
اماندا ليفرج
في عام2007 حلمت بان ابنتي"كلوي"التي عمرها 20 سنة قد غرقت.واستيقظت ولي شعور بأن شيئا مروعا سيحصل . وبعد أربعة أيام كنت في الحديقة عندما سمعتها تناديني ثم شاهدت روح "كلوي" تحيطها هالة بيضاء وكان الوقت التاسعة وخمسا وأربعين دقيقة .
ذهبت للفراش وانا اعلم ان ابنتي توفيت .وبعد ساعتين طرقت الشرطة الباب واخبروني أنها توفيت بحادث سيارة في تمام التاسعة وخمس وأربعين دقيقة.شعرت أن حياتي دمرت لأنها ابنتي الوحيدة ونحن كالتوأم ، ولم أزر أي وسيط لكني في ابريل 2008 زرت احدهم برفقة صديقتي التي سمعت ابنتي وهي تصف جنازتها وقالت أن على صديقها أن يقود سيارته بهدوء لأنه سيرتكب حادثا وفعلا بعد أسبوع تعرض فعلا لحادث اصطدام لكن إصابته لم تكن قاتلة. منذ ذلك الحين وانا اشعر وأشاهد روح ابنتي مرات عديدة في المنزل في الحديقة وحتى في عيادة طبيب الأسنان عندما اشعر بالقلق . وما أعيشه ليس هلوسات بل حقيقة.
عن الديلي اكسبريس
لماذا نرى ما هو ليس موجوداً
يرى البعض أن الخوارق ظاهرة قائمة ويقول آخرون إنها مجرد خدعة العقل
مؤلف الكتاب الجديد عن الخوارق ساحر سابق ويعتقد أن جميع أشكال الخوارق أوهام
دراسته لهذه الظواهر لمدة 20 عاماً جعلته لا يجزم بصحتها لكنه يؤمن بعلم النفس
وايزمان:"نحن الآن في 2011 فلا ينبغي أن نفكر بلغة السحر أو الجن ولكن بلغة العلم والتكنولوجيا
يبقى الخالق عزّ وجلّ هو الحقيقة المطلقة والثابتة أما الحقائق الأخرى فهي نسبية بحسب المنظور العقلي. وفي كتاب جديد صدر مؤخراً للبروفيسور ريتشارد وايزمان وحمل عنوان "القوى الخارقة: لماذا نرى ما هو ليس موجودا" نجد تفسرات لهذه الحالات وغيرها حيث يقول إن الأشباح وأرواح الأشخاص الموتى ما هي إ خدع تتمخض عن إفرازات من الدماغ. كما يرى المؤلف أن الناس في كثير من الأحيان هم من يفترضون تلك الشخصيات التي تحاصرهم.
ومع ذلك فهناك مفارقات كثيرة تظهر في حياتنا قد يتداخل فيها الوعي باللاوعي وأحيانا يلتبس على البعض منا ذلك الخيط الذي يفصل بين الوهم والحقيقة وقد نبدأ بالاعتقاد بأشياء ربما هي غير موجودة أصلا. فقد يجلس شخص ما وحيدا ومتأملا ويفكر في شخص ويحدث نفسه بأنه لم ير فلانا منذ زمن بعيد أو لم يكلمه زمنا طويلا، ومن دون سابق إنذار يرن جرس الهاتف وإذا به "هو هو" على الطرف الآخر .وفي بعض الأحيان قد نرى وجه شخص لم نره من قبل إطلاقا لكننا نبقى مصرين على أننا رأيناه من قبل .وربما تتحدث مع صديق لك وتريد أن تفاتحه في موضوع ما فإذا به يريد أن يقول لك الشيء ذاته . وفي أحيان تشعر أن شريط الأحداث التي مرت عليك في فترة معينة مرت عليك من قبل وعشتها. أما فيما يتعلق بالأشباح فتلك قصة أخرى يدحضها هذا الكتاب المثير للجدل والذي يرفضه الملايين.
يشرح البروفيسور ريتشارد وايزمان رؤية مشتركة محددة عن "الأشباح"في مكان يزعم فيه الناس أنهم دائما يشاهدون شخصيات غامضة تقف بالقرب منهم. ويقول البروفيسور"إن معظم هذه الحالات تحدث عندما يكون هؤلاء الناس قد بدؤوا تدريجيا بالخلود إلى النوم أو عندما بدؤوا بالخروج من النوم. وأساسا، الدماغ يخلق تداخلا بين عالم الحلم الخاص والعالم الحقيقي.
ويقول البروفيسور: سترى شخصا عندما تستيقظ أي أثناء اللحظات التي تخرج فيها من الحلم. لأنه عندما تحلم فإن جسمك يكون في حالة شلل بحيث لا يمكنك أن تتحرك لئلا تؤذي نفسك ،ولكن لاعتقادك بأنك ترى الشخص ولا تستطيع الحركة فهذا يتسبب في كثير من الأحيان برعب للناس حيث يفترضون أنها تلك الشخصية التي تحاصرهم. إنها التجربة الأكثر شيوعا في عالم الخوارق. وبالطبع لأنك أصبحت تستعيد وعيك شيئا فشيئا يتلاشى الشبح تدريجيا ".
هذه هي واحدة من الظواهر"الخارقة" التي بحثها بروفيسور"علم النفس العام" وايزمان الذي يعمل أستاذا في جامعة (هيرتفوردشاير) في كتابه الجديد "القوى الخارقة: لماذا نرى ما هو ليس موجودا؟" . وكما يبدو فان الفكرة في العنوان وأنه من الأسلم أن نفترض أن وايزمان ،وهو ساحر سابق عمل مع الفنان الساحر درن براون ، من المشككين عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي تتحول إلى صدمة في الليل. ويعتقد أن جميع أشكال الخوارق هي أوهام.
وهْمٌ نقنع به أنفسنا
ويقول: "نحن أساسا محاطون بأجواء سلكية ولدينا تجارب غريبة جدا، سواء كان ذلك عبر تجارب خارج الجسم أو رؤية الأشباح أو الاعتقاد بالمعرفة النفسية بكل شيء عنا ، إن دراسة هذه الأشياء لنحو 20 عاما جعلتني لا يمكنني أن أجزم بأن أيا منها صحيح فعلا ولكن ما يفتى في ذلك هو علم النفس – الحقيقة التي يمكن بها أن نقنع أنفسنا بما نحن عليه"
وبعد قضاء ليالٍ طوال فيما يفترض أنها منازل مسكونة بالأشباح وباختبار وسطاء (أشخاص يزعمون أن لهم صلة وصل بين العالم الأرضي وعالم الأرواح) وتنفيذ تجارب مختبرية فيما يعرف بالتخاطر" التي هي من الأشياء التي كان وايزمان مولعا بها استطاع اكتشاف ما يفترض ان يخبرنا به عن هذه الظواهر الخارقة لاسيما فيما يتعلق بمعتقداتنا وسلوكنا ودماغنا.
وعلى ما يبدو فإن لديه تفسيرات عديدة أخرى. ويقول "إنها يمكن أن تكون سببا لما يعرف بالحذر المفرط ، فعلى سبيل المثال إذا ذهبت إلى مكان يُزعم أنه مسكون وكنت مؤمنا بالأشباح ، فسوف تكون خائفا جدا. ولأسباب تطورية ومتجذرة ، عندما نخاف نبدأ بالاستماع إلى أصوات لن نسمعها في خلاف تلك الحالة. فبمجرد أن تسمع صرير الباب تعزو ذلك إلى وجود شبح وهكذا فإن العملية تغذي نفسها بنفسها ".
ويقول عندما يتعلق الأمر بالصور التي تظهر لترينا الوجوه الطيفية : " في بعض الأحيان يرى الناس الصور الشبحية أو الشيطانية في أشياء مثل الدخان أو الحريق ولكن هذا لأن الدماغ يبحث باستمرار عن وجوه تكون مهمة جدا بالنسبة لنا كبشر. وعلى سبيل المثال ،إن مساحات كبيرة من المخ مكرسة لإيجاد وخلق معنى للوجوه. لقد أُحدثَ فينا ذلك التطور بحيث إننا نرى الوجوه التي ليست موجودة بدلا من أن يفوتنا وجه واحد. "
الإثارة سبب إضافي
وطبقا لما يذهب إليه وايزمان ، فمن المثير للاهتمام اكتشاف ما يقوم به الدماغ بدلا من تفسير صورة بعيدة على أساس انها شبح. ويقول:" إن الناس يجدون الراحة لأنهم يشعرون أن فكرة الأرواح والشياطين مثيرة حقا للقلق جدا."وهناك الآلاف من الناس الذين قد دحضوا الفكرة القائلة إنه يمكن تفسير جميع النشاطات الخارقة كحالة من الوهم. ومن بين هؤلاء المدعو روبرت ماكلوهان الذي يقول انه أمضى اكثر من 20 عاما في دراسة البحوث النفسية وانه قد توصل إلى استنتاج مختلف.
وقال ماكلوهان في برنامج إذاعي مؤخرا : "فقط لان علم النفس قد يكون مسؤولا عن بعض الخوارق المرصودة، وقد لا يكون مسؤولا عن جميع ما يحصل ". "في الواقع لقد سمعنا عادة عن قصص الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى آبائهم قائلين لأمهاتهم'؛جدتي كانت هنا للتو 'أو' العمة كانت في غرفتهم وثم يرن الهاتف وتصاب العمة مباشرة بنوبة قلبية وتتوفى . وهذه الحالات،التي يسميها الباحثون بـ"ظهور الأشياء الأزمة"(أي يظهر ما هو غريب وغير متوقع) مسألة شائعة وهي على ما يبدو ترتبط في كثير من الأحيان بشخص ميت أو قريب من الموت ".
ويفسر وايزمان جزئيا هذه الظواهر عن طريق ما أسماه بـ "قانون الأعداد الكبيرة" – وما يحدث مجرد صدفة في الواقع – حيث يقول نحن كثيرا ما تجاهلنا المرات التي يكون فيها الأطفال قلقين بشأن احد الأقارب خاصة من الذين تبين أنهم غادروا ليكونوا على ما يرام.
ويضيف "إننا جميعا نود أن نعتقد أن لدينا إمكانات نفسية لم تستغل بعد ،ونصبح متحمسين عندما نفكر في صديق ما لاسيما عندما يرن الهاتف وتجده على الطرف الآخر من الخط. وعند القيام بذلك ننسى كل الأحداث وخصوصا عندما كنا نفكر في ذلك الصديق، لكن حينما دق جرس الهاتف وكان صاحب البقالة فنبدأ بنسيان عدم صحة توقعنا . وعلى غرار ذلك إذا حلمنا بحلم يعكس أحداث اليوم التالي، سرعان ما نزعم أنها هبة التنبؤ ولكن بقيامنا بذلك نتجاهل كل الأوقات التي لم تتحقق فيها أحلامنا ".
ويشير إلى أن 80 في المائة من أحلامنا هي سلبية في الواقع، لأنها غالبا ما تتغذى من قلقنا. ويعلق قائلا: "بسبب هذا ،فإن الأخبار السيئة أكثر تأثيرا من الأخبار الجيدة في تشغيل ذاكرة الحلم ، موضحا بانه لماذا ان الكثير من أحلام التنبؤات (توقع الاشياء ومعرفتها قبل وقوعها) تنطوي على استشراف للموت والكوارث. لكن هناك قلة من الناس تتوقع الأحداث السعيدة كالزواج مثلا . "
ويضيف : "من الممكن أيضا أن نلتقط شيئا نحن غير مدركين له . دعنا نفترض انك حلمت بارتكابك لحادث سيارة، واليوم التالي حصل ذلك. من الممكن ان يكون ومن غير ان تدرك قد سمعت شيئا يتعلق بعمل السيارة لكنك لم تعره اهتماما خلال الأيام القليلة الماضية ، ولم تكن قد سجلت ذلك فعلا ولكنه ظهر في الحلم وان تلك المشكلة التي في السيارة هي التي سببت الحادث. "
نحن مصدر الهواجس
كما ان لوايزمان تفسيرات للقراءات النفسية المماثلة ("انها تميل الى أن تكون بيانات عامة جدا والناس جيدون في قراءة المعاني التي فيها ") وحتى بالنسبة لتجارب تقع خارج نطاق الجسم. ويقول "هذه هي الفكرة التي كنت قد تركت بها جسمك ويمكنك أن ترى أنك تحلق فوق الأشياء. ان الكثير من الناس تبنوا جميع أنواع المعتقدات الروحية على هذا الأساس ، والآن هناك الكثير من البحوث تظهر انه بإمكانك أن تولد هذه الأحاسيس حالما يفقد دماغك حاسة اللمس من أين أنت. وعلى سبيل المثال لو أُخذنا ذلك الامر بعيدا فإذا أعطيت الادوية أو مخدرا أو استلقيت لفترة طويلة من الزمن فيمكن للدماغ أن يعتمد فقط على الخيال البصري. وإذا كنت قد حصلت على خيال جيد ، فمن السهل جدا لجسمك ان يعتقد انه في مكان آخر ".
ويقول: إن ما يحاول كتاب وايزمان القيام به هو مجرد إلقاء نظرة على الجانب الآخر من قصة الوسطاء . "هناك كم هائل من الأدب يقول ان الوسطاء(الشخص الذي يفترض انه شديد الحساسية للقوى الروحية والخوارق ) يفعلون أشياء مدهشة أو أن الأحلام يمكن أن تتنبأ بالمستقبل ولكن بحثي هو محاولة ليقول ليس هناك حاجة للمبالغة في كل ذلك. هناك سيكولوجيا لكل هذه النشاطات الخارقة ولكن ليس هناك حاجة للخوف وليس هناك حاجة إلى الثقة بمستقبلك بالاستناد الى الوسطاء. وبإمكانك في الواقع ان تسيطر وتتفهم ما يدور في ذهنك عندما يقع هذا النوع من الأحداث ". ويضيف انه قد دهش من أن يكون كتابه إثباتا للجدل. ويقول "نحن الآن في عام 2011 فلا ينبغي ان نفكر بلغة القوة السحرية ، أو الجن. وينبغي أن نفكر فقط بلغة العلوم والتكنولوجيا ".
فريدا ماريا
عندما كنت طفلة اعتدت ان استشعر مشاعر الناس ومن ثم اسمع ذلك على لسانهم حيث يقولون بصوت عالٍ ما كانوا يفكرون .واعتقدت ان لكل شخص الحاسة السادسة . ولم أدرك أني غير طبيعية إلا بعد أن كبرت وعندما أصبحت في العاشرة عشت أول تجربة استبصار ما هو وراء الإدراك فقد استيقظت ليلا ووجدت ثلاثة أشخاص غير اعتياديين يقفون عند سرير نومي .
اعتقدت أنني كنت أحلم لكن أختي شاهدتهم أيضا .وكلما كبرت بدأت أرى الأرواح على نحو متكرر في المنزل وفي الشارع، ولا يظهروا دائما بهيئة ثابتة وإنما في بعض الأحيان يظهرون بأشكال وامضة .ان الارواح هي الروح التي لا تستطيع الانتقال لأي سبب. اما الأشباح فهم ذاكرة حدث ما ،و يترك اثرا دامغا على المحيط ، والاثنان مختلفان .وبإمكاني ان استخدم مهاراتي لمساعدة الناس الذين لهم تجارب سلبية مع الأرواح من اجل ان يستعيدوا التوازن في حياتهم.
اماندا ليفرج
في عام2007 حلمت بان ابنتي"كلوي"التي عمرها 20 سنة قد غرقت.واستيقظت ولي شعور بأن شيئا مروعا سيحصل . وبعد أربعة أيام كنت في الحديقة عندما سمعتها تناديني ثم شاهدت روح "كلوي" تحيطها هالة بيضاء وكان الوقت التاسعة وخمسا وأربعين دقيقة .
ذهبت للفراش وانا اعلم ان ابنتي توفيت .وبعد ساعتين طرقت الشرطة الباب واخبروني أنها توفيت بحادث سيارة في تمام التاسعة وخمس وأربعين دقيقة.شعرت أن حياتي دمرت لأنها ابنتي الوحيدة ونحن كالتوأم ، ولم أزر أي وسيط لكني في ابريل 2008 زرت احدهم برفقة صديقتي التي سمعت ابنتي وهي تصف جنازتها وقالت أن على صديقها أن يقود سيارته بهدوء لأنه سيرتكب حادثا وفعلا بعد أسبوع تعرض فعلا لحادث اصطدام لكن إصابته لم تكن قاتلة. منذ ذلك الحين وانا اشعر وأشاهد روح ابنتي مرات عديدة في المنزل في الحديقة وحتى في عيادة طبيب الأسنان عندما اشعر بالقلق . وما أعيشه ليس هلوسات بل حقيقة.
عن الديلي اكسبريس