موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بالزائرين والاعضاء الكرام في منتداكم الانساب للشيخ عبدالامير البديري فاهلا ومرحبا بكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بالزائرين والاعضاء الكرام في منتداكم الانساب للشيخ عبدالامير البديري فاهلا ومرحبا بكم
موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري

موقع الانساب العراقية العربية با المشجرات والوثائق

اهلا وسهلا باعضاء وزوار موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري فاهلا ومرحبا بكم

(أقوال مأثوره ): من عامل الناس فلم يظلمهم / وحدثهم فلم يكذبهم / ووعدهم ولم يخلفهم / فهو من كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته

قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات أية 13.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» عشيرة السادة بيت العلوية في العراق والأحواز
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالجمعة أكتوبر 04, 2024 1:21 pm من طرف حماد الموسوي

» عشيرة الحمران قبيلة البومحمد
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالإثنين أغسطس 19, 2024 3:19 am من طرف شموخ العز

» عشيرة الحمران
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالإثنين أغسطس 19, 2024 3:17 am من طرف شموخ العز

» أسرة آل حسان من شمر
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالخميس يوليو 04, 2024 2:26 pm من طرف سعدون فلاح نهير الضامن

» عشيرة ألبو هليل
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالسبت يونيو 22, 2024 8:54 pm من طرف Nomas Alhelaly

» عشيرة الســــــــادة بيـــــــت العلويــــــــــــــة
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالجمعة مارس 22, 2024 1:44 pm من طرف حماد الموسوي

» قبيلة ال عمار وال بو نجيم اولاهم مسكنهم نسبهم
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالأربعاء مارس 06, 2024 4:25 pm من طرف احمد الشمري

» بطلان نسب آل عگل في الجزيرة الفراتية إلى الأشراف
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالأربعاء يناير 24, 2024 5:18 am من طرف نادر هادر

» بطلان نسب آل عفتان( دخلاء الحذيفات ) الذين في السماوة إلى الأشراف
معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).  Emptyالأربعاء يناير 24, 2024 5:07 am من طرف نادر هادر

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع الانساب للشيخ عبدالامير البديري على موقع حفض الصفحات

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 67 بتاريخ الخميس أغسطس 03, 2017 5:40 am

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

معركة غليوين ودخول بغداد 1813م (قصة الدخيل الذي أصبح والي).

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]





مقدمة:


في هذا الموضوع نذكر نص خطاب ألقاه الامير الشريف/ حمود بن ثامر السعدون (حاكم امارة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) أمام عدد من شيوخ عشائر وقبائل امارة المنتفق وذلك قبيل مواجهته للجيش العثماني و لوالي بغداد عبدالله باشا سنة 1813م في معركة (غليوين) التي انتهت بانتصار قوات امارة المنتفق, ومقتل الوالي, ودخول جيش امارة المنتفق شوارع بغداد ظافراً, وتسليمه مقاليد الولاية لدخيلهم (سعيد بن سليمان باشا) الذي لجأ إليهم محتمياً من بطش الوالي السابق عبدالله باشا ومساعده طاهر آغا. وقد رفض الأمير حمود السعدون تسليم دخيله للدولة العثمانية مما أدى الى حشد الدولة العثمانية لحملة عسكرية كبيره ضده وكانت نهاية الأحداث سقوط مدينة بغداد بيد أسرة السعدون وأمارة المنتفق .


أطراف المعركة:


1- الدولة العثمانية : ممثلة بوالي بغداد (عبدالله باشا التوتنجي) من المماليك والذي حشد في هذه المعركة قبائل ربيعة والجشعم وقوات عقيل المتحضرة من أهل نجد, والمرافقين له بالإضافة إلى عسكر الدوله العثمانية وقوات اللاوند وأغوات الأكراد والتركمان والكثير من أبناء الحاضرة لحرب امارة المنتفق.


2- أمارة المنتفق : والتي كانت دولة تضم معظم مناطق و قبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة , مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). الأسرة الحاكمة : أسرة السعدون.



التعريف بحاكم امارة المنتفق الأمير حمود بن ثامر السعدون:


كان الأمير حمود بن ثامر السعدون يلقب بـ (حمود العمى) وذلك لأصابته بالعمى في أخر عشرين سنة من حكمه وتحديدا من عام 1807م (1222هـ) ... كما كان يلقب أيضا بــ (سلطان البر ) ... وهذا تسلسل نسبه :

الامير حمود (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ثامر (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن ( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.








سبب المعركة:

هو التجاء سعيد بك إلى ديار المنتفق التي كانت تحت حكم الامير حمود بن ثامر السعدون في الفترة (1797 – 1826) بعد تأكده من نيات والي بغداد (عبد الله التوتنجي ) لقتله و سعيد بك هو ابن سليمان باشا الكبير الذي كان والياً على العراق للفترة من 1780 – 1802.وقد امتنع الامير حمود بن ثامر السعدون من تسليم الدخيل اليه الى الدولة العثمانية.







تفاصيل المعركة:

بعد رفض الأمير حمود بن ثامر السعدون تسليم دخيله (سعيد) للدولة العثمانية , حشد والي بغداد قواته العثمانية وأسندها بالعشائر العربية (ربيعة وعقيل والجشعم والخزاعل وغيرها ) الموالية آنذاك له وأعلن أعتراف الدولة العثمانية رسميا بالأمير نجم بن عبدالله (ولد عم الأمير حمود) حاكما على امارة المنتفق , واتجه بالجنود الى امارة المنتفق لأخذ الدخيل بالقوة العسكرية ولتنصيب الأمير نجم بن عبدالله , يذكر الدكتور حميد بن حمد السعدون في كتابه امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق و المنطقة الأقليمية 1546م – 1918م , ص: 160((( فكان مع الجيش قوات عشائر ربيعة يتقدمها الأمير-مشكور- وقوات الخزاعل ومقدمتهم الشيخ – سبتي بن محسن المحمد- وقوات عقيل يتقدمهم شيخهم – ناصر محمد الشبلي- وقوات الجشعم , مضافا اليها قوات اللاوند وأغوات الأكراد والتركمان , هذا غير قوات - نجم العبدالله- المعين من قبل الوالي – التوتنجي - أميرا للمنتفق بدلا من أميرها حمود الثامر . بحيث كان حجم الجيش والعشائر المساندة له في مسيره نحو المنتفق , من أضخم الحملات العسكرية التي شهدها العراق ))). وقعت المعركة في 10 كانون الثاني 1813 قرب نهر صغير بين الناصرية وسوق الشيوخ يسمى " اغليوين " قاد قوات امارة المنتفق فيها الأمير برغش بن حمود بن ثامر السعدون الذي جرح في المعركة وتوفي بعدها بيومين من أثار الجراح وانتهت المعركة بانتصار قبائل المنتفق بعد الصمود البطولي الذي لا يوصف بوجه مدفعية وقوات جيش الوالي وتمكنت خيالة المنتفق بقيادة الأمير علي بن ثامر السعدون من اسر الوالي عبد الله التوتنجي وكبار قادة جيشه فنقلوا إلى مدينة سوق الشيوخ (عاصمة أمارة المنتفق) كأسرى ثم تم قتلهم تحت أقدام سعيد بك (دخيل المنتفق) ، وبعد المعركة فرض الأمير حمود بن ثامر السعدون سطوته على الدولة العثمانية و توجه بقوات امارة المنتفق إلى بغداد واحتلها وقام بتنصيب سعيد بك والياً على بغداد بالقوة وقد اضطرت الدولة العثمانية الى أن تبلع الأهانة والأعتراف بسعيد كوالي . يذكر المؤرخ العثماني المعاصر للأحداث ابن سند دخول الأمير حمود بن ثامر السعدون ومعه سعيد الى بغداد , كتاب مطالع السعود في أخبار الوالي داوود , المقتطع من خزانة التواريخ النجدية , ص: 304 ((( ثم توجه حمود مع سعيد باشا الى بغداد , ودخلاها بالموكب والأبهة والجاه , وكاتب سعيد باشا الدولة فجاءه الفرمان بأنه والي بغداد والبصرة وشهرزور , فرجع حمود الى المنتفق , لكن سعيد باشا لايبرم صغيره ولا كبيره الا بمشورته))).







أهمية المعركة تاريخيا لأسرة السعدون (حكام امارة المنتفق وشيوخ قبائلها):


معركة غليوين تعتبر من مفاخر أسرة السعدون تاريخيا وهذه المعركة وغيرها الكثير من الحملات العثمانية التي دمرتها أمارة المنتفق , تبرز قوة نفوذ آل سعدون في العراق , فبالأضافة الى أن أسرة السعدون كانت تحكم امارة المنتفق والتي تضم معظم مناطق و قبائل وعشائر جنوب ووسط العراق فأنها فرضت نفوذها حتى على بغداد نفسها أحد أقوى عواصم الدولة العثمانية في الوطن العربي , ويتضح هذا النفوذ من خلال قيام الامير حمود بن ثامر السعدون بتعيين دخيله سعيد والي على بغداد وتنتفيذ ذلك بالقوة العسكرية وباحتلال بغداد واضطرار الدولة العثمانية الى ان تبلع الاهانة وتقبل بالوالي الجديد على الرغم من انه كان صغير في السن (عمره واحد وعشرين سنه) وكان ايضا غير مؤهل للولايه وبعد التعيين اصبح الامير حمود بن ثامر السعدون يدير مناطق العراق العثمانية من خلال هذا الوالي ولعدة سنوات وقام الوالي سعيد باشا باعطاء الامير حمود السعدون مافي جنوب البصرة من القرى والتي يعادل ايرادها ثلث ايراد العراق وقصد الشعراء الامير حمود السعدون .


ينقل الدكتور علي الوردي عن المؤرخ العثماني ابن سند البصري المعاصر للأحداث , كتاب لمحات من تاريخ العراق الحديث , ج1 ص : 218
((( ان امر سعيد باشا صار بيد حمود شيخ المنتفق كالطفل في يد وصيه , وقد أعطاه سعيد باشا مافي جنوب البصرة من القرى جميعها وهو مايقارب ثلث ايراد العراق , وضحك لآل المنتفق الزمان ,وأطاعهم الحاضر والبادي , وقصدهم الشعراء من جميع النواحي , وأجازوا بجوائز تفوق جوائز بني العباس , وكنت لاتسمع في المجالس الا صفاتهم ومدحهم بما هو زائد عن حدهم , بل عن حد الملوك .)))


يقول ماكس فرايهير فون أوبنهايم في كتابه البدو , ج3 , ص: 285 ((( فدخل حمود الى بغداد مع سعيد الذي كان في حمايته , وكان هذا نصرا لآل سعدون لا مثيل له . لم يكن سعيد مؤهلا لمنصبه , فلم يكن عمره سوى واحد وعشرين عاما ولم تكن لديه أي خبره في ادارة شؤون الدولة ))).


يقول حمد بن لعبون في كتابه تاريخ ابن لعبون ص:660 ((( وجرح برغش بن حمود . ثم : أنه مات وقتلوا عبدالله باشا وسار حمود وجه أسعد لبغداد , وملك العراق ورجع ))).


يقول سليمان فائق بك (وهو عدو للمنتفق و أحد كبار الموظفين العثمانيين في العراق في القرن التاسع عشر ) في كتابه عشائر المنتفق , ص:35 ((( وبناء على هذه الوقعة الكبيرة نالت عشائر المنتفق الشهرة العظيمة , وانتشر خبر حمود الثامر في كل الأطراف , وهابته العشائر , ولقبته بسلطان البر . وبدأوا يسمونه سلطان حمود الثامر ))).


يذكر النبهاني في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية (((وبعد تلك الحوادث توجه سعيد باشا إلى بغداد وصحبه حمود بقومه حتى دخلا بغداد بمحفل عجيب. فكاتب سعيد باشا الدولة العثمانية طالباً وزارة بغداد لنفسه فأرسلت الدولة له (مرسوماً) بإسناد إيالة بغداد إليه وشهر زور والبصرة فوصله في عام (1228هـ 1812م) فبعد ذلك أكرم سعيد باشا (حموداً) إكراماً جزيلاً ومنحه جميع ما في جنوب البصرة من القرى والنخيل يستوفي وارداتها لنفسه هي وما جاورها (وهو قسم لا يستهان به) لأن إيراده كان يقارب ثلث إيراد العراق (في ذلك الزمن) ولما انتظم أمر سعيد باشا في بغداد واستتب له الأمر رجع حمود إلى مقره. وكان في الحقيقة زمام أمور سعيد باشا في يد حمود يديرها كيفما شاء. وقد ابتسم الزمان للمنتفق في ذلك العصر وأطاعهم الحاضر والبادي. وقصدتهم الشعراء وأجازوا بالجوائز العظام التي ربما فاقت على جوائز بني العباس))).


يذكر لطفي جعفر في كتابه عبدالمحسن السعدون ودوره في تاريخ العراق السياسي المعاصر , ص: 22 ((( وفي 1227هـ (1811م) وقبل أن يكون سعيد (ابن سليمان الكبير) واليا لبغداد لم ير غير (حمود بن ثامر السعدون ) يحتمي عنده من بطش والي بغداد (عبدالله باشا) وقد صدق ظنه بقدرة السعدونيين على حمايته , فقد تمكنوا من القضاء على الوالي (عبدالله باشا) في 1227هـ (1811م) ومساعدة (سعيد ) في أن يكون واليا على بغداد ))).

يذكر عبد الحليم احمد الحصيني في مقاله : الناصرية في أروقة الزمن , جريدة الصباح (((والى ايام الفضلية وهي المعركة التي اندحر فيها الفرس عام 1777 عندما توغلوا في اراضي المنتفك وحصلت المواجهة في منطقة الفضلية الواقعة على نهر الفرات على بعد عدة اميال من العرجة وتكبدوا فيها خسائر فادحة من جراء غيهم بعد ان لقنوا درسا بليغا من اهالي المنتفك الذين كانوا لهم بالمرصاد والى ايام ابو حلانه يوم لم يروق للفرس هزيمتهم في معركة الفضلية تقدموا بقواتهم نحو المنتفك والتقو عند ( ابو حلانة) نهاية عام 1778 وعندها ابلى رجال المنتفك بلاء حسنا وابادوا القوات الفارسية ابادة تامة وغنمو خلالها العديد من الاسلحة والمعدات ومن ابو حلانة الى اغليوين (جدول يقع بين الناصرية وسوق الشيوخ) دارت عنده المعركة بين المنتفك والقوات العثمانية اوائل عام 1813م ودارت المعركة سجالا بين الطرفين حيث كانت الغلبة بادئ الامر لصالح قوات الوالي العثماني حيث يفوقون المنتفك عددا وسلاح .
ولكن صلابة المنتفك وبسالتهم غيرت من نتائج المعركة واصبحت الكفة لصالح المنتفك وحوصرت قوات الوالي العثماني وقتل اغلبية القادة وهكذا تلقت القوات العثمانية ضربات موجعة لم ينج منها الا نفر قليل ولى هاربا رغم الاستعدادت الكبيرة وثقل القوات المهاجمة وسجلت المنتقك نصرا كبيرا . اثبتت المنتفك من خلاله انها صاحبة القرار بكل ماتريد او لاتريد وفي كل ارجاء العراق من شماله الى جنوبه)))


.........................





وهذه قصيدة الأمير الشريف/ علي بن ثامر السعدون في رثاء أخيه الأمير الشريف /عبدالمحسن بن ثامر السعدون, وذكر انتصارهم في معركة (غليوين) على والي بغداد عبدالله باشا سنة 1813م حماية لدخيلهم سعيد باشا, وقد قامت المنتفق بقتل الوالي القديم, واحتلوا بغداد,ونصبوا سعيد باشا والياً عليها:






الورق يلعي فوق عالي قصورها
حمايمٍ، ويطربن الغنا من فجورها
تغنّت بصافي النوح عندي, وانا الذي
من البعد والفرقا أصالي مرورها
أيا أيها الورق الذي أنت ساهر
لك النوح شطرٍ من معالم شطورها
آه وا عضيدي راح.. ما عاد يرجع
باللحد ثاوي في مطاوي قبورها
(أبا براك) زبن الجاذيات ابن ثامر
وان همّلوا عصمان الايدي سيورها
أيا ليت (ابو براك) بالكون حاضر
به صولةٍ جتنا. كفى الله شرورها
لفتنا: ربيعة وابن جشعم ولامها
معا.. عسكر الدولة، وجملة حضورها
ومعهم عقيلٍ، والقبايل جميعها
واللي بقلبه حسفةٍ.. جا.. يدورها
واشاروا علينا بالقطيعة، وذبحنا
والاطواب تكفي في ملاهي زمورها
دعونا الصبح, واحنا نلملم جموعنا
وحاروا، وداروا.. كيف حالٍ ندورها
و(صالح) نهار الكون زيزوم حربنا
عزنا، وزبن رجالنا عن عقورها
وانا على قبّاً.. قحومٍ وعندلٍ
رفوعٍ، وشعوى لى تمثنت وعورها
ركضنا عليهم ركضةٍ (هاشميّة)
وراحت تناحي بالعوالي صدورها
غدا ذاك مذبوح, والاخر مخلاّ
وهذاك حقٍّ للحدا مع نسورها
وليناهم, وطابت بهم نفس لابتي
ليا عاد (ابو برغش) حماها، وسورها
لمن خاب ذاك اليوم منّا، ومنهم
رايات سودٍ تنتشر في نشورها







(ورد نص الخطاب في كتاب تاريخ المنتفق لسليمان فائق).


يذكر سليمان فائق ( وهو أحد كبار موظفي الدولة العثمانية بالقرن التاسع عشر بالأضافة الى كونه عدو للمنتفق ) نص الخطاب الذي ألقاه حاكم امارة المنتفق الأمير حمود بن ثامر السعدون على أمراء وشيوخ القبائل في امارة المنتفق قبل المعركة ... ويذكر أيضا ردهم عليه.

أيها الأمراء والرؤساء والمشايخ:


أخاطبكم اليوم لعلمي أنكم الممثلون للعرب، وأعلم أيضاً أن قد تجسمت فيكم الشهامة والغيرة والحمية، وبما أنكم أمراء ورؤساء القبائل أخاطبكم بخطاب يليق بكم، فليكن معلومكم أيها الأجلاء العظام والسادة الكرام...أن دخيلنا (سعيد بك) لما علم أن حياته بخطر، وأن الداعي كنت المتفق الخاص لوالده التجأ إلينا كي يتمكن من المحافظة على حياته المهددة بالخطر، ووقع دخيلاً عندنا،وها هو هذا: تعرفونه وتعرفون أباه، وتعرفون منزلة أبيه وهو من ذوي البيوت لا من العتقاء والسوقة، وإني قد تعهدت وتكفلت بحمايته حماية مطلقة، وأنه الدخيل عندي، ولم تظهر له أدنى مظاهرة تشغل الحكومة بل ولم يتحرك بحركة مخالفة لرضاء الدولة، وكررت هذه الكيفية للولاية مراراً فلم تفد جميع مراجعاتي واسترحاماتي. ولذا لم يبق للحكومة حق إن خالفتها وعصيتها لأني قد اخترت جواب السلب، وأمرتنا الولاية بهذا الأمر الذي قرأته عليكم بتسليم الدخيل، فإن لم نسلمه تأخذه الحكومة من عندنا قسراً بقوة السلاح، وهذا تهديدهم كما سمعتموه. و قد حاكمت نفسي مراراً بكيفية تسليم الدخيل، فأبت نفسي وشيمتي العربية تسليم الدخيل كتسليم الشاة إلى القصاب، وجزمت وعزمت على أن أقاوم وأدافع الحكومة بكل مجهودي وقوتي لآخر نفس، فإن عجزت عن المقاومة أكون مجبوراً على ترك أولادي وعيالي وآخذ دخيلي، وأهرب به إلى الديار النجدية حفظاً لناموسي وشرفي،فمن كان منكم يكره هذه الحالة فليعتزل إلى جنب، واعتقدوا أني لا أجبر ولا أكره أحداً على أن يكون معي. فكل منكم مختار برأيه حيث أن هذه المسألة خاصة بنفسي، وعائدة علي، ولا شك أن هذا ناموسي وشرفي، ولا أقبل أن يدنس أو يكون فيه العار، وتسليم الدخيل هو أكبر عار علينا، ولهذا لا بد أن أهرق آخر قطرة من دمي للمحافظة على الناموس، واعلموا جميعاً أني لا أكلف أحداً منكم بتكليف لا يطيقه.فردوا عليه بالموافقة، ومما قالوا له:


ألم نكن نحن مثلك عرب ومن العرب؟.


أما نحن الذين قبلناك رئيساً علينا لعلمنا أنك الرجل الوحيد بل الشريف الغيور الفريد المنصف بهذه الديار؟،


فكما أن شيمتك العربية تأبى تسليم الدخيل فشيمتنا وغيرتنا العربية تأبى أيضاً أن نعتزل عنك بمثل هذا اليوم الأسود، وكيف تقبل شيمتنا الاعتزال عنك فلا نبقيك أنت ودخيلك مادام فينا دم الحياة؟،


وها نحن حاضرون نفدي أنفسنا وأرواحنا ومالنا في سبيل تخليص دخيلك.






بعض المصادر التي ذكرت معركة غليوين :



1- كتاب لمحات من تاريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي , ج1 ص :217-218.
2-تاريخ ابن لعبون , ص:659- 660 .
3- كتاب البدو , ماكس فرايهير فون أوبنهايم , ج 3 , ص: 285 , 601 .
4- عنوان المجد , ابن بشر ,ج 1, ص: 336 - 337 .
5- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية , ص:414 – 417 .
6- امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية , د. حميد حمد السعدون ,ص: 159 – 163.
7- عشائر المنتفق , سليمان فائق بك , ص:35
8- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية , الشيخ محمد بن الشيخ خليفة النبهاني , ج : 10 , الجزء الخاص بامارة المنتفق.
9- عبدالمحسن السعدون ودوره في تاريخ العراق السياسي المعاصر , لطفي جعفر , ص: 22
10- جريدة الصباح ، الناصرية في أروقة الزمن ، عبد الحليم احمد الحصيني .



.................................................. .................................................. ...........





هذه نبذة مختصرة وبعض النصوص التاريخية عن أسرة السعدون وامارة المنتفق (1530م - 1918م) :




نبذة مختصرة



امارة المنتفق (1530م - 1918م ) كانت دولة تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة وكلهم من أصول مختلفة وتضم مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). والأسرة الحاكمة لها : أسرة السعدون. ويحمل ابناء أسرة السعدون لقب شيخ مشائخ قبائل المنتفق. وقد سقطت كدولة في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م.




وقد كانت بداية تأسيس الامارة عبارة عن تحالف بين ثلاث قبائل وهي ( بني مالك والأجود وبني سعيد ) بقيادة الشريف حسن بن مانع (جد آل سعدون) وبعد التحالف دخلت الكثير من العشائر والقبائل بالتحالف وكانت تنضم غالبا لأحد القبائل الرئيسية ووقتها تشكلت الأثلاث وسمي كل ثلث على اسم القبيلة الرئيسية فيه ... بحيث اصبح كل ثلث يضم الكثير من القبائل والعشائر ومشيخة الثلث تكون في أسرة المشيخة للقبيلة الرئيسية فيه ... والأثلاث هي :


1- ثلث الأجود .
2- ثلث بني مالك.
3- ثلث بني سعيد .



علما بأنه توجد العديد من القبائل والعشائر التي لم تتبع نظام الأثلاث في الامارة.







أما قبيلة المنتفق (التي يخلط البعض بينها وبين امارة المنتفق بسبب تشابه الاسماء ) و المعروفة تاريخيا منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والمنتسبة للجد عامر بن صعصعه فقد تشتت عام 1546م بعد هزيمتها من قبل الدولة العثمانية (حملة آياس باشا) ولم يبقى منها سوى فرع أصبح يعرف لاحقا بقبيلة بني سعيد التي انضمت الى امارة المنتفق , وامارة المنتفق كانت تسمى امارة المتفق (مأخوذه من الأتفاق بين قبائلها) ثم حرف الأسم لاحقا باللهجة العامية الى المنتفق . وقد أسسها جد أسرة السعدون الشريف حسن بن مانع عام 1530م . يذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر, في كتابه (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ) والذي صدر في سانت بطرسبورغ عام 1912م , ص: 178(((واسم المنتفقيون نفسه جاء كما يذكر خورشيد أفندي الذي اشترك في لجنة الحدود العثمانية - الفارسية في عام 1849م في كتابه , من الكلمة العربية (متفق) التي تعني (متحد) ذلك أن هذا الأتحاد تكون من اتحاد ثلاث قبائل رئيسية هي بنو مالك والأجود وبنو سعيد حيث توصلت هذه القبائل الثلاث بعد منازعات وخلافات طويلة الى الأتفاق على انتخاب شيخ مشترك واحد . وقد وقع اختيارها على عائلة الشبيب التي كان جدها قد نزح من الحجاز قبل مايقرب من مائتي سنة واستقر مع أسرته بين القبائل المذكورة. ومنذ ذلك الوقت أصبح شيوخ المنتفقيون ينتخبون من هذه الأسرة فقط ))).



أسرة السعدون: حكام وأمراء قبائل امارة المنتفق تاريخيا وشيوخ قبائل المنتفق حاليا , ينتسبون للأشراف وتحديد لأمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون (آل مهنا) , وقد أسس جد الأسرة (الشريف حسن بن مانع) امارة المنتفق عام 1530م , وقد كانت أسرة السعدون تعرف بآل شبيب نسبة الى الأمير شبيب بن الشريف حسن وقد تغير الاسم الى آل سعدون بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة الى الأمير سعدون بن محمد المقتول من الدولة العثمانية عام 1742م ونسبه هو :






الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.



يذكر المؤرخ جعفر الخياط عند حديثه عن أسرة السعدون في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة , ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين .
وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال . وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها ))) .












وامارة المنتفق كانت اللاعب الرئيسي في العراق تاريخيا وهي الأكثر تأثيرا في تاريخ العراق حيث أن معظم أحداث العراق التاريخية تتعلق بها. يذكر المؤرخ عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق – قسم امارة المنتفق- وذلك عند حديثه عن امارة المنتفق وعن عشائرها وقبائلها (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها ))).


والقبائل في امارة المنتفق كانت تشكل أكبر تحالف في العراق تاريخيا وتحت قيادة واحدة .. تحت حكم أسرة السعدون , حيث كانت الأمارة تضم الكثير من القبائل وعشرات العشائر وتضم عشائر من عنزة وشمر وطيء وبني تميم وبني لام وغيرهم من مختلف الأصول العدنانية والقحطانية .



يذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر , في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها (((إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة مايقارب من (50) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر))).





مع ملاحظة انه في تلك الفترة (فترة القنصل الروسي) لم تكن امارة المنتفق باقصى أتساع تاريخي لها . حيث كانت هذه الفترة بعد مرحلة الأفراز التي تنازلت بها أسرة السعدون للعثمانيين عن لواء السماوة كاملا بكل قبائله وعشائره بالاضافة الى مناطق كبيرة من لواء البصرة ولواء العمارة وغيرها من المناطق التي كانت تحت حكمهم ... حيث استطاعت الدولة العثمانية اجبارهم على التنازل عن مايقارب نصف مناطق حكمهم وقبائلهم وعشائرهم في الفترة مابين (1853م – 1881م) .




سياسة الأفراز: وتتمثل بدعم أحد أفراد الأسرة الحاكمة في امارة المنتفق (آل سعدون) ضد الحاكم الفعلي من أبناء عمه, وهذا الدعم يكون بالقوات العسكرية العثمانية والمال والسلاح والأعتراف السياسي بحكمه، وذلك مقابل تخلي الحاكم الجديد عن اراضي من الأمارة بكافة قبائلها وعشائرها للدولة العثمانية، وكان أول افراز هو افراز لواء السماوة كاملا بكل عشائره وقبائله والتنازل عنه للدولة العثمانية وذلك عام 1853م من قبل الأمير منصور السعدون. يذكر علي الشرقي في كتابه ذكرى السعدون، ص: 29 (((وتم للعثمانيون ماارادوه في بلاد المنتفق وكانوا يعملون عليه منذ قرون فقد جاؤا على البنيان بالهدم حجارة حجارة حتى اتوا عليه وقد تدرج العثمانيون ينتقصون مملكة المنتفق من السماوة والعمارة ومن أنحاء البصرة))).





وقد سجلت امارة المنتفق انتصارات عسكرية كبيرة على الدولة العثمانية منذ عهد الأمير مانع بن شبيب , يذكر ستيفن لونكريك عند حديثه عن توسع نفوذ وحكم الأمير مانع بن شبيب أمير قبائل امارة المنتفق (1668م – 1703م) في كتابه – أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ص: 150 ((( ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه . فقد امتلك قسما من عربستان , وكان مسيطرا على مابين دجلة وعربستان من سهول وأهوار , وأطاعته بدرة وجصان ومندلي , وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة, اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))).




علما بأن الأمير مانع بن شبيب احتل البصرة من الدولة العثمانية مرتين وحكمها لمدة 4 سنوات من عام 1694م ودمر العديد من الحملات العثمانية وابنه الأمير مغامس بن مانع احتل البصرة أيضا لمدة 4 سنوات من عام 1704م وأسس فيها حكم مدني ووقع اتفاقية تجاريه مع الهولنديين وواجه الدولة العثمانية عام 1708م بأكبر جيش يواجهها تاريخيا بالعراق والجزيرة العربية وهو عبارة عن 100 ألف مقاتل أكثر من نصفهم من القبائل الخاضعة لحكمه المباشر.



يذكر يونس الشيخ ابراهيم السامرائي في كتابه (القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) مناطق حكم آل سعدون (امارة المنتفق ) وهي لواء السماوة ولواء المنتفق (قلب امارة المنتفق تاريخيا وماتبقى منه يسمى محافظة ذي قار حاليا) وأبو الخصيب ولواء العمارة ولواء البصرة , ص 177 :




(((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا الى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق , وهم ينتسبون الى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم الى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الانكليزي بقيادة أعجمي السعدون .... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة))) .









وهذا نص من كتاب فصول من تاريخ العراق القريب للمس بيل والتي كانت في العراق بعد الحرب العالمية الأولى , علما بأن امارة المنتفق في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى كانت في أقل اتساع لها تاريخيا :






(((فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون))).







يذكر ديكسون -الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى -عند حديثه عن أسرة السعدون في كتابه الكويت وجاراتها , ج1 , ص: 159 ((( وقد هاجروا من الحجاز الى بلاد مابين النهرين في أوائل القرن السادس عشر. وفي ظل عائلة السعدون حافظ اتحاد المنتفق على استقلاله من الأتراك حتى سنة 1863 ))).








وهذا نص من كتاب عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد , والذي كتبه ابراهيم فصيح الحيدري بعد منتصف القرن التاسع عشر وقد عدد فيه أكثر من ثلاثين قبيلة من امارة المنتفق وذكر انه اقتصر على ذكر بعض قبائل الأمارة علما بأن امارة المنتفق في عصره لم تكن في اقصى اتساع تاريخي لها :





(((فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , و بنوسعيد, وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا))) .



يذكر البسام - عند حديثه عن أحداث سنة 1859م - في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق , ص: 338
((( وكان المنتفق لهم يد على البصرة من نحو مائة سنة وهم رؤساؤها ويأكلون جملة من نخيلها بسبب أن آباءهم قد جعلوهم أهل البصرة حفاظا للنخيل , وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))).



وهذا نص من كتاب الكويت وجاراتها , ج 1 , ص : 156 وهو لديكسون الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى , علما بأن امارة المنتفق في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى كانت في أقل اتساع لها تاريخيا :

((( المنتفق وهو اسم يطلق على اتحاد القبائل العراقية التي تقطن ضفتي القسم الجنوبي من نهر الفرات في بحيرة هور الحمار , وشطرا , وقلعة سكر , والناصرية , ومدينة سوق الشيوخ . وهنالك ثلاثة أقسام رئيسية لاتربطها رابطة الا قبولها المشترك لسلطة عائلة السعدون . وهذه الأقسام التي ليست قبائل بل مجرد تجمعات هي : أجود , وبني مالك , وبني سعيد ))).

ثم يعدد الكاتب (القبائل الرئيسية فقط) في كل قسم من أقسام امارة المنتفق مع ذكر نبذة بسيطة عن القبائل التي عددها , ثم بعد ذلك يذكر نبذة عن مجموعة أخرى من قبائل امارة المنتفق , ص: 158 ((( وهنالك مجموعة قوية من الرعاة المهاجرين تشكل جزءا من اتحاد المنتفق . وينتقل هؤلاء في الشتاء والربيع الى الكويت وحدود العراق الجنوبية مع المملكة العربية السعودية ))).

ثم يعدد الكاتب القبائل الرئيسية في هذه المجموعة مع بعض المعلومات المختصرة .




وأمارة المنتفق أقتصاديا كانت تسيطر على الحركة الملاحية التجارية في أنهار دجلة والفرات , انقل جزء من كلام ماكس فرايهير في كتابه البدو عن اقتصاد الأمارة ,ج3, ص: 624 ((( يضاف الى ذلك عائدات ضخمة من الجمارك . كان يوجد على الفرات في القرن الثامن عشر نقطة جمركية مقابل نهر عنتر وأخرى في عرجة . وكانت هذه تابعة لفرع الصالح من عائلة الشيوخ . وفي القرن التاسع عشر أصبحت جمارك الفرات تجبى في سوق الشيوخ , وكانت تؤجر الى جانب ضرائب أخرى في الناحية بمبلغ 50000 شامي. وكان جمرك دجلة , الذي كان مركزه موجودا في زكية فوق القرنة , يؤجر بمبلغ 12000 شامي , وكانت الضريبة العقارية في ناحية زكية تجلب مبلغا مماثلا ))).







علما بأن الكلام عن امارة المنتفق اقتصاديا يطول , فقد أسست أسرة السعدون مدنا اقتصادية (تجاريه) مثل سوق الشيوخ والناصرية ولاحقا الخميسية (عاصمة امارة المنتفق مابين 1892-1911م) التي بناها ابن خميس بايعاز وحماية من الأمير فالح السعدون وكانت تتحكم في اقتصاد وتجارة القبائل بواسطة هذه المدن .

وقد كانت أسرة السعدون أيضا تهتم باقتصاد الأمارة من الناحية الزراعية في مناطق حكمهم (في جنوب ووسط العراق) حيث قاموا بتشجيع عشائر وقبائل من الجزيرة العربية ومن أنحاء العراق الأخرى الى الهجرة الى امارة المنتفق وقاموا بأعطائهم أراضي على ضفتي الفرات وذلك لكي يزرعونها وبذلك ازدهرت الزراعة والصادرات الزراعية للامارة وانتعش اقتصاد الأمارة من الضرائب المفروضة على المنتجات الزراعية من هذه الأراضي. يذكر عبدالكريم محمد علي في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ , وذلك عند حديثه عن التطورات السياسية والأجتماعية التي حدثت في عموم جنوب العراق , ص: 26 ((( حدوث هجرات متتالية , من القبائل العربية من نجد ومن عموم الجزيرة العربية الى هذه المنطقة الوافرة المياه , والترحيب بهم من قبل شيوخ المنتفك (آل سـعدون ) واحلالهم بما يليق بكرامة العربي , واقطاعهم الاراضي على ضفتي الفرات , للزراعة الموسمية والبستنه , ومن بينهم من كان يحسن زراعة النخيل , ممن جاء من جنوب الجزيرة العربية – من الأحساء والقطيف – وهكذا نشأت بساتين النخيل على الضفتين وازدهرت الزراعة ))).
يذكر علي الشرقي في كتابه ذكرى السعدون , وذلك عند حديثه عن المخلفات الثمينة لأمارة آل سعدون , ص: 30 ((( تخطيط المدن مثل سوق الشيوخ والناصرية والشطرة والاعمال الزراعية كالدور والتطهير وافتراع الانهار وشق الجداول وغرس النخيل ))).










وقد أسست أسرة السعدون العديد من المدن في العراق وأهمها:





1- مدينة الناصرية: بناها عام 1869م الأمير ناصر السعدون (حاكم امارة المنتفق , ووالي البصرة والأحساء (مابين 1874م - 1876م) من قبل الدولة العثمانية ) , وهي رابع أكبر مدينة في العراق حاليا. وقد بنيت على طراز حديث لم تعهده مدن العراق حتى ذلك الوقت , وقد خططها المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر آل ســعــدون التاريخية. يذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر , في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها , ص: 54 ((( وبعد أن بنى ناصر باشا في المكان الذي أختاره قلعة واسعة وحصينة وألحق بها ثكنات بدأ بتشييد مدينة جديدة حولها سميت (الناصرية) نسبة لمؤسسها . ان تخطيط المدينة بل وحتى بناء الكثير من عمارتها كما تشير الشائعات , هو من عمل مهندس بلجيكي وذلك ماجعل الناصرية بسوقها الواسع وبيوتها وشوارعها العريضة أحسن من أي مدينة أخرى على الفرات فهي تعطي للأوروبي أجود انطباع ))).
ويذكر أيضا في نفس الكتاب , ص: 54 ((( لقد تزامن ازدهار الناصرية مع تضاؤل المركز التجاري السابق سوق الشيوخ التي التي ظل البدو حتى ذلك الوقت يتقاطرون عليها لا من مناطق العراق العربي المجاورة فحسب وانما من البلدان البعيدة أيضا كالكويت ونجد وصحراء شمال شبه جزيرة العرب ))).




2- سوق الشيوخ : كانت عاصمة لامارة المنتفق لمايقارب من مائة عام, وقد أسسها عام 1781م الأمير ثويني بن عبد الله أحد أشهر حكام المنتفق تاريخيا, وجعلها مدينة اقتصادية للقبائل في جنوب ووسط العراق وشمال ووسط الجزيرة العربية ، وقد كانت أسرة السعدون تسيطر بها اقتصاديا على تجارة القبائل في المنطقة.أما لفظة الشيوخ فهي نسبة إلى آل شبيب (الاسم القديم لآل سعدون) الذين سرعان ما تملكوا البساتين في المنطقة، وأقاموا فيها خلال أشهر الصيف. يذكر الدكتور حميد حمد السعدون في كتابه: امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية، ص: 288 (((كما كانت مدينة سوق الشيوخ، تشهد طيلة أيام السنة, نشاطا تجاريا واسعا, مستفيدة بذلك من اطلالتها على نهر الفرات ومرور السفن فيه للتبادل التجاري، حيث كانت المنتفق تصدر أو يشترى من أسواقها الحبوب، كالأرز والشعير والذرة, وكذلك الملبوسات وأنواع الأقمشة, خصوصا من قبائل البدو, وبنفس الوقت فهي مفتوحة لكل مصدر لها من قبل الأسواق أسواق البصرة أو بغداد. وكانت سوق الشيوخ ومن بعدها الناصرية والخميسية، المراكز الأساسية لتموين ديار شمال نجد حيث كانت القبائل تترى عليها لشراء ماتحتاجه وترغب باقتنائه حتى في موضوع شراءالسلاح. بحيث كانت "الديرة" المخزن الأساسي لقبائل شمال نجد وحائل.)))
يذكر سليمان بن صالح الدخيل النجدي,(في بحثه المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م قبل الحرب العالمية الأولى) , عند حديثه عن مؤسس مدينة سوق الشيوخ ((( هو الشيخ ثويني المحمد جد الأسرة السعدونية . وذلك أنه لما كان حاكما كبيرا في العراق , يمتد حكمه من الغراف والبصرة الى ماقارب الكويت من جهة , ومن الجزيرة الى ماحواليها من جهة أخرى أصبح نفوذا عظيما على كثير من عشائر العراق ونجد وقبائلهما . وكان معه في غزواته وفتوحاته سوق متنقلة وهي عبارة خيام تجار وباعة ... ثم أن أعراب ثويني رغبوا في أن تقام سوق دائمة قريبة من الفرات في الصقع الذي ترى فيه اليوم سوق الشيوخ لطيب مائه وحسن هوائه وكثرة مرعاه فاذن بذلك ))).











بعض الاقوال في اسرة السعدون وامارة المنتفق من 1530م إلى 1918 م:




لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين .






وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال . وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.





وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها .









(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)








ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون ، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل ، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم ...






(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)






آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا الى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق , وهم ينتسبون الى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم الى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الانكليزي بقيادة أعجمي السعدون .... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة .








(القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) لمؤلفه : يونس الشيخ ابراهيم السامرائي.









آل سعدون هم عائلة شريفة هبطت العراق في أوائل القرن العاشر للهجرة وأسسوا فيه إمارة كبرى دامت أربعمائة سنة تقريباً وقد تولى المشيخة منهم شيوخ كثيرون. وهم قوم يرجعون بأنفسهم إلى الحجاز وبأنسابهم إلى أشارف الحجاز وأمرائه فهم قرشيون هاشميون علويون.






(تاريخ السعدون - المؤرخ عبدالله الناصر)












فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.







(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)







مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى.









(ماكس فرايهير فون أوبنهايم - البدو ج3 )








لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده , من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون , أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد , ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق . رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون إلى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة.







(حليم حسن الأعرجي - كتاب (آل الأعرجي _أحفاد عبيدالله الأعرج).)







فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , وبنوسعيد , وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا .






(عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد – ابراهيم فصيح الحيدري)






كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها.





( المؤرخ عباس العزاوي , كتاب عشائر العراق – قسم امارة المنتفق- عند حديثه عن امارة المنتفق وعشائرها وقبائلها )






قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب.









(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)









إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة مايقارب من (50,000) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر ...









(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)









في ظل الأسرة الحجازية الجبارة ، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل ، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية ، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون ) متمسكين بكبرياء و

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى