أولا استراتيجية البحث
الخطوة الأولى : الإعداد والتخطيط
أي مشروع للبحث بشكل عام ، يتطلب من الباحث تجهيز وإعداد نفسه وخطته بحيث تشتمل على إمكانياته وأدواته ومستلزماته ،ووضع خطة منهجية مرنة للقيام بإجراءات البحث ، ففي أبحاث التاريخ خاصة يجب أن تشمل الخطة "استراتيجية البحث" أو الخطوط العريضة والعامة أو الرئيسية وهذه الخطة هي عبارة عن إجابات مختصرة لتساؤلات الباحث ، ما السبب من القيام بهذا البحث ؟ لماذا اختار الباحث هذا العنوان أو المجال ، ما هي الوسائل والطرق اللازمة ؟ كم سيتحاج الوقت ؟ ما هي الفترة الزمنية التي يتناولها البحث ؟ إلى غير ذلك الكثير من التساؤلات التي يطرحها الباحث ، متوقعا في نهاية المطاف أن يثبت هذا البحث فرضيات الدراسة أو النظرية التي اختطها الباحث ، أو أن يبرهن البحث على شيء معين ..
وهنا تشمل هذه الخطوة على النقاط التالية :-
1- اختيار عنوان الموضوع بدقة ، وهو يعبر عن هدف البحث الرئيسي ، أو المشكلة المراد البحث فيها
2- وضع أهداف الدراسة والبحث
3- تحديد حدود الدراسة والبحث (حدود زمنية ، وحدود مكانية)
4- الإلمام والإطلاع على الدراسات السابقة التي لها علاقة بموضع البحث ، ولهذه أهمية في صياغة الفروض ..
5- اختيار منهج الدراسة والبحث ، وحصر الإمكانيات اللازمة خلال البحث
الخطوة الثانية : التنفيذ
حيث تتطلب عملية التنفيذ ، المباشرة في البحث ، عدة طرق عملية يقوم بها الباحث تهدف إلى جمع المعلومات وتنظيمها وترتيبها وفقا لخطة الإعداد ، ولذا فهذه الخطوة تتطلب القيام بما يلي :-
1- تصنيف وتبويب المعلومات تحت عناوينها العامة والفرعية والهامشية
2- جمع المعلومات من مصادرها ، المكتوبة أو الشفوية أو المحسوسة
3- القيام بالتدقيق من خلال التجربة أو الملاحظة المباشرة أو التحقيق
4- القيام بعمل الاستبيان أو الاستطلاع أو التقصي الميداني أو جمع العينات
5- استخلاص النتائج وتحليها وتبويبها بناءا على أهداف الدراسة
6- فحص الفروض والتطبيقات وتحقيق أهداف الدراسة والبحث
الخطوة الثالثة : الإخراج وكتابة البحث
وهذه الخطوة هي عملية الانتهاء من جمع المعلومات ، والمباشرة في ترتيبها النهائي في صورة مادة دراسية متكاملة ، جاهزة للمطالعة ، وهذه العملية يجب أن تتم وفق الطرق التالية :
1- التنظيم الفني واللغوي ، من تصاميم وخرائط وصور والألوان والرموز والجداول ومن ثم تدقيق الكلمات والمصطلحات والمفاهيم لغويا ..
2- التنظيم والترتيب
وهذا يتطلب تنظيم وترتيب المعلومات بالتدرج في نقل وتوصيل المعلومة والمحافظة على تدحرجها ،بحيث يبدأ بالإهداء ثم المقدمة ثم أهداف البحث ، ثم جدول المحتويات (الفهرس) ثم موضوعات المتن الرئيسية ، ويبدأ أولها بالعنوان الرئيس ثم الفرعي ، ويفضل تقسيم البحث إلى أبواب وفصول مرتبة حسب النسق العلمي والمنهجي ، ثم نتائج الدراسة التي توصل إليها الباحث ، وهي عبارة عن متن البحث مختصرا على هيئة نقاط ، ثم توصيات الباحث ونصائحه ، ثم الخاتمة والشكر ، ثم قائمة المراجع التي اعتمد عليها الباحث ..
ثانيا استراتيجية المنهج المستخدم
1- المنهج الوصفي
وهو : طريقة من طرق التحليل والتفسير بشكل علمي منظم من أجل الوصول إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية أو مشكلة اجتماعية أو سكانية ، فالمنهج الوصفي عبارة عن وصف ظاهرة معينة مدروسة وتصويرها كميا عن طريق جمع معلومات معينة وإخضاعها للدراسة الدقيقة ، باستخدام أساليب التحليل العقلي والتفسير العلمي والتحقيق التاريخي ..
أنواع الدراسات الوصفية :
تتنوع الدراسات الوصفية التي يمكن أن تشملها الدراسة التي تعتمد على المنهج الوصفي لتشمل بيانات مثل (السن والجنس والمهنة والتعليم والزواج والخصوبة والجماعات ومراكز الأعضاء وحجم العضوية في الجماعات كالأحزاب السياسية والمنظمات وغيرها وكذلك علم الأنساب )
خطوات المنهج الوصفي :
1- فحص الموقف أو المشكلة
2- تحديد المشكلة وأبعادها وتقرير الفروض
3- تدوين الافتراضيات او المسلمات التي تستند عليها الفروض
4- اختيار المفحوصين المناسبين ومصادر المواد
5- اختيار أو إعداد الطرق الفنية لجمع البيانات
6- إعداد فئات لتصنيف البيانات على إستخراج المشابهات أو الاختلافات أو العلاقات الهامة
7- التحقق من صدق أدوات وأساليب جمع البيانات
8- القيام بملاحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق
9- وصف نتائجهم وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة
ولذا فتنقسم الدراسات الوصفية إلى ثلاثة أنواع وهي :-
1- الدراسات المسحية
2- دراسات العلاقات المتبادلة
3- دراسات النمو والتطور
فهذه الأقسام ، قد تجتمع في دراسة واحدة ، وفقا لأهدافها واحتياجاتها ، وقد ينفرد كل قسم لدراسة موضوع مخصص ، فمثلا يمكن أن نستخدم الدراسات المسحية فقط لوصف حدود وطرق إقليم معين فتكون المعلومات عبارة عن بيانات محددة تصف قياسات ومساحات الإقليم ، وكذلك العلاقات المتبادلة قد تختص بموضوع معين بهدف الإشارة لهذه العلاقات بين الحقائق مثل الحالة والمقارنة والارتباط ، ودراسات النمو والتطور تهتم بدراسة المتغيرات التي تحدث كوظيفة للزمن ، ولهذه الدراسات نظرياتها وقوانينها .. ولهذا فبعض الدراسات الشاملة قد تعتمد على الأقسام الثلاثة مجتمعة ..
2- المنهج التاريخي :
وهو يستخدم للحصول على أنواع من المعرفة عن طريق الماضي ، بقصد دراسة وتحليل بعض المشكلات الإنسانية والعمليات الاجتماعية الحاضرة ، وذلك لأنه كثيرا يصعب علينا فهم حاضر الشيء دون الرجوع إلى ماضيه ، فالحياة المعاصرة قائمة على الحياة السابقة ، او هي نتاجا لها ..
الخطوات الأساسية في المنهج التاريخي
1- اختيار موضوع البحث
2- جمع المادة التاريخية
3- نقد المادة التاريخية
4- عرض المادة التاريخية وتفسيرها
5- كتابة تقرير البحث
فمن مصادر البحث التاريخي : وفق المنهج التاريخي
· القصص والأغاني والقصائد والأمثال والحكايات الشعبية المتناقلة والموروثة شفويا
· الأعمال والألعاب والرقصات التي تنتقل من السلف إلى الخلف
· الآثار والمخلفات مثل المباني والعملات والأسلحة والادوات والعظام والمعابد والمدرجات والتماثيل والقنوات والقناطر والقبور وغير ذلك
· الوثائق والسجلات ومنها ما هو مصور أو مكتوب أو منحوت
· الأشخاص من أمثال شهود عيان أو المسنين الذين عاصروا الأحداث
· كتب العلم والفن والشعر والأدب
· السير الذاتية والمذكرات الشخصية
· الصحف والمجلات التي تعكس مجريات الأمور وأخبار الناس في فترات متتابعة
· التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية وأشرطة التسجيل الضوئي والفيديو
· النشرات والكتب والروايات والرسومات التوضيحية والخرائط الهيكلية التي تحتفظ بها المكتبات والدوائر ..
ففي كثير من الدراسات التي تحظى بمصداقية وتحقق نجاحا كبيرا في تحقيق أهدافها ، يلجأ الباحث إلى استخدام المنهج الوصفي والتاريخي معا ، فهما يكملان بعضهما البعض في الدراسات التاريخة والاجتماعية عموما ..
العلاقة بين علم التاريخ وعلم الأنساب :
التعريف /
علم التاريخ هو العلم الذي يدرس الأحداث الماضية من أجل فهم الحاضر وبناء المستقبل
علم الأنساب هو علم ثقافي تاريخي يدرس تسلسل الأنساب وتفرعها في ماضيها وحاضرها بهدف
التقرب وتنظيم العلاقات الانسانية والاجتماعية بين القبائل والشعوب ..
وعلى هذا ، فإن علم الأنساب هو أحد جوانب علم التاريخ والاجتماع ، فهو يقع في نفس مجموعة العلوم الانسانية والاجتماعية ..
ويقتضي لباحث علم الأنساب اعتماد مناهج البحث المعتمدة في علم التاريخ والاجتماع ، ولذا فمن أول مصادر التاريخ الكتب السماوية ، ففي التاريخ الإسلامي فإن أول مصادره القرآن الكريم والسيرة النبوية ، وما بينهما من فقه وتفسير وعلوم الحديث ، وسير الصحابة والتابعين ، واجماع العلماء المسلمين ..
الزمان والمكان في البحث عن الأنساب
الزمان والمكان متلازمان ومتكاملان ، فلا زمان بلا مكان ولا مكان بلا زمان .
فأما الرابط بينهما فهو الحدث ، والحدث يتكون من القول والفعل ، فالقول يشمل :
النطق بكلمة نعم أو لا ، أو قصة ، أو رواية ، أو بيت شعر ، أو اسم لأي شيء فلابد لكل قول من فاعل ولا بد لذلك من زمان ومكان ، والفعل يشمل الحركة والنقل والسلوك وكل ذي صلة ، ولا بد أيضا لذلك من زمان ومكان .
فالزمان هو الوقت أو التاريخ ، والمكان هو الموضع ، وما بينهما الحدث
ولهذه الأركان الثلاثة قواعد دعنا نسميها عقلانية ، فمثلا لا يمكن أن نقول سقط شخص من أسفل الجبل إلى أعلاه ونأتي بزمان ومكان .. فهذا الحدث لا يمكن قبوله فهو مخالف للقواعد العامة لأن السقوط من الأعلى إلى الأسفل ..
إذا :
للحدث أياً كان مضمونه مساندات إما واقعية وعقلانية وإما مساندات مادية محسوسة ، مثال :
(قبيلة فلان هاجرت من المدينة إلى الصحراء) هذا الحدث يمكن وقوعه إذا تبين أسباب هذه الهجرة فالعقل يقول وقبل معرفة المساندات المادية بأن هناك أمرا قاهرا ، فإذا أبلغنا أن سبب هذه الهجرة قوة ضغط طاردة كاحتلال أو ارتكاب جرائم لتحقيق ذلك ، فنقول أن هذا يمكن وقوعه ..
ولكن عندما نقول قبيلة فلان هاجرت من الصحراء إلى المدينة فهذا لا يحتاج إلى مساندات لان مثل هذا الحدث كثير الوقوع ، ولكن هذا يحتاج إلى الزمان والمكان نقول :
قبيلة فلان هاجرت سنة كذا أو شهر كذا من موضع كذا إلى الموضع الفلاني .. وفهذه العبارة متكاملة منطقيا فهي تحوي الحدث وزمانه ومكانه ، وعندما أكمل العبارة السابقة بقولي رآهم فلان فهذا زيادة في الإثبات وليس عيبا في الإثبات فالعبارة صحيحة إن كان التركيب منطقيا أو عقلانيا . ولذا ، فإن أي حدث يحتاج إلى مساندات له مثال :
أولا :شهود عيان : وهم مؤرخين كتبوا عن الحدث ، أو رواة شاهدوا الحدث بأم أعينهم أو نقلا عنهم ..
1- كتابة المؤرخ على عدة أنواع وهي :
- مؤرخ شاهد الحدث والدليل الزمان ، أي زمان وجوده يطابق زمان الحدث ومكانه
- مؤرخ نقل الحدث عن شخص آخر وهنا لا بد له من ذكر الراوي وفحص الزمان والمكان
- مؤرخ نقل الحدث من رواية مكتوبة كتبها شخص قبله ، وهنا يجب التأكد عند نقل الخبر أو الحدث من هذا المؤرخ فحص الرواية المكتوبة (الرواية الأصلية ) فهل تنطبق عليها معايير المصداقية أم لا ..
- مؤرخ كتب نقلا عن مؤرخ آخر وهذا كتب عن مؤرخ قبله ، وهي حالة تشبه الحالة السابقة فيجب الرجوع إلى الأصل للتأكد من صحة ذلك مع ملاحظة المعايير آنفة الذكر ..
2- رواية الشهود على عدة أنواع
- رواية شفوية (شاهد عيان) شاهد الحدث مباشرة دون وسيط وهنا يجب أن روايته متطابقة للمعايير العقلانية
- رواية شفوية منقولة عن شاهد عيان ، وهي ممكن أن تنتقل من جيل إلى جيل وتبقى محفورة في الذاكرة ، وهنا يجب على الباحث أن يستمع لعدة أشخاص لمقارنة ترتيب الرواية بين الرواة إضافة للمعايير الآنفة ..وتسمى رواية موروثة
- رواية مكتوبة : وهي تروي قصة الحدث ومكانه وزمانه وتكون مكتوبة بخط يد شاهد العيان نفسه ، كأن يقول شاهدت كذا ووقع كذا ، فتسمى رواية مكتوبة أو وثيقة أو مخطوطة أو آثار
فوثيقة الميلاد هي رواية مكتوبة صادرة عن رواة عاينوا الولادة فكتبوا الحدث بالزمان والمكان وختمت من جهة المسئولة ، ووثيقة الأرض هي رواية مكتوبة لأنها صدرت عن جهة سبق لها وأن عاينت المكان بحدوده وقياساته ودونت ملاحظتها وختمت من جهة المصدر ، وقطعة النقود هي رواية مكتوبة لأنها صادرة عن جهة معينة موثقة بالزمان والمكان ، فلا يمكن لنا أن نسمي قطعة ليس عليها أي معلومات بأنها قطعة نقود مثلا إلا بوجود معايير وأدلة تدل على مصدرها
- رواية مجهولة : وهي تلك الرواية التي تكون مروية عن حدث معين موجود فعلا ولكن الراوي نفسه مجهول ، وهذه الرواية يمكن فحص صحتها بناءا على المعايير والمقارنة مع روايات تتحدث عن نفس الحدث فإن تتطابقت فيمكن الاستدلال بها مع بيان أن مصدرها مجهول .
ثانياً : الزمان والمكان في الآثار والماديات :
وهنا يمكن للباحث الاستدلال على النسب بربط الزمان والمكان بأي دليل أثري مادي ومن هذه الأدلة المادية والأثرية :
1- مباني وهي على أنواع مختلفة
2- نصوص مكتوبة على أضرحة أو مقامات أو حجارة أو ما شابه
3- نصوص محفوظة كالوثائق والمذكرات والمشجرات
4- أدوات وأواني وأثاث وما وقع تحتها
ثالثاً : الزمان والمكان في العادات والتقاليد (الخصوصيات الثقافية ) ومن المعروف أن أهل البادية يتشابهون في عموميات الثقافة ، من العادات والتقاليد المعروفة وعلى رأسها المسكن والملبس والأنماط الاجتماعية والاقتصادية ، ولكن هناك خصوصيات معينة تميز كل قبيلة عن غيرها أو تميز كل حلف عن غيره وهذه الأمور هي نفسها التي نود الإشارة إليها فيما يلي :
مثال :
إذا علمنا أن عائلة في الوقت الحالي لديها عادة معينة غير موجودة في المكان ذاته ، ووجدنا نفس العادة موجودة لدى عائلة أخرى وفي مكان آخر ، فنضع عنا علامة استفهام لمعرفة الصلة ، وهنا نبحث عن الزمان مثلا زمان ظهور هذه العادة ، ومكان انتشارها ، والاستماع لرواية أصحابها من العائلتين المختلفتين في التسمية ، فربما نخرج بنتيجة نسب مشترك بينهما ، أو أن هذه العادة خاصة بحلف معين من القبائل ثم نحاول الوصول إليها وسبب الحلف وغير ذلك ..
إذا فهناك العديد من الخصوصيات الثقافية أو الماديات والدلائل ومنها :
1- تقاليد معينة ، فربما نجد تقليد معين موجود عند فئة أو قبيلة معينة ليست موجودة عند غيرها هذا ما نسميه الخصوصية.
2- ملابس خاصة لها ألوان معينة مثل الحطة البيضاء والحمراء والأثواب المطرزة ، وهنا كلنا نتذكر مقولة قديمة كان يقولها الفلاحين " لماذا يحب البدو اللون الأحمر"
3- إشارة أو علامة مثل وسم الإبل عند القبائل .. وما إلى ذلك
4- كلمات (أمثال – حكم – قصة – حادثة – قصيدة – مصطلحات ولهجات...)
5- أسماء مواضع قرى أودية سكنات وما شابه
6- موسيقى طحن القهوة في المهباش، فلكل قبيلة مثلاً إيقاعاً موسيقيا خاصا ليميزها عن غيرها ..
فهذه الماديات والدلائل تحتاج إلى روابط قوية من حيث الزمان والمكان ، فإن توفرت بالتطابق أو التقارب كان ذلك برهانا كبيرا لنسب ما ..
رابعا : الزمان والمكان في أسماء الأنساب :
مثال : شخص ما يعرف أن جده إسمه فلان ، والتقى بشخص آخر جده أيضا فلان ، وتشابهت الأسماء بينهما ، فهل هذا يكفي – طبعا لا- إذا فهما بحاجة للزمان والمكان ، كأن يقول أحدهما أن جدي فلان رحل سنة كذا من الموضع الفلاني ، وهنا يرد عليه زميله إما بالإثبات و إما بالنفي ، ففي حالة الإثبات – مثلا- ربما تظهر دلائل أخرى من الروايات والخصوصيات والآثار وغير ذلك وهذه عبارة عن مساندات إضافية من الدلائل تؤدي إلى البرهان ، وفي حالة النفي أيضا فربما تظهر لكليهما اتجاهات أخرى من طرق البحث .. فما هي تلك الاتجاهات :
1- تسلسل الأسماء وترتيبها : أو المشجرة العائلية كفلان بن علان بن كذا بن فلان بن كذا ، فربما يحفظها آخر بصورة مختلفة مثل : فلان بن علان بن فلان ، لاحظ لقد فقد " كذا" ، فيلتبس الأمر عليهما .. وهنا لا بد من وجود الزمان والمكان والمساندات الأخرى ، أي أنه لا يمكن الاعتماد على هذه الأسماء وحدها ..
2- الألقاب : مثال – فعندما يختتم الشخص في المثال السابق مشجرته بالقول أن فلان كان يلقب بالذيب ، واختتم الآخر حديثه بنفس اللقب ، فهنا دليل على وجود الصلة ولكن ليست قطعيا فربما هذا مصادفة فكثير هي الأسماء المتشابهة وألقابها نفس الشيء ، وكثير ما يكون اللقب فقط هو الذي يميز بين مشجرة عن أخرى ولولاه لاختلط هذا بذاك وظنوا أن نسبهم واحد .. وهنا نجد للزمان والمكان أهمية كبيرة للقول الفصل ..مع المعايير الأخرى.
3- الرواية الموروثة : قد تكون رواية موروثة لدى عائلة دليلا كبيرا على نسبها وصلتها بعائلة أخرى رغم اختلاف أسماء وألقاب كل منهما عن الآخر ، وهذه الرواية لا بد لها من وجود جميع أركانها مثل زمانها ومكانها ونصها وشخصياتها .. مثال ذلك : قال احمد الأدمي عن تاريخه: كان أجدانا في عكا قتلوا شخصا اسمه فلان بن علان ، فجرت بينهم حرب مع عائلة الفلانيين ، استمرت ثلاثة أشهر ، فقتل فيها الذيب ، ثم رحل الأجداد إلى قرية المعصرة قبل 200 سنة .. وقال شخص آخر مختلف لقبه واسمه ونفترض أنه يدعى بشار الزيتوني فروى تاريخ أجداده بنفس الصيغة السابقة زمانيا ومكانيا مع تطابق الأحداث وأسماء الشخصيات ، فهنا دليل على أن الشخصين من عائلة واحدة قد انفصلتا عن بعضهما ، فمن أجل ربطهما يجب البحث عن أمور أخرى مما سبق الحديث عنها للتأكيد على نسبهما .. وربما تكون الرواية المورثة دليلا على عدم وجود نسب مشترك ، مثال آخر :: التقى شخصان متطابقان من حيث أسماء عائلتيهما ومكان سكنهم وزمانه ، إلا أن كل عائلة لها رواية مختلفة عن جدهم تختلف كليا عن الثانية ، وهنا تكون الرواية قد فرقت بينهما في النسب .. وقد وقعت أمثلة عديدة من هذا القبيل ..
م ن ق و ل