من هو الملك سيف بن ذي يزن ؟؟؟
نسبهُ : سيف بن ذي يزن بن يريم الاكبر بن شرحبيل بن يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن يريم بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن حيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حميّر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.
سيرة حياته
عاش في الفترة بين 516 ميلاديّة و 574 اشتهر بطرد الأحباش من اليمن، وتولى المُلك فيها.
وتربى سيف مع أمه في حُجر [ أبرهة ] الحبشي وهو يظنُّ أنه ابنه لأنَّ أمَّ سيف كانت قد سيقت سبيّه في إحدى غارات [ أبرهة ] على اليمن
فما كان من أباه ذي يزن إلاّ أن قصد كسرى [أنوشروان] يستنصره على الحبشة فوعده ؛ فأقام ذو يزن طويلاً على بابه ولكن دون جدوى إلى أن مات
روي ذات مرة أنَّ ولداً لأبرهة سبَّ[ سيفاً ]وأباه فسأل أمه عن أبيه فأعلمته خبره بعد مراجعة بينهما وأعلمته قصّته فأبقاها في صدره حتى مات[ أبرهة ] وابنه [ يكسوم]
كان في ذلك الوقت الُحكم في اليمن للأحباش الذين أقاموا فيها فترة طويلة من الزمان، فطغوا وتجبروا وتكبروا وأرهقوا أهل اليمن فلمّا اشتد البلاء عليهم, خرج [ سيف بن ذي يزن ] حتى قدم إلى قيصر الروم.ليرجوه أن يكف يد الأحباش عن اليمن، ويولي عليها من يشاء من الروم وقد فضّل الذهاب إليه بدلاً عن [ كسرى ]لإبطاء هذا الأخير عن نُصرة أبيه يوم استجار به ؛ فما كان من [ قيصر] إلاّ أن قال له (( إنَّ و الأحباش على ذات الدين ولا مصلحة لي في قتالهم )) ..
عاد سيف ووفد على النعمان بن المنذر عامل فارس على الحيرة، فشكى إليه كلَّ ذلك ، استمهله النعمان حتى وفادته على كسرى، فلما وفد قدّمه إليه، وأخبره بمسألته، فقال كسرى عن أرض اليمن إنما هي أرض شاه وبعير، ولا حاجة لنا بها، وأمر له بمال فخرج وجعل ينثر الدراهم فانتهبها الناس فسمع كسرى فسأله ما حمله على ذلك فقال: لم آتك للمال وإنما جئتك للرجال ولتمنعني من الذل والهوان وإن جبال بلادي ذهب وفضة.
فأعجب كســرى بقوله واستشار رجاله في الأمر وزراءه في توجيه الجند معه فقال له "موبذان موبذ" :
أيها الملك إن لهذا الغلام حقًا بنزوعه إليك وموت أبيه ببابك وما تقدم من عدته بالنصرة وفي سجونك رجال ذوو نجدة وبأس فلو أنَّ الملك وجههم معه فإن أصابوا ظفرًا انضمت ولاية جديدة إلى أعمال فارس؛ وإن هلكوا فقد استراح وأراح أهل مملكته منهم. فقال كسرى: هذا الرأي.
عمل كسرى بالمشورة، فأمر بمن في السجون فحضروا فكانوا ثمانمائة ؛ فقوّد عليهم قائدًا من أساورته يقال له "وهرز" وقيل: بل كان من أهل السجون سخط عليه كسرى لحدث فحبسه وكان يَعْدله بألف أسوار وأمر بحملهم في ثماني سفن فركبوا البحر فغرق سفينتان وخرجوا بساحل حضرموت حيث نزل سيف بن ذي يزن الذي جمع من قومه بشرٌ كثير ومن استطاع من قومه فكان أول من لحقه السكاسك من كندة ؛ فلما التقيا قال وهرز لسيف بن ذي يزن: ما عندك ؟؟!! قال سيف : ما شئت من رجل عربي وسيف عربي ثم اجعل رجلي مع رجلك حتى نموت جميعًا أو نظفر جميعًا. قال: أنصفت.
وجعل "وهرز" البحر وراء ظهره وأحرق السفن لئلا يطمع أصحابه في النجاة وأحرق كل ما معهم من زاد وكسوة إلا ما أكلوا وما على أبدانهم وقال لأصحابه: إنما أحرقت ذلك لئلا يأخذه الحبشة إن ظفروا بكم وإن نحن ظفرنا بهم فسنأخذ أضعافه فإن كنتم تقاتلون معي وتصبروني أعلمتموني ذلك وإن كنتم لا تفعلون اعتمدت على سيفي حتى يخرج من ظهري فانظروا ما حالكم إذا فعل رئيسكم هذا بنفسه.
قالوا: بل نقاتل معك حتى نموت أو نظفر.
وأمرهم برمي السهام رشقاً ..
فخرج إليهما [مسروق بن أبرهه ] في مائة ألف من الأحباش، ومن أوباش اليمن في جمع لا يرى طرفاه وهو على فيل وعلى رأسه تاج وبين عينيه ياقوتة حمراء مثل البيضة لا يرى دون الظفر شيئاً. وكان وهرز قد كلَّ بصره فقال: أروني عظيمهم؛ فقالوا: هذا صاحب الفيل ثمَّ ركب فرسًا فقالوا: ركب فرسًا وراح إليه صائحاً ذللت وذلَّ مُلكك! ثم جعل نشابة في كبد قوسه وقال: أشيروا إلى مسروق فأشاروا إليه فقال لقومه سأرميه فإن رأيتم أصحابه وقوفًا لم يتحركوا فاثبتوا حتى أؤذنكم فإني قد أخطأت الرجل وإن رأيتموهم قد استداروا ولاذوا به فقد أصبته فاحملوا عليهم.
ثمَّ رماه فأصاب السهم بين عينيه فقتل مسروق وجماعة من أصحابه فاستدارت الحبشة بمسروق وقد سقط عن دابته وحملت الفرس وأنصار سيفٍ عليهم فلم يكن دون الهزيمة شيء وغنم الفرس وجماعة سيف من عسكرهم ما لا يعد ولا يحصى. وقال وهرز: كفوا عن العرب واقتلوا السودان ولا تبقوا منهم أحدًا ، فهزمهم سيف و وهرز وأذهبا ريحهم، وتملك سيف على اليمن بأمر من كسرى على فريضة يؤديها له كل عام، وأبقى كسرى نائباً فارسياً للدولة في جماعة من الفرس في اليمن.
و جاءت وفود العرب إلى سيف بن ذي يزن في محل إقامته في قصر غمدان لتهنئه بالملك، وفيهم وفد من قريش فيه عبد المطلب بن هاشم جد الرسول ( ص ) ، وقيل أنه بشّرهم بنبّوة (محمد) صلى الله عليه وسلم.
وكان في وفد قريش (أمية بن أبي الصلت)، الشاعر الذي وقف بين يدي الملك، وأنشده قصيدة طويلة، منها:
لا يطلب الوتر إلا كابن ذي يـــزن في البحر خيم للأعداء أحـــوالا
حتى أتى ببني الأحرار يقدمهـــم تخالهم فوق متن الأرض أجــبالا
لله درّهمُ من فتية صـــــبروا ما إن رأيت لهم في الناس أمــثالا
بيضٌ مرازبة غلبٌ أســــاودةٌ أسد تربت على الغيضان أشــبالا
فالقط من المسك إذا شالت نعامتهم وأسبل اليوم في برديك إســبالا
واشرب هنيئًا عليك التاج مرتفعًـا في رأس غمدان دار منك محـلالا
فما كان من سيف إلاَّ أن أكرم وفادتهم، وأجزل لهم العطايا.
و قيل أنَّ سيفاً دخل الحبشة، فأمعن في أهلها تقتيلاً، واسترقَّ جماعة من الرجال الأحباش فأخصاهم وجعلهم يمشون بين يديه ويتقدمون مواكبه وبقي في الحكم خمس وعشرون سنة ؛ و قيل قتله هؤلاء الرجال غدراً في غفلة منه عن مراقبتهم، فلما عرف بذلك وهرز نائب كسرى على اليمن أخبر كسرى بذلك فجاءه كتابه أن يقتل كل الأحباش وكل من انتسب إليهم في اليمن ولا يترك فيه لا أسود ولا ولد عربية من أسود إلا قتله صغيرًا أو كبيرًا ولا يدع رجلاً جعداً إلا قتله ، ففعل، وتولى وهرز على اليمن وبعدها صار الحكم للفرس، فزالت دولة العرب، ولم تقم لملوك حمير قائمة بعدها.ثمَّ بعد ذلك تولى المُلك المرزبان بن وهرز حتى هلك ثم أمر بعده كسرى التينجان بن المرزبان ثمَّ أمر بعده خر خسرة بن التينجان بن المرزبان.
و قيل أيضاً تآمر الفرس على قتله لتصير اليمن ولاية فارسية بالكامل.
وكان مُدّة ملك الأحباش لليمن اثنتين وسبعين سنة توارث ذلك منهم أربعة ملوك: أرياط ثم أبرهة ثم ابنه يكسوم ثم مسروق بن أبرهة وقيل: كان ملكهم نحوًا من مائتي سنة وقيل غير ذلك والأول أصح.
وهناك قبائل حميرية باقية إلى يومنا هذا مثل قبائل سيبان الحميرية الحضرمية وقضاعة ومنهم بنو بلي وجهينة والمهرة
وبعيداً عن التاريخ، تُحلق السيرة في الأسطورة، فتلُبس الملك سيف بن ذي يزن لباساً غير بشري، وتجعل له أصولاً جنية، فأمه إحدى ملكات الجن، وله أخت منهن. وتحكي السيرة عن زوجة سيف منية النفوس، وكيف اختطفها الأحباش واستعادها سيف منهم، كما تحكي عن ولده معد يكرب. وتجعل السيرة من سيف موحداً مسلماً على دين إبراهيم الخليل و في السيرة إشارات قومية واضحة، كما أن الخيال يجمح بها فيجعل من سيف بن ذي يزن ملكاً متوجاً على الإنس والجن.
وتشير السيرة إلى اختفاء سيف في آخر أيامه لاحقاً بأمه في عالمها..
تقع السيرة في عشرون جزءا في أربع مجلدات وهي واحدة من أطول السير العربية
م ن ق و ل
نسبهُ : سيف بن ذي يزن بن يريم الاكبر بن شرحبيل بن يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن يريم بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن حيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حميّر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.
سيرة حياته
عاش في الفترة بين 516 ميلاديّة و 574 اشتهر بطرد الأحباش من اليمن، وتولى المُلك فيها.
وتربى سيف مع أمه في حُجر [ أبرهة ] الحبشي وهو يظنُّ أنه ابنه لأنَّ أمَّ سيف كانت قد سيقت سبيّه في إحدى غارات [ أبرهة ] على اليمن
فما كان من أباه ذي يزن إلاّ أن قصد كسرى [أنوشروان] يستنصره على الحبشة فوعده ؛ فأقام ذو يزن طويلاً على بابه ولكن دون جدوى إلى أن مات
روي ذات مرة أنَّ ولداً لأبرهة سبَّ[ سيفاً ]وأباه فسأل أمه عن أبيه فأعلمته خبره بعد مراجعة بينهما وأعلمته قصّته فأبقاها في صدره حتى مات[ أبرهة ] وابنه [ يكسوم]
كان في ذلك الوقت الُحكم في اليمن للأحباش الذين أقاموا فيها فترة طويلة من الزمان، فطغوا وتجبروا وتكبروا وأرهقوا أهل اليمن فلمّا اشتد البلاء عليهم, خرج [ سيف بن ذي يزن ] حتى قدم إلى قيصر الروم.ليرجوه أن يكف يد الأحباش عن اليمن، ويولي عليها من يشاء من الروم وقد فضّل الذهاب إليه بدلاً عن [ كسرى ]لإبطاء هذا الأخير عن نُصرة أبيه يوم استجار به ؛ فما كان من [ قيصر] إلاّ أن قال له (( إنَّ و الأحباش على ذات الدين ولا مصلحة لي في قتالهم )) ..
عاد سيف ووفد على النعمان بن المنذر عامل فارس على الحيرة، فشكى إليه كلَّ ذلك ، استمهله النعمان حتى وفادته على كسرى، فلما وفد قدّمه إليه، وأخبره بمسألته، فقال كسرى عن أرض اليمن إنما هي أرض شاه وبعير، ولا حاجة لنا بها، وأمر له بمال فخرج وجعل ينثر الدراهم فانتهبها الناس فسمع كسرى فسأله ما حمله على ذلك فقال: لم آتك للمال وإنما جئتك للرجال ولتمنعني من الذل والهوان وإن جبال بلادي ذهب وفضة.
فأعجب كســرى بقوله واستشار رجاله في الأمر وزراءه في توجيه الجند معه فقال له "موبذان موبذ" :
أيها الملك إن لهذا الغلام حقًا بنزوعه إليك وموت أبيه ببابك وما تقدم من عدته بالنصرة وفي سجونك رجال ذوو نجدة وبأس فلو أنَّ الملك وجههم معه فإن أصابوا ظفرًا انضمت ولاية جديدة إلى أعمال فارس؛ وإن هلكوا فقد استراح وأراح أهل مملكته منهم. فقال كسرى: هذا الرأي.
عمل كسرى بالمشورة، فأمر بمن في السجون فحضروا فكانوا ثمانمائة ؛ فقوّد عليهم قائدًا من أساورته يقال له "وهرز" وقيل: بل كان من أهل السجون سخط عليه كسرى لحدث فحبسه وكان يَعْدله بألف أسوار وأمر بحملهم في ثماني سفن فركبوا البحر فغرق سفينتان وخرجوا بساحل حضرموت حيث نزل سيف بن ذي يزن الذي جمع من قومه بشرٌ كثير ومن استطاع من قومه فكان أول من لحقه السكاسك من كندة ؛ فلما التقيا قال وهرز لسيف بن ذي يزن: ما عندك ؟؟!! قال سيف : ما شئت من رجل عربي وسيف عربي ثم اجعل رجلي مع رجلك حتى نموت جميعًا أو نظفر جميعًا. قال: أنصفت.
وجعل "وهرز" البحر وراء ظهره وأحرق السفن لئلا يطمع أصحابه في النجاة وأحرق كل ما معهم من زاد وكسوة إلا ما أكلوا وما على أبدانهم وقال لأصحابه: إنما أحرقت ذلك لئلا يأخذه الحبشة إن ظفروا بكم وإن نحن ظفرنا بهم فسنأخذ أضعافه فإن كنتم تقاتلون معي وتصبروني أعلمتموني ذلك وإن كنتم لا تفعلون اعتمدت على سيفي حتى يخرج من ظهري فانظروا ما حالكم إذا فعل رئيسكم هذا بنفسه.
قالوا: بل نقاتل معك حتى نموت أو نظفر.
وأمرهم برمي السهام رشقاً ..
فخرج إليهما [مسروق بن أبرهه ] في مائة ألف من الأحباش، ومن أوباش اليمن في جمع لا يرى طرفاه وهو على فيل وعلى رأسه تاج وبين عينيه ياقوتة حمراء مثل البيضة لا يرى دون الظفر شيئاً. وكان وهرز قد كلَّ بصره فقال: أروني عظيمهم؛ فقالوا: هذا صاحب الفيل ثمَّ ركب فرسًا فقالوا: ركب فرسًا وراح إليه صائحاً ذللت وذلَّ مُلكك! ثم جعل نشابة في كبد قوسه وقال: أشيروا إلى مسروق فأشاروا إليه فقال لقومه سأرميه فإن رأيتم أصحابه وقوفًا لم يتحركوا فاثبتوا حتى أؤذنكم فإني قد أخطأت الرجل وإن رأيتموهم قد استداروا ولاذوا به فقد أصبته فاحملوا عليهم.
ثمَّ رماه فأصاب السهم بين عينيه فقتل مسروق وجماعة من أصحابه فاستدارت الحبشة بمسروق وقد سقط عن دابته وحملت الفرس وأنصار سيفٍ عليهم فلم يكن دون الهزيمة شيء وغنم الفرس وجماعة سيف من عسكرهم ما لا يعد ولا يحصى. وقال وهرز: كفوا عن العرب واقتلوا السودان ولا تبقوا منهم أحدًا ، فهزمهم سيف و وهرز وأذهبا ريحهم، وتملك سيف على اليمن بأمر من كسرى على فريضة يؤديها له كل عام، وأبقى كسرى نائباً فارسياً للدولة في جماعة من الفرس في اليمن.
و جاءت وفود العرب إلى سيف بن ذي يزن في محل إقامته في قصر غمدان لتهنئه بالملك، وفيهم وفد من قريش فيه عبد المطلب بن هاشم جد الرسول ( ص ) ، وقيل أنه بشّرهم بنبّوة (محمد) صلى الله عليه وسلم.
وكان في وفد قريش (أمية بن أبي الصلت)، الشاعر الذي وقف بين يدي الملك، وأنشده قصيدة طويلة، منها:
لا يطلب الوتر إلا كابن ذي يـــزن في البحر خيم للأعداء أحـــوالا
حتى أتى ببني الأحرار يقدمهـــم تخالهم فوق متن الأرض أجــبالا
لله درّهمُ من فتية صـــــبروا ما إن رأيت لهم في الناس أمــثالا
بيضٌ مرازبة غلبٌ أســــاودةٌ أسد تربت على الغيضان أشــبالا
فالقط من المسك إذا شالت نعامتهم وأسبل اليوم في برديك إســبالا
واشرب هنيئًا عليك التاج مرتفعًـا في رأس غمدان دار منك محـلالا
فما كان من سيف إلاَّ أن أكرم وفادتهم، وأجزل لهم العطايا.
و قيل أنَّ سيفاً دخل الحبشة، فأمعن في أهلها تقتيلاً، واسترقَّ جماعة من الرجال الأحباش فأخصاهم وجعلهم يمشون بين يديه ويتقدمون مواكبه وبقي في الحكم خمس وعشرون سنة ؛ و قيل قتله هؤلاء الرجال غدراً في غفلة منه عن مراقبتهم، فلما عرف بذلك وهرز نائب كسرى على اليمن أخبر كسرى بذلك فجاءه كتابه أن يقتل كل الأحباش وكل من انتسب إليهم في اليمن ولا يترك فيه لا أسود ولا ولد عربية من أسود إلا قتله صغيرًا أو كبيرًا ولا يدع رجلاً جعداً إلا قتله ، ففعل، وتولى وهرز على اليمن وبعدها صار الحكم للفرس، فزالت دولة العرب، ولم تقم لملوك حمير قائمة بعدها.ثمَّ بعد ذلك تولى المُلك المرزبان بن وهرز حتى هلك ثم أمر بعده كسرى التينجان بن المرزبان ثمَّ أمر بعده خر خسرة بن التينجان بن المرزبان.
و قيل أيضاً تآمر الفرس على قتله لتصير اليمن ولاية فارسية بالكامل.
وكان مُدّة ملك الأحباش لليمن اثنتين وسبعين سنة توارث ذلك منهم أربعة ملوك: أرياط ثم أبرهة ثم ابنه يكسوم ثم مسروق بن أبرهة وقيل: كان ملكهم نحوًا من مائتي سنة وقيل غير ذلك والأول أصح.
وهناك قبائل حميرية باقية إلى يومنا هذا مثل قبائل سيبان الحميرية الحضرمية وقضاعة ومنهم بنو بلي وجهينة والمهرة
وبعيداً عن التاريخ، تُحلق السيرة في الأسطورة، فتلُبس الملك سيف بن ذي يزن لباساً غير بشري، وتجعل له أصولاً جنية، فأمه إحدى ملكات الجن، وله أخت منهن. وتحكي السيرة عن زوجة سيف منية النفوس، وكيف اختطفها الأحباش واستعادها سيف منهم، كما تحكي عن ولده معد يكرب. وتجعل السيرة من سيف موحداً مسلماً على دين إبراهيم الخليل و في السيرة إشارات قومية واضحة، كما أن الخيال يجمح بها فيجعل من سيف بن ذي يزن ملكاً متوجاً على الإنس والجن.
وتشير السيرة إلى اختفاء سيف في آخر أيامه لاحقاً بأمه في عالمها..
تقع السيرة في عشرون جزءا في أربع مجلدات وهي واحدة من أطول السير العربية
م ن ق و ل